الأسواق الأميركية تترقب خطط الإصلاح الضريبي

استمرار التحسن التاريخي لسوق العمل

TT

الأسواق الأميركية تترقب خطط الإصلاح الضريبي

في انتظار ما ستسفر عنه مداولات خطة الإصلاح الضريبي في الولايات المتحدة، فتحت مؤشرات بورصة وول ستريت على تباين أمس، حيث ساعدت مكاسب لأسهم برودكوم لصناعة الرقائق الإلكترونية المؤشر ناسداك المجمع على الصعود عند الفتح أمس، بينما تراجع قليلا المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي.
وبدأ داو جونز الجلسة منخفضا 24.94 نقطة أو ما يعادل 0.1 في المائة إلى 24115.97 نقطة، في حين نزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 1.78 نقطة أو 0.06 في المائة إلى 2627.49 نقطة، وارتفع المؤشر ناسداك 3.32 نقطة أو 0.05 في المائة إلى 6779.70 نقطة.
وكان المؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد أغلق على انخفاض طفيف يوم الأربعاء بعد أن فشلت مكاسب متواضعة لأسهم مايكروسوفت وشركات أخرى للتكنولوجيا في أن تعوض بشكل كامل خسائر لأسهم شركات الطاقة بعد هبوط أسعار النفط بأكثر من اثنين في المائة. وتراجع المؤشر ستاندرد آند بورز بذلك لرابع جلسة على التوالي، وهي سلسلة خسائر لم يشهدها منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.
وفي غضون ذلك، كشف بيان اقتصادي صادر عن وزارة العمل الأميركي أمس، عن أن طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة تراجعت خلال الأسبوع المنتهي في 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي إلى 236 ألف طلب لتسجل أدنى مستوى في 5 أسابيع، وهو ما يشير إلى تحسن سريع في سوق العمل بالولايات المتحدة.
وكان خبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا زيادة عدد الطلبات إلى 240 ألف طلب في الأسبوع الماضي. والأسبوع الماضي هو الأسبوع الرابع والأربعون بعد المائة على التوالي الذي تظل فيه الطلبات دون مستوى 300 ألف المرتبط بمتانة سوق العمل، وهي أطول موجة من نوعها منذ عام 1970 عندما كانت السوق أصغر حجما.
وتقترب سوق العمل من حد التوظيف الكامل، حيث يقبع معدل البطالة عند أدنى مستوى له في 17 عاما البالغ 4.1 في المائة.
وانخفض متوسط أربعة أسابيع للطلبات الجديدة، الذي يعد مقياسا أفضل لاتجاهات سوق العمل، بمقدار 750 طلبا إلى 241 ألفا و500 طلب الأسبوع الماضي.
ورغم تحسن سوق العمل التاريخي، فإن حالة من الترقب تسيطر على المستثمرين في الأسواق الأميركية انتظارا لخطة الإصلاح الضريبي والمزمع إقرارها عقب اتفاق مجلسي النواب والشيوخ على مشروع قانون مشترك.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي أقر بالموافقة على مشروع قانون الضرائب الجديد السبت الماضي، لكنه يختلف في عدة نقاط أساسية عن الخطة التي اعتمدها الجمهوريون في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس عن جون غيرسباخ، المدير المالي لمجموعة «سيتي غروب» المصرفية الأميركية العملاقة، أن البنك يتوقع تكبد نفقات غير نقدية بقيمة 20 مليار دولار تقريبا في حال إقرار النسخة المطروحة على مجلس الشيوخ الأميركي لقانون إصلاح النظام الضريبي ودخولها حيز التطبيق.
وقال غريسباخ أمام مؤتمر للمستثمرين في نيويورك إن هذا التأثير السلبي على الأرباح سيأتي بشكل أساسي من تخفيض قيمة أصول المجموعة المؤجل سداد الضرائب عنها خلال فترة توقيع وإصدار القانون، مشيرا إلى أن المجموعة ستتحمل ما بين 3 و4 مليارات دولار من الضرائب على أرباحها الخارجية غير المحولة.
وقال غريسباخ إنه «من خلال فهمنا، فإن هذا القانون الضريبي - وفي أفضل الأحوال - سيكلفنا في عام توقيعه 20 مليار دولار»، في حين كانت التقديرات السابقة المنشورة في يوليو (تموز) الماضي تصل إلى 15 مليار دولار فقط.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.