عبد الله دوكوري... الصبر والمعاناة صنعا منه نجماً

مسيرة اللاعب الفرنسي كانت مليئة بالصعاب والعقبات حتى بات عنصراً أساسياً في واتفورد

TT

عبد الله دوكوري... الصبر والمعاناة صنعا منه نجماً

يقدم نادي واتفورد أداء رائعا جعله إحدى أبرز مفاجآت الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، ويعود الفضل في ذلك بصورة جزئية إلى التألق اللافت للاعب خط الوسط الفرنسي عبد الله دوكوري، الذي نجح أخيرا في إظهار قدراته وإمكاناته الكبيرة. ويتميز دوكوري باللياقة البدنية الكبيرة والقدرة على الاستحواذ على الكرة وتمريرها بشكل رائع، فضلا عن قدرته على تسجيل الأهداف، والمساهمة في إحرازها مع فريقه في الموسم الحالي. وقد واجه اللاعب الفرنسي الكثير من العقبات التي أخرت حصوله على فرصة مناسبة لإظهار قدراته الفنية.
يقول دوكوري: «لم أستسلم مطلقا، وكنت أعرف دائما كيف أكون صبورا»، مشيرا إلى أنه تعرض لإصابة خطيرة في نفس الركبة مرتين كما واجه وضعا معقدا كان سيجبره على الرحيل عن واتفورد حتى قبل أن يلعب أي مباراة مع الفريق، لولا تأخر أوراق انتقاله لمدة 33 ثانية فقط. يقول دوكوري: «كوني ثاني أصغر ثمانية أشقاء ساعدني كثيرا، إذ كان يتعين علي دائما أن أنتظر دوري، حتى لو كان للذهاب للعب (البلاي ستيشن). وكان يتعين عليك أن تضمن أنك ستستغل الفرصة جيدا عندما تأتي. وينطبق نفس الأمر على كرة القدم».
وفي عام 2010، وصف دوكوري بأنه أحد النجوم الصاعدة بقوة في عالم كرة القدم الأوروبية، رغم أنه كان قد فشل قبل ثلاث سنوات في الالتحاق بأكاديمية كليرفونتين الفرنسية المرموقة. يقول دوكوري: «كان ذلك الأمر محبطا للغاية، لأنها أكاديمية أسطورية وكنت أحلم بالانضمام لها، لكن ذلك جعلني أكثر إصرارا على الالتحاق بأحد الأندية». ويتميز دوكوري بقدرته على الحديث بلباقة كبيرة. يقول مدرس التربية الرياضية السابق لدوكوري، مايكل بيلين، إن شخصية دوكوري تتسم بالتصميم والإرادة، وهو ما يعد نقطة قوة كبيرة لديه. وعندما كان دوكوري يبلغ من العمر 12 عاما انتخبه زملاؤه كأحد مستشاري المدرسة على المستوى المحلي، واستخدم منصبه للضغط على الحكومة المحلية لبناء مرافق كرة القدم مناسبة غرب العاصمة الفرنسية باريس، حيث نشأ مع والديه اللذين يعود أصلهما إلى مالي.
لم يتمكن دوكوري من الانضمام لأي ناد حتى كان عمره 11 عاما، وعن ذلك يقول: «لكي أذهب إلى النادي الوحيد الموجود في المنطقة التي كنت أعيش بها كان يتعين علي عبور طريق مزدحم للغاية، ولم تكن والدتي ترغب في ذلك. ولم توافق على ذلك إلا عندما ذهب إليها سكان آخرون وقالوا لها: (يجب عليك أن تسمحي له بالذهاب، فالأشياء أكثر تنظيما هناك، وسيكون قادرا على النجاح)». وبالإضافة إلى عمله في مجال التعليم، كان بيلين يعمل كشافا لنادي رين ورشح دوكوري للانضمام للنادي. انضم دوكوري إلى نادي رين وقدم أداء رائعا أهله للانضمام لصفوف المنتخب الفرنسي في مراحل عمرية مختلفة. وفي عام 2010، صنع هدفا لبول بوغبا لاعب خط وسط مانشستر يونايتد حاليا في المباراة التي خسرتها فرنسا بهدفين مقابل هدف وحيد في الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأوروبية تحت 17 عاما أمام المنتخب الإنجليزي، الذي كان خط وسطه يضم ناثانيل تشالوبا، الذي يلعب إلى جوار دوكوري الآن في واتفورد.
يقول دوكوري: «كان هذا أول شيء تحدثنا عنه عندما التقينا هنا مرة أخرى. أتذكر أنني كنت معجبا للغاية بأدائه وأداء بعض لاعبي المنتخب الإنجليزي آنذاك، مثل مهاجم كريستال بالاس حاليا كونور ويكهام، الذي سجل هدفي المنتخب الإنجليزي في تلك المباراة. لقد كانت مباراة جيدة ووقتا ممتعا لأن المنتخبين الفرنسي والإنجليزي كانا يقيمان في نفس الفندق، وبعد ذلك لعبنا تنس الطاولة سويا. أتذكر أنني دخلت في حوار مع المهاجم الإنجليزي ذي الأصل الكونغولي الذي يلعب لفريق بورنموث حاليا بينيك أفوبي، على وجه التحديد، لأن بول بوغبا كان يعرفه وكان يجيد الحديث باللغة الفرنسية».
وبعد وقت قصير من تلك المسابقة، تعرض دوكوري لأول إصابة خطيرة وكانت عبارة عن قطع في الرباط الصليبي للركبة اليسرى. يقول دوكوري عن ذلك: «قلت لنفسي إنه لا يوجد أي شيء سيمنعني من استكمال مسيرتي الكروية، لكنه في الحقيقة كان وقتا صعبا للغاية، خاصة أنني لم أكن قد أصبحت لاعبا محترفا بعد. لكن نادي رين كان يثق في قدراتي ووقع عقدا جديدا معي رغم أنني كنت مصابا، وأعتقد أنني قد رددت الدين للنادي في السنوات التالية». وأخيرا، شارك دوكوري في أول مباراة له مع الفريق الأول لنادي رين عام 2013 وترك بصمة واضحة وأحرز هدفا في تلك المباراة. لكن في وقت لاحق من هذا العام، تعرض لنفس الإصابة مرة أخرى، ليخرج من تشكيلة المنتخب الفرنسي المشاركة في نهائيات كأس العالم تحت 20 عاما، وهي البطولة التي نجح المنتخب الفرنسي في الحصول عليها.
يقول دوكوري: «كان الغياب عن تلك البطولة ضربة قوية للغاية بالنسبة لي، لكنني قلت لنفسي مرة أخرى: الطريقة الوحيدة لتعويض ذلك هي التألق مع الفريق الأول لنادي رين». وخلال فترة تعافيه من الإصابة، حصل دوكوري على دعم كبير من ابن عمه لادجي دوكوري، بطل العالم السابق في سباق 110 أمتار حواجز. يقول دوكوري: «لم نكن نعرف بعضنا البعض جيدا عندما كنا صغارا، لأنه كان يعيش في مكان بعيد عن المكان الذي كنت أعيش به، لكننا بدأنا نعرف بعضنا البعض بصورة أفضل بعد ذلك، وساعدني كثيرا لأنه كان قد تعرض لإصابات خطيرة قبل ذلك. لقد طالبني بأن أحافظ على تركيزي وأن أعمل بجدية كبيرة وألا أكون أنانيا. ومن بين الأسباب التي جعلتني أريد أن أكون لاعب كرة قدم هو أن أساعد عائلتي وأصدقائي من الناحية المالية، وكان هذا أحد الأسباب أيضا التي أمدتني بالقوة من أجل الاستمرار رغم الصعوبات التي واجهتها».
وأضاف دوكوري: «كان الشيء الجيد يتمثل في أنني كنت أعرف على الأقل أنني قادر على العودة لأنني قد فعلت ذلك بالفعل من قبل بعد تعرض للإصابة الأولى. لكن هذه التجربة جعلتني أفكر بصورة أفضل وتعلمت أن أعتني بنفسي كثيرا وأن أكون أكثر قوة وأن أبني عضلاتي بصورة أفضل. وما زلت أعمل على ذلك كل يوم في صالة الألعاب الرياضية. يتعين عليك أن تعرف إمكاناتك البدنية جيدا، وهو ما يعني أيضا أنه يجب عليك أن تعرف متى تحصل على قسط من الراحة. في بعض الأحيان، يتعامل المدير الفني مع الأمر ويمنحني راحة لمدة يوم حتى أعود بصورة أفضل بعد ذلك».
وسرعان ما استعاد دوكوري مستواه القوي بعد العودة من الإصابة وجذب أنظار نادي واتفورد، الذي حاول الحصول على خدماته في صيف 2015، رفض دوكوري ذلك العرض لأن زوجته كانت حاملا ولم يكن يرغب في الانتقال. لكن واتفورد أعاد المحاولة مرة أخرى بعد ستة أشهر ووافق رين على عرض بقيمة ثمانية ملايين جنيه إسترليني. وانتقل دوكوري على الفور إلى نادي غرناطة الإسباني على سبيل الإعارة. يقول دوكوري: «لم أكن أتوقع ذلك، لكنهم قالوا لي: لدينا عدد كبير من لاعبي خط الوسط هنا ويجب عليك أن تذهب لتساعد غرناطة على تجنب الهبوط. وبالفعل قمت بذلك، كما أن اللعب في إسبانيا قد ساعدني على أن أصبح أفضل من الناحية الفنية، لأن كرة القدم هناك تتسم بالسرعة والقوة واللعب من لمسة واحدة، حتى في التدريبات».
ويضيف: «لكن الدوري الإنجليزي أكثر إثارة ويعتمد على الناحية الهجومية بصورة أكبر، وهذا هو المكان الذي كنت أرغب دائما في اللعب به، لأنني رأيت لاعبين مثل لاعب خد وسط مانشستر سيتي الإيفواري يايا توريه ولاعب خط وسط آرسنال السابق أبو ديابي يتألقون هنا، وهم من نوعية لاعبي خط الوسط الذين أريد أن أكون مثلهم، من حيث الركض بالكرة في المساحات الخالية. لعبت بشكل جيد في إسبانيا، وكنت أعتقد أنني سأدخل التشكيلة الأساسية لنادي واتفورد بشكل أسرع مما حدث بالفعل لدى عودتي. لكن اتضح أن المدير الفني للفريق آنذاك الإيطالي والتر ماتزاري لم يكن يثق في قدراتي. وكنت أتساءل في بعض الأحيان عن السبب الذي جعل النادي يتعاقد معي من الأساس! في فرنسا من الصعب أن تفهم أن يقوم أحد الأندية بإنفاق ملايين الجنيهات على شراء لاعب ثم لا يشركه في المباريات، لكن في إنجلترا قد لا يشركون اللاعب في المباريات ولا يندمون على ذلك لأنهم يملكون الكثير من الأموال».
وفي اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية لعام 2016، بعد مشاركة وحيدة في التشكيلة الأساسية لواتفورد وكان ذلك في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام غيلينغهام، كان دوكوري على متن طائرة خاصة في مطار لوتون في طريقه إلى نادي لوريان الفرنسي للعب على سبيل الإعارة. لكن الرحلة ألغيت بعدما وصلت أوراق الصفقة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد 33 ثانية فقط من انتهاء فترة الانتقالات الصيفية. لذلك، استمر دوكوري في انتظار الحصول على فرصة من أجل إثبات قدراته مع نادي واتفورد. وحصل دوكوري على تلك الفرصة بعد أربعة أشهر بسبب الإصابات التي عصفت بالفريق.
شارك دوكوري في أول مباراة له مع واتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام هوتسبير في يوم رأس السنة الجديدة عام 2017، وكان ذلك يتزامن مع عيد ميلاده الرابع والعشرين. خسر واتفورد هذه المباراة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، لكن دوكوري قدم أداء لافتا للأنظار ونجح في حجز مكانه في التشكيلة الأساسية بعد ذلك، وأصبح يلعب دورا محوريا في الفريق بعد رحيل المدير الفني السابق ماتزاري والتعاقد مع ماركو سيلفا خلال الصيف الجاري لقيادة الفريق. يقول دوكوري، الذي يؤمن بأن سيلفا والكثير من لاعبي فريق واتفورد قادرون على تحقيق نتائج عظيمة: «أخبرني فور توليه مسؤولية الفريق بأنه يتوقع أن أكون لاعبا مهما للغاية في طريقة لعبه».
وأضاف: «إنه طموح مثل بعض اللاعبين هنا والذين أعتقد أنهم سينتقلون إلى أندية أكبر يوما ما. إنه يهتم بأدق التفاصيل وقريب للغاية من اللاعبين، ويعتمد على المنافسة من أجل أن يبذل الجميع قصارى جهدهم ويقدمون أفضل ما لديهم، في الوقت الذي يحافظ فيه على العمل الجماعي بين الفريق. بالنسبة لي، نصحني فيما يتعلق بالتمركز داخل الملعب وكيفية اتخاذ القرارات بصورة أفضل. العمل معه ممتع للغاية، ويشرح لنا كثيرا عبر الفيديو كيف نلعب كفريق أو حتى بصورة فردية. وبالنسبة لي، كان يركز معي على الأشياء الجيدة التي أقوم بها وكذلك على الأخطاء التي أرتكبها حتى أتجنبها في المستقبل. لقد يساعدني حقا على تطوير قدراتي».
وكان سيلفا رفض الشهر الماضي الإفصاح عن طبيعة مستقبله مع واتفورد. وزعمت تقارير في وسائل إعلام بريطانية أن إيفرتون لا يزال يسعى لتولي سيلفا المسؤولية خلفا لرونالد كومان في غوديسون بارك. ورفض واتفورد بالفعل عرضا من إيفرتون في هذا الصدد. وقال متحدث باسم واتفورد لشبكة سكاي سبورتس آنذاك: «لن نؤيد أي مفاتحة للتعاقد مع مدربنا سواء من إيفرتون أو من أي فريق آخر سواء ينافس في الدوري الإنجليزي الممتاز أو في الخارج».
وعند سؤاله عن مدى التزامه بالبقاء مع واتفورد عقب الأداء الذي دفع فريقه للتقدم للمركز الثامن في الدوري الممتاز، رد سيلفا بإجابات غامضة.
وقال سيلفا في مقابلة مع محطة سكاي سبورتس: «ليس لدينا أي مصدر للإلهاء. نعرف ما يجب أن نقوم به. قمنا بعمل رائع حتى الآن وبذل اللاعبون أقصى الجهد كما أدوا بشكل جيد حقا ونحن نستحق الوجد في هذا المركز بل أعلى منه».
وأضاف: «مستقبلي هو هذا الموسم. سنواصل الاستعداد. وضعنا خطط الحصص التدريبية الجديدة بالفعل. هذا هو مستقبلي». وتابع: «أفهم الأسئلة جيدا لكن هناك بعض الأشياء التي لا يمكن التحكم فيها. أدرك ما بيدي حاليا وهو الموسم الحالي. اللاعبون يدركون مدى التزامي وهناك أمور في كرة القدم لا يمكن التحكم بها وأي شيء قد يحدث».


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.