إسرائيل تستهدف مجدداً مواقع عسكرية قرب دمشق

غارات على مراكز لـ{الحرس الثوري} جنوب حلب

TT

إسرائيل تستهدف مجدداً مواقع عسكرية قرب دمشق

كثفت إسرائيل من ضرباتها الجوية لمواقع عسكرية في ريف دمشق، بالتزامن مع أنباء عن توسيع إيران و«حزب الله» وجودهما العسكري جنوب دمشق، فيما قالت مصادر من المعارضة إن {طائرات يعتقد بأنها إسرائيلية} قصفت مواقع تابعة لـ{الحرس الثوري} الإيراني في منطقة جبل عزان جنوب حلب، مساء أمس، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
واستهدفت طائرات حربية إسرائيلية، ليل الاثنين - الثلاثاء، للمرة الثانية خلال 72 ساعة، منطقة يعتقد أنها تضم مستودعات أسلحة تابعة لقوات النظام السوري قرب دمشق، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بعدما كانت قد استهدفت منتصف ليل الجمعة - السبت بالصواريخ مواقع عسكرية قرب منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، بينها مستودع أسلحة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الدفاعات الجوية السورية «تصدت لعدوان إسرائيلي بالصواريخ على أحد مواقعنا العسكرية بريف دمشق، وأسقطت 3 منها»، فيما أفادت وكالة «روسيا اليوم» بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة جوية استهدفت مركزاً للبحوث العلمية قرب قرية جمرايا، في منطقة قدسيا بمحافظة ريف دمشق.
ومن جهته، تحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن «غارات إسرائيلية استهدفت منطقة جمرايا، التي تضم مركزاً للبحوث العلمية، ومستودعات أسلحة لقوات النظام وحلفائه» في ريف دمشق، من دون أن يتضح الهدف الدقيق الذي طاله القصف.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية في دمشق عن سماع دوي انفجارات ضخمة قبل منتصف الليل، تردد صداها في أنحاء العاصمة وريفها، وأبلغ شاهد وكالة «رويترز» أن دوي 3 انفجارات قوية سمع من اتجاه جمرايا إلى الغرب من دمشق، وقال آخر إن دخاناً كثيفاً يتصاعد فوق المنطقة.
وكان قصف إسرائيلي قد استهدف مركز البحوث العلمية في جمرايا مرتين عام 2013. ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية لقوات النظام السوري، وأخرى لـ«حزب الله» في سوريا. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، هاجمت إسرائيل موقعاً عسكرياً سورياً، يعتقد أنه مرتبط بإنتاج أسلحة كيماوية، كما استهدفت مرات عدة مواقع قريبة من مطار دمشق الدولي.
وحذّرت وزارة الخارجية السورية، في رسالة وجهتها أمس إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إسرائيل من «مغبة الاستمرار في اعتداءاتها على الجمهورية العربية السورية، ودعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية المسلحة»، وطالبت مجلس الأمن بـ«اتخاذ إجراءات حازمة وفورية لوقف هذه الاعتداءات، ومساءلة إسرائيل عن إرهابها ودعمها للإرهاب الذي من شأنه تأجيج الأوضاع وتفجيرها في المنطقة والعالم».
واعتبرت الوزارة أن «تزامن الاعتداءات الإسرائيلية مع اعتداءات شركائها من التنظيمات الإرهابية إنما يشكل دليلاً دامغاً جديداً على التنسيق والشراكة والتحالف الذي يربط الإرهاب الإسرائيلي بإرهاب تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة)، وغيرهما من التنظيمات».
وفيما فضّلت إسرائيل، وكعادتها، عدم التعليق على الغارات التي تنفذها في سوريا، اعتبر رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - إنيجما»، رياض قهوجي، أن الضربات الجوية الإسرائيلية تطبيق للسياسة المعلنة لتل أبيب لجهة عدم سماحها بقيام منشآت عسكرية للحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» في منطقة جنوب دمشق، لافتاً إلى أن «هذه المنطقة امتداد للغوطتين والقنيطرة ودرعا، وبالتالي تشكل مناطق استراتيجية بالعمق الجغرافي للجولان، وبالتالي لن تسمح إسرائيل بالتوسع الإيراني باتجاهها». وأشار قهوجي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الإسرائيليين تحدثوا أخيراً أكثر من مرة عن منشآت إيرانية لتصنيع الصواريخ داخل سوريا، وعن محاولات لإدخال أسلحة نوعية وصواريخ باليستية وكروز، وأخرى مضادة للطائرات، وهي من المحظورات بالنسبة لتل أبيب التي أبلغت الطرفين الروسي والأميركي، كما باقي اللاعبين في الميدان السوري، بأنّها لن تسكت عنها».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.