احتدام المعارك في شبوة والجوف... ومقتل 15 انقلابياً غرب تعز

TT

احتدام المعارك في شبوة والجوف... ومقتل 15 انقلابياً غرب تعز

قتل أكثر من 28 انقلابياً وأصيب العشرات خلال اليومين الماضيين، في مواجهات مع الجيش الوطني في جبهات تعز وشبوة والجوف وحجة.
ففي تعز، احتدمت حدة المعارك غرب المدينة بين الجيش وميليشيات الحوثي، عقب هجوم شنته هذه الأخيرة على مواقع الجيش الوطني في منطقة الهاملي بمديرية موزع، بينما تصدت القوات لمحاولة الانقلابيين التسلل إلى مواقعها، وكبدتها الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، بينما قتل ما لا يقل عن 15 انقلابياً، وأصيب العشرات بجروح مختلفة، طبقاً لتأكيد مصدر عسكري في محور تعز لـ«الشرق الأوسط»، الذي قال إن «مقاتلات التحالف ساندت قوات الجيش، واستهدفت تجمعات ومواقع الميليشيا الانقلابية في الهاملي وعدد من المواقع في موزع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وتدمير طقمين عسكريين ودبابة».
وشهدت جبهتي الساقية والسلان، الواقعة بين مديريتي الغيل والمصلوب بمحافظة الجوف (شمالاً)، مواجهات بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية عقب تحركات للانقلابيين قامت بها للهجوم على مواقع الجيش الوطني، بينما صعدت قوات الجيش الوطني من قصفها العنيف على مواقع الميليشيات في الساقية.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن «الميليشيات الانقلابية تتلقى يومياً الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد، وقد انسحبت من عدد من مواقعها بعد الخسائر التي تلقتها خلال الأسبوع المنصرم بمواجهاتها مع الجيش الوطني وغارات التحالف، وما تقوم به هو محاولة لسد الفراغ وإيهام عناصرها بأنها لا تزال ثابتة، من خلال شن هجومها من وقت إلى آخر، مع القصف على مواقع الجيش الوطني».
وأشارت المصادر إلى أن «المواجهات احتدمت وامتدت من جبهة الساقية إلى جبهة السلان، ورافقها القصف المتبادل، وسقط على أثرها قتلى وجرحى من الجانبين». وتزامن ذلك مع تجدد المواجهات في جبهة عسيلان بمحافظة شبوة، التي رافقها إسناد جوي للجيش من قبل مقاتلات تحالف دعم الشرعية الذي شن 3 غارات على مواقع وتجمعات الانقلابين في قرن صوفه وشعب الدقيق في منطقة الصفحة القبلية، غرب عسيلان. وتركزت المواجهات في المقيربة وعكدة صوفة بالصفحة، غرب عسيلان.
وأفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بـ«مقتل 3 من ميليشيات الحوثي في شبوة، خلال مواجهات بينها وبين عناصر من الحرس الجمهوري، الموالين لصالح، وذلك عقب احتفال الحوثيين بمقتل صالح، وإطلاق الأعيرة النارية تعبيراً عن ابتهاجهم، ما أدى إلى استفزازهم وقتلهم، غير أن وساطات تحاول تهدئة الأمر».
كما أكدت مصادر عسكرية مقتل ما لا يقل عن 10 انقلابين، ووقوع 3 أسرى بيد الجيش الوطني، في مواجهات شهدتها جبهة ميدي التابعة لمحافظة حجة، المحاذية للسعودية، بعد محاولة ميليشيات الحوثي التقدم إلى مواقع الجيش الوطني، وتحرير مواقع خسرتها منتصف الأسبوع.
وتشهد جبهات ميدي وحرض معارك شبه يوميه، في محاولة من ميليشيات الحوثي الانقلابية التقدم إلى مواقع الجيش الوطني، واستعادة مواقع استراتيجية كانت قد خسرتها، وتعويض خسائرها الكبيرة التي قتل فيها خلال الأسبوع المنصرم عدد من القيادات الحوثية الكبيرة.
إلى ذلك، دعا القائم بأعمال المنطقة السادسة، العميد الركن منصور ثوابه، شرفاء حزب المؤتمر في الداخل والخارج إلى الالتحاق بالشرعية، والاصطفاف مع الجيش والشعب لاستعادة الجمهورية، والقضاء على فلول إيران وميليشياتها، وذلك بحسب ما نشره الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة‏، عبد الله الأشرق، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.