المعارضة الموريتانية تحرك الشارع قبيل انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية

دعت إلى مقاطعتها بحجة أنها محسومة سلفا لصالح الرئيس المنتهية ولايته

المعارضة الموريتانية تحرك الشارع قبيل انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية
TT

المعارضة الموريتانية تحرك الشارع قبيل انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية

المعارضة الموريتانية تحرك الشارع قبيل انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية

انطلقت الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا مساء أمس، في ظل شد وجذب بين المعارضة التي أعلنت مقاطعتها الانتخابات، والأغلبية التي تسعى إلى إثبات إقبال الشعب الموريتاني على التصويت، من خلال حملة دعائية تحث الناخبين على التوجه إلى مراكز الاقتراع، والرفع من نسبة المشاركة في انتخابات يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، مع أربعة مرشحين آخرين، بينهم امرأة واحدة.
في غضون ذلك، نظمت أحزاب سياسية معارضة وهيئات من المجتمع المدني، المنخرطة فيما يعرف بـ«المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة»، مسيرة شعبية مساء أول من أمس، دعت فيها إلى مقاطعة الانتخابات التي عدتها «محسومة النتيجة سلفا» لصالح الرئيس المنتهية ولايته، بسبب ما قالت إنه «انعدام ضمانات الشفافية والنزاهة والحرية».
وقال نائب رئيس حزب «تكتل القوى الديمقراطية»، المعارض أحمد محمود ولد لمات، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة) لجأ إلى تحريك الشارع بعد أن استنفد كل السبل للتفاهم مع الحكومة»، وأشار إلى أن «سلاح مقاطعة الانتخابات قد لا يكون خيارا ديمقراطيا، ولكنه في بعض الحالات يكون حلا عندما تنعدم الشفافية، وتكون هناك منافسة حقيقية في ظل حياد الدولة».
من جهة أخرى، دعا الرئيس الموريتاني الأسبق، علي ولد محمد فال (2005 - 2007)، الموريتانيين إلى مقاطعة الانتخابات، وبرر ذلك في بيان صحافي، وزعه أمس بنواكشوط، بأن «البلاد تعيش هذه الأيام أوضاعا سياسية واقتصادية واجتماعية غاية في السوء، نتيجة تعنت النظام الحاكم ورفضه أي محاولة لحل الأزمة السياسية، أو التخفيف من حالة الاحتقان السائدة».
وقال فال، الذي سبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2009 وحصل على نسبة ثلاثة في المائة، إن «تمادي النظام في سياسة الهروب إلى الأمام، وغيرها من السياسات الرعناء، قد يوصل الأمور في البلد إلى طريق مسدود تستعصي معه إعادة الإصلاح».
على صعيد آخر، دعت أحزاب الأغلبية، الداعمة للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، الموريتانيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية، من أجل تحقيق نسبة مشاركة مرتفعة، تثبت للرأي العام الوطني والدولي أن أحزاب المعارضة لا تملك وزنا حقيقيا.
وقال القيادي في حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» الحاكم محمد فال ولد يوسف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعارضة فشلت في جميع مخططاتها منذ 2008 وحتى اليوم، وما تقوم به اليوم من تصعيد يأتي بعد أن عجزت عن مواجهة الرئيس ولد عبد العزيز بوصفه مرشح الأغلبية، ومرشح الشعب الموريتاني، وإنجازاته على أرض الواقع واضحة وصريحة، وهي الحكم الانتخابي».
وأضاف ولد يوسف أن «المعارضة عجزت عن تقديم مشروع انتخابي جاد للشعب الموريتاني، فلجأت إلى التصعيد وتحريك الشارع ضد الانتخابات، ولكنها ستعجز مرة أخرى عن إفشال الانتخابات كما حدث خلال الانتخابات النيابية والبلدية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013».
يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تنظم في ظل مقاطعة أطياف واسعة في المعارضة الموريتانية، من ضمنها حزب «التحالف الشعبي التقدمي» الذي يرأسه مسعود ولد بلخير، الرئيس السابق لـ«الجمعية الوطنية» (البرلمان)، بالإضافة إلى «المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة»، الذي يضم أحزاب المعارضة التقليدية والتيار الإسلامي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.