«تراث مصر»... حرف يدوية وصناعات محلية

أبرزها الخزف والمنسوجات والملابس

TT

«تراث مصر»... حرف يدوية وصناعات محلية

بهدف دعم صناعة الحرف اليدوية والصناعات التقليدية المصرية والترويج لها أمام السائحين؛ افتتح داخل «بيت الهدايا» الكائن بالمتحف المصري بالقاهرة، معرض «تراث مصر» للحرف اليدوية، الذي يستمر حتى فبراير (شباط) المقبل، لمدة 3 أشهر، في عرض مفتوح أمام زوار المتحف.
يعرض «تراث مصر»، الذي افتتحه الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، منتجات 21 شركة مصرية تتخصص في الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، أبرزها الخزف والمنسوجات والملابس، إلى جانب المطبوعات والكتيبات التي تحمل الصور الفرعونية وتسرد تاريخ قدماء المصريين.
وبحسب إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، يعد هذا المعرض استعادة للدور الرائد لبيت الهدايا بالمتحف المصري في إقامة مثل هذه المعارض بعد توقفها لعدة سنوات منذ عام 2011 الذي شهد قيام أحداث الثورة المصرية وتعرض مقتنيات المتحف للسرقة عقب أعمال الشغب التي سادت القاهرة في هذا الوقت، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور المتاحف في دعم الحرف التراثية والصناعات التقليدية في مصر.
من بين المشاركين بالمعرض، يقول طاهر العبودي، وهو صاحب مكتبة شهيرة بمدينة الأقصر لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المعرض ذو أهمية كبيرة بالنسبة لنا كعارضين وصنّاع، فهو يتيح لي عرض الأعمال اليدوية التي أتخصص فيها أمام عدد كبير من الزوار والسائحين سواء العرب أو الأجانب، حيث إنني أقوم بالتجارة في المنتجات المصنوعة من خشب حجازة، نسبة إلى المنطقة التي تقع شمال الأقصر، حيث تصنع من خشب السرسوع الذي يتميز بتدرجات لونية، وتشتهر به تلك المنطقة، وهي منتجات ذات استخدام استهلاكي في المنازل، فقد تستخدم في أعمال الطهي وكذلك للزينة، لذا تحظى بقبول السائحين».
مضيفاً: «يعد معرض تراث مصر أيضا فرصة كبيرة لي لعرض هذه المنتجات أمام جمهور القاهرة وزوارها ممن لم تتح لهم زيارة الأقصر بشكل عام، وبشكل خاص أمام السائحين المترددين على المتحف المصري والذين يقدرون بالآلاف يوميا، مما يعني رواجا أكبر للمنتجات ولفكرة التصنيع اليدوي».
أما ديفيد ميشال، وهو عارض آخر بالمعرض، فيوضح أنه ينتمي لمحافظة قنا بصعيد مصر (600 كم جنوب القاهرة)، وتحديداً منطقة نقادة، التي تشتهر بصناعة النسيج اليدوي عبر الأنوال اليدوية دون تدخل للآلات أو الماكينات، حيث ينتجون الحقائب والملابس التقليدية بأشكال مختلفة خاصة الشال الحريمي الذي يطرز ويزين برسومات مختلفة.
وعن مشاركته بمعرض «تراث مصر»، يقول: «فخر كبير لي أن أشارك في هذا المعرض، الذي يحتضنه المتحف المصري، وهي المرة الأولى التي كنت أحضر فيها للمتحف، وأبهرني وجود الإقبال الكبير من جميع الجنسيات، وهو ما شجعني بشكل أكبر للمشاركة ودعم السياحة عبر الترويج لمنتجاتي المصنوعة من النسيج اليدوي الذي يعد أساس النسيج لهؤلاء السائحين»، مبيناً أن منتجاته تجذب بشكل أكبر السائحين الألمان والإيطاليين، الذين يفضلون الشال المصنوع من الصوف، الذي يعمل على التدفئة خلال فصل الشتاء، إلى جانب تميز ما يحمله من رسومات مستوحاة من البيئة المصرية.
يذكر أن «بيت الهدايا» كان يضم قبل 2011 عشرات القطع من المستنسخات الأثرية التي تعرض أمام السائحين، كما كان أحد أسباب إنقاذ المتحف المصري من اللصوص؛ الذين عندما دخلوا للبيت وجدوا المستنسخات أمامهم والنماذج الأثرية المقلدة فسرقوها معتقدين أنها جزء من المتحف المصري.



«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
TT

«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)

يستعيد الفيلم الوثائقي المصري «البحث عن رفاعة» سيرة أحد رواد النهضة الفكرية في مصر ببدايات القرن الـ19، رفاعة رافع الطهطاوي، الذي كان له دور مهم في التعليم والترجمة، ويستضيف الفيلم المركز الثقافي بيت السناري بحي السيدة زينب (وسط القاهرة)، التابع لمكتبة الإسكندرية، الأربعاء.

يتتبع الفيلم مسيرة رفاعة الطهطاوي عبر رؤية سينمائية تدمج المكان بالأحداث بالموسيقى، ويتناول شخصية وأفكار رفاعة الطهطاوي، أحد رواد النهضة الفكرية في مصر، ويُقدم رؤية سينمائية تجمع بين التاريخ والواقع، مسلّطاً الضوء على إسهاماته في تشكيل الوعي العربي الحديث، وفق بيان لمكتبة الإسكندرية.

ويُعدّ رفاعة الطهطاوي من قادة النهضة العلمية في مصر خلال عصر محمد علي، وقد ولد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1801، في محافظة سوهاج بصعيد مصر، والتحق بالأزهر ودرس على يد علمائه علوم الدين مثل الفقه والتفسير والنحو، ومن ثَمّ سافر إلى فرنسا في بعثة علمية وعاد ليضع خطة لإنشاء مدرسة الألسُن، ووضع كتباً عدّة من بينها «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، و«مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية»، و«المرشد الأمين في تربية البنات والبنين»، وتوفي رفاعة الطهطاوي عام 1873، وفق الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.

بيت السناري في القاهرة (بيت السناري)

جدير بالذكر أن الفيلم وثائقي طويل، تبلغ مدته 61 دقيقة، وأخرجه صلاح هاشم، وقام بالتصوير والمونتاج المصور اللبناني سامي لمع، والمنتج المنفذ نجاح كرم، والموسيقي يحيى خليل، وهو من إنتاج شركة سينما إيزيس.

وأوضحت «سينما إيزيس» المنتجة للفيلم أنه عُرض لأول مرة في 2008 بجامعة لندن، قسم الدراسات الشرقية. وشارك في مهرجانات عربية وعالمية عدّة، من بينها «كارافان السينما العربية والأوروبية» في عمّان بالأردن، و«متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية» في مارسيليا بفرنسا، تحت عنوان «الطهطاوي... مونتسكيو العرب».

وكان مخرج الفيلم قد تحدّث في ندوة بجامعة لندن عقب العرض الأول له، عن تصوير أكثر من 20 ساعة بين القاهرة وأسيوط وطهطا (بلد رفاعة)، وأن مونتاج الفيلم استغرق نحو 6 أشهر بين مدن أوروبية، موضحاً أن الهدف من صنع الفيلم هو التحفيز على التفكير في فكر رفاعة ومعتقداته بخصوص مفاهيم ومعاني النهضة والتقدم.

ولفت إلى أنه أراد تقديم رؤية لرفاعة بأسلوب موسيقى الجاز، وهو ما ظهر في إيقاع الفيلم، موضحاً أن الفيلم أيضاً أراد أن يبعث برسالة مفادها بأن السينما ليست مجالاً للتسلية أو الترفيه فقط، بل يمكن أن تكون أداة للتفكير في الواقع ومشاكل مجتمعاتنا، كما يمكن أن تكون وسيلة للمحافظة على ذاكرتنا.

ويُعدّ بيت السناري الذي يستضيف عرضاً جديداً للفيلم من المراكز الثقافية التي تعتمد على تقديم الأنشطة المتنوعة، والمركز التابع لمكتبة الإسكندرية، هو بيت أثري يعود لنهايات القرن الـ18، وكان مقراً لعلماء وفناني الحملة الفرنسية على مصر بين 1798 و1801م.