حملة اعتقالات وإعدامات حوثية وغموض مصير قيادات في {المؤتمر}

السيسي: استمرار تدهور الأوضاع يصب في صالح جماعات الإرهاب

آثار دمار قتال الأيام الماضية في صنعاء كما بدت أمس (رويترز)
آثار دمار قتال الأيام الماضية في صنعاء كما بدت أمس (رويترز)
TT

حملة اعتقالات وإعدامات حوثية وغموض مصير قيادات في {المؤتمر}

آثار دمار قتال الأيام الماضية في صنعاء كما بدت أمس (رويترز)
آثار دمار قتال الأيام الماضية في صنعاء كما بدت أمس (رويترز)

أحكمت جماعة الحوثي قبضتها على صنعاء، ومارسوا حملة تنكيل بالقيادات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وحزب المؤتمر الشعبي في صنعاء ومحافظات ذمار وحجة والمحويت وريمة في ظل غموض ما زال يكتنف مصير عشرات القادة العسكريين والمدنيين وشيوخ القبائل.
وأفادت معلومات بأن الجماعة قامت بتصفية ثلاثة من كبار قادة الحرس الجمهوري وهم اللواء مهدي مقولة، واللواء مراد العوبلي، واللواء عبد الله ضبعان بعد اقتحام ميليشيات الحوثي لمعسكري «ضبوة» و«ريمة حميد» بمنطقة سنحان في الضواحي الجنوبية لصنعاء.
كما ذكرت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي بأن الجماعة أعدمت أكثر 20 قيادياً قبلياً وعسكرياً في محافظة ذمار (100كيلم جنوب العاصمة) ينتمون إلى قبائل عنس بعد تمكنها من قتل الرئيس السابق في صنعاء، وقالت إن من بين من تم تصفيتهم القياديان في حزب المؤتمر الشيخ علي أبو يابس ويحيى ناصر علي.
وكان عناصر الميليشيا في إحدى نقاط التفتيش أقدموا - بحسب مصادر في حزب المؤتمر الشعبي - على إعدام القيادي محسن علي النقيب أمام أفراد أسرته، أثناء محاولته مغادرة صنعاء في منطقة «بلاد الروس» باتجاه مسقط رأسه في المحافظات الجنوبية، وهو عضو في اللجنة العامة للحزب.
وفي ظل حالة الرعب التي باتت تسكن صنعاء بدأت بعض السكان مغادرتها إلى قراهم في المحافظات الأخرى تحسباً لما هو أسوأ، بمن فيهم عائلات كبار الموظفين والتجار ورجال الأعمال والقيادات الوسطى في حزب المؤتمر الشعبي.
في غضون ذلك، سارع عدد من قيادات المؤتمر ممن كانوا مقربين من الرئيس السابق بالارتماء الكلي في أحضان الميليشيا معلنين تأييدهم لها خوفاً أو طمعاً ومنهم محافظ الانقلابيين في ذمار حمود عباد ومحافظهم في تعز عبده الجندي وقيادات السلطة المحلية المحسوبين على المؤتمر في عمران وحجة وريمة.
وذكرت وسائل إعلام الجماعة أن رئيس المجلس السياسي الأعلى الانقلابي صالح الصماد التقى رئيس وزراء حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، في خطوة يعتقد أن الجماعة تسعى من ورائها لإجبار الخاضعين من أنصار صالح وحزبه على التماهي مع الجماعة وإعادة إنتاج حزب المؤتمر في هيئة تأتمر بأمرها.
ودعت الجماعة أنصارها للاحتشاد اليوم الخميس في ميدان السبعين لتشييع من وصفتهم بـ«شهداء وأد فتنة زعيم ميليشيا الخيانة»، في إشارة إلى الرئيس السابق والقوات الموالية له من حزب المؤتمر الشعبي.
إلى ذلك، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أهمية الالتزام بالحل السياسي لتسوية الأزمة اليمنية، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه، ومقدرات شعبه، مشيراً خلال اجتماع ضم وزراء بالحكومة المصرية أمس، إلى أن استمرار تدهور الأوضاع في اليمن لا يصب في مصلحة الأمة العربية؛ بل في صالح جماعات التطرف والإرهاب، التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وإشاعة الفوضى تنفيذاً لأجندات خارجية.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن الاجتماع تناول كذلك آخر مستجدات الأوضاع في اليمن وما تشهده من تصعيد وتزايد للعنف خلال الأيام القليلة الماضية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.