صادرات الصين إلى العالم تفوق التوقعات

ارتفاع فائض تجارتها مع أميركا في نوفمبر

صادرات الصين إلى العالم تفوق التوقعات
TT

صادرات الصين إلى العالم تفوق التوقعات

صادرات الصين إلى العالم تفوق التوقعات

أظهرت بيانات إدارة الجمارك الصينية، أمس، زيادة الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) ليصل إلى 27.87 مليار دولار من 26.62 مليار في أكتوبر (تشرين الأول). وقالت وكالة «رويترز»: إن الفائض الصيني خلال الأحد عشر شهراً الأولى من العام بلغ 251.26 مليار دولار، مقارنة مع 222.98 مليار دولار في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر.
وتظهر حسابات أجرتها «رويترز» أن فائض سبتمبر (أيلول) البالغ 28.08 مليار دولار هو الأكبر على الإطلاق.
وبلغ الفائض التجاري الصيني في مجمله خلال نوفمبر نحو 40.21 مليار دولار، بالمقارنة مع التوقعات البالغة 35 مليار دولار، وبعد فائض قدره 38.185 مليار دولار في أكتوبر.
وتعد العلاقات التجارية بين أميركا والصين واحدة من أكثر القضايا الساخنة التي تضعها إدارة الرئيس دونالد ترمب نصب أعينها، حيث يصف الرئيس الأميركي العجز التجاري لبلاده مع الصين بأنه «محرج» و«فظيع»، ويلقي باللوم على الإدارات السابقة في تفاقم هذا العجز.
وترى وكالة «بلومبيرغ» أن فترة تولي ترمب لم تشهد أي تحول عظيم في الميزان التجاري بين اقتصاد البلدين، معتبرة أن تلك النتائج الاقتصادية تأتي مخالفة لرغبة ترمب في تخفيض العجز التجاري الأميركي.
وتعيش الصين فترة ازدهار في العلاقات التجارية مع الكثير من بلدان العالم، وليس والولايات المتحدة فقط، حيث أظهرت أمس بيانات صينية أن مجمل صادرات البلاد زادت في نوفمبر بنحو 12.3 في المائة على أساس سنوي، وهي أسرع وتيرة في ثمانية أشهر.
وتقول وكالة «رويترز» إنه في الوقت الذي ازداد فيه الطلب الاستهلاكي العالمي، فإن المستهلكين أقبلوا على السلع الصينية بنهم متنامٍ هذا العام؛ مما منح الاقتصاد دعماً، ووفر لصناع السياسات مجالاً لتشديد القواعد لكبح الإقراض عالي المخاطر.
ويتجاوز رقم صادرات نوفمبر توقعات المحللين، التي رجحت أن تكون الزيادة بنسبة 5 في المائة فقط، ويأتي بالمقارنة مع نمو نسبته 6.9 في المائة في أكتوبر.
وقفزت الصادرات إلى سائر الشركاء التجاريين الكبار في هذا الشهر، حيث زادت الشحنات إلى أستراليا ودول الآسيان أكثر من 18 في المائة لكل منهما بالمقارنة مع نوفمبر من عام 2016، بينما ارتفعت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي 13.2 في المائة.
وارتفعت قيمة الواردات الصينية أيضاً في الشهر نفسه بما يفوق التوقعات، بنحو 17.7 في المائة، مقابل تقديرات سابقة للمحللين بنمو قدره 11.3 في المائة فقط، وهي أسرع وتيرة للزيادة منذ سبتمبر.
ويأتي ارتفاع الواردات في الوقت الذي انخفض فيه اليوان الصيني 2.8 في المائة مقابل الدولار، منذ بلغ ذروة 2017 في الثامن من سبتمبر الماضي.
وقد تساعد هذه الأرقام في تهدئة المخاوف بشأن تباطؤ الزخم في أكبر قوة اقتصادية بآسيا، التي فاجأت الأسواق بنمو قوي قارب 6.9 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بفضل موجة إنفاق على البنية التحتية وارتفاع غير متوقع في الصادرات.
وقال لويس كوجيس، كبير اقتصاديي آسيا لدى «أكسفورد إيكونوميكس» في هونغ كونغ: «في حين ما زلنا نتوقع أن يتباطأ الاقتصاد المحلي الصيني في 2018 بفعل التشديد التدريجي للسياسات المالية، فإن بيانات الواردات في نوفمبر تظهر أن أداء اقتصاد الصين قد يتجاوز توقعاتنا».
ويؤثر تشديد القواعد، لكبح المخاطر الناجمة عن الزيادة السريعة للديون وخفض التلوث، سلباً على النشاط الاقتصادي عموماً منذ الربع الثالث من السنة.
وبجانب الجهود المكثفة لخفض التلوث في الشتاء، كشفت السلطات عن معايير تنظيمية جديدة الشهر الماضي للقطاع المالي لكبح الإقراض عالي المخاطر، ووقف بعض مشروعات البنية التحتية المشكوك في جدواها والتي ستزيد ديون الحكومات المحلية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.