تشييع جثمان أبو بكر سالم بعد مسيرة امتدت لعقود

شيع السعوديون والخليجيون، أمس، جثمان الراحل أبو بكر سالم بلفقيه، عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد تعرضه لمرض مزمن استدعى العلاج في داخل السعودية وخارجها، إذ توافد صباح أمس، عدد كبير من المحبين والقريبين للفنان والشاعر والأديب أبو بكر سالم، إلى العاصمة الرياض، للمشاركة في الصلاة عليه ودفنه.
ووجد عدد كبير من جمهور الراحل أبو بكر سالم منذ وقت مبكر، في المسجد، خصوصاً الفنانين المقربين منه؛ عبد الله الرويشد، ورابح صقر، وعلي بن محمد، إضافة إلى سالم الهندي، رئيس روتانا للصوتيات.
وكان الراحل أبو بكر سالم، تحمل المشقة وعناء المرض، وأبى إلا أن تكون كلماته الغنائية الأخيرة على المسرح وطنية في ليلة الاحتفال باليوم الوطني «87» بشكل مفاجئ وغير متوقع، وبما تبقى من صوته الأخاذ ليلهب الحناجر ويردد معه الجمهور، عبر مقطع من أغنية غناها مع نجله الفنان أصيل أبو بكر منذ سنوات، «قوة الإيمان بالإيمان والعزم المتين، يرتقي الإنسان عن إيمان في دنيا ودين»، وذلك في ليلة كرّمه فيها تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية.
وعبر عدد من المقربين للفقيد أبو بكر سالم بلفقيه، في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عن تعازيهم، إذ قال الفنان رابح صقر: «نعزي أنفسنا أولاً، ونعزي الجميع برحيل هرم موسيقي رافقنا صوته في كثير من ذكرياتنا».
يذكر أن الراحل أبو بكر بن سالم ولد في 17 مارس (آذار) 1939، ونشأ في أسرة عريقة عرفت بالنجابة والذكاء، واشتهرت بالعلم والأدب، إذ إن غالبية أفرادها شعراء، إن لم يكونوا يحملون العلم والشعر في آن معاً.
عاش طفولته يتيماً، حيث توفي والده وهو ابن 8 أشهر، واحتضنه جده الشيخ زين بن حسن، وتلقى تعليمه على يد أكبر علماء حضرموت وأتم دراسته في علوم الفقه والدين، وحفظ ثلثي القرآن الكريم وهو في سن الـ13، وقد أظهر تفوقاً ملحوظاً في علوم اللغة العربية والشعر، وظهرت مواهبه الفنية منذ صباه.
ظهرت مواهب أبو بكر سالم الفنية منذ صباه، إذ اشتهر بجمال صوته في فترة مبكرة من عمره منشداً للأناشيد والموشحات الدينية، بالإضافة إلى أنه كان مُولعاً بالأدب والشعر، إلى جانب حبه الكبير للغناء الذي مارسه بشكل رسمي بعد الإنشاد، كما عُرف عنه آنذاك شغفه وتأثره بأخواله (آل الكاف) الذين تميّزوا بالعلم والثقافة والغناء.