كبار قادة «الليكود» يسعون لإسقاط نتنياهو

TT

كبار قادة «الليكود» يسعون لإسقاط نتنياهو

كشف الدبلوماسي الإسرائيلي د. يوعاز هندل، عن حراك سري للغاية يجري داخل حزب الليكود اليميني الحاكم، يديره خمسة من كبار القادة بهدف إسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال هندل، الذي شغل سابقا منصب رئيس الجهاز الإعلامي لنتنياهو، ويترأس اليوم المعهد الاستراتيجي للصهيونية، إنه قابل أحد أكبر رجالات الليكود وكان في حالة غضب شديد، وبدت أقواله ضد نتنياهو بمثابة هجوم حربي، موضحا أنه كان منفعلا وقلقا للغاية بسبب الوضع السياسي الذي يعيشه الحزب، والذي بات يؤثر على الليكود، وقد يؤدي إلى خسارة الليكود للحكم، حسب تعبيره، موضحا أن نتنياهو لم يعد يتحدث معه منذ وقت طويل جدا، وأنه بسبب الغرور والتكبر «لم يعد هناك من يتحدث مع نتنياهو حقا في هذه الأيام غير عائلته القريبة».
ويوضح هندل أن المسؤولين الخمسة حائرون الآن بخصوص الكيفية والطريقة التي تمكنهم من التخلص فيها من نتنياهو، لكن هنالك بعض السيناريوهات المحتملة: الأول يبدو أكثر موضوعية وهو الانتظار حتى تنتهي توصيات الشرطة وقرارات النيابة العامة بتوجيه لائحة اتهام إلى نتنياهو، وهذا احتمال سهل ولا يتطلب جهدا كبيرا. والثاني هو تنظيم انقلاب مع نظراء هؤلاء القادة، الذين يشاركونهم في الموقف، لكن هذه الإمكانية تبدو أكثر خطرا من الناحية السياسية، ولا سيما في الليكود.
ويشير هندل إلى أن هؤلاء القادة الخمسة لا يتجرأون بعد على تنفيذ انقلابهم، وفي الغالب ينتظرون توصيات الشرطة.
يذكر أن تحقيقات الشرطة ضد نتنياهو بالفساد باتت تتقدم بوتيرة عالية خلال الأيام الأخيرة، إذ قالت مصادر مقربة منها إن التحقيق سيستأنف قريبا مع نتنياهو، موضحة أن الحبل بدأ يشتد أيضا حول رئيس الائتلاف الحكومي ديفيد بيتان، حيث أفادت الشرطة بأن هناك ملفا جديدا ضده، يشتبه فيه بأنه تلقى رشوة أيضا عندما أصبح نائبا في البرلمان، مقابل خدمة للمافيا في بلدية تل أبيب.
من جهة ثانية، أصدر النائب العام للدولة تعليمات للشرطة بفحص ما جاء في تحقيق صحافي يكشف أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، المقرب من نتنياهو، عمل على تعيين العشرات من نشطاء الليكود في وظائف، تم تمويلها من الأموال العامة، مقابل حصوله على دعم سياسي. وسيتم فتح هذا الفحص في أعقاب التقرير الذي نشره الصحافيان عميت سيغل وياعيل أوستريخر، في شركة الأخبار خلال الأسبوع الماضي.
ووفقا للتحقيق الصحافي، فقد قام دانون حين كان يرأس حزب الليكود العالمي، بتعيين المقرب منه يعقوب حغوئيل، لرئاسة جمعية «نصنع الصهيونية» التابعة للمجلس الصهيوني. وخلال السنوات التي انقضت منذ تعيينه، بدأت دائرة أراضي إسرائيل بتحويل الملايين من الأموال العامة والتبرعات إلى الجمعية. وخلال هذه السنوات، ارتفع عدد الموظفين في الجمعية من 30 إلى ما يقرب 200، وقد قام دانون وحغوئيل بإنشاء مشروع يسمى «إشكولوت» لنشر الصهيونية في جميع أنحاء البلاد، وعينا الكثير من نشطاء الليكود للعمل كمنسقين، مقابل رواتب تصل إلى آلاف الشواقل شهريا.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».