3 مصارف عالمية ترفع توقعاتها لأسعار النفط في 2018

TT

3 مصارف عالمية ترفع توقعاتها لأسعار النفط في 2018

رفعت أكبر المصارف العالمية توقعاتها لأسعار النفط الخام في العام المقبل، وذلك بعد أيام من انتهاء الاجتماع الوزاري لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والبلدان خارجها، والذي انتهى بتمديد الاتفاق الجاري بين هذه البلدان لدعم استقرار السوق النفطية حتى أواخر 2018.
وبالأمس رفع غولدمان ساكس توقعاته لأسعار النفط في 2018، مشيرا إلى انخفاض المخزونات في العام المقبل والالتزام القوي الذي أبدته روسيا والسعودية بتمديد تخفيضات الخام خلال الاجتماع الذي قادته أوبك في فيينا الأسبوع الماضي. ورفع البنك في مذكرة صدرت في ساعة متأخرة مساء الاثنين توقعاته لسعر برنت في العام المقبل إلى 62 دولارا للبرميل، من 58 دولارا في آخر توقع له، ولخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 57.50 دولار للبرميل من 55 دولارا.
وأضاف أن التعديل يرجع أيضا إلى فرض رسوم أعلى على خطوط الأنابيب الأميركية واتساع الفارق بين الخام الأميركي وبرنت إلى 4.50 دولار للبرميل. وتابع: «بالطبع المخاطر باقية... ونرى أنها تميل للاتجاه الصعودي في 2018 نتيجة المخاوف من شح مفرط؛ سواء نتيجة تعطيلات أو طلب أعلى من توقعاتنا المتفائلة، أو أن تترك أوبك المخزونات تهبط سريعا».
أما مصرف بانك أوف أميركا، فقد رفع توقعاته لأسعار نفط برنت في العام المقبل إلى 70 دولارا للبرميل، مع النمو القوي المتوقع على الطلب على النفط في حدود 1.5 مليون برميل يومياً، إضافة إلى محدودية الزيادة في الإمدادات النفطية.
ولم يستبعد مصرف يو بي إس السويسري أن ترتفع أسعار نفط برنت كذلك بنحو 5 دولارات عن التوقع السابق، لتصل إلى 60 دولاراً في العام المقبل، فيما زاد المصرف توقعات برنت لعام 2019 بواقع دولارين لتصل إلى 65 دولاراً.
وزاد المصرف السويسري توقعاته لخام غرب تكساس ليصل إلى 55.4 دولار للبرميل من 52 دولاراً في العام القادم.
ويأتي هذا التحسن في توقعات المصارف ليعكس الحالة الإيجابية التي تشهدها السوق في أعقاب تمديد اتفاق تخفيض إنتاج تحالف دول أوبك والدول خارجها الذي يعرف باسم (أوبك+).
واتفق التحالف يوم الخميس الماضي على تخفيض 1.8 مليون برميل يومياً من الإنتاج من مستويات نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 لسنة إضافية.
ونزلت أسعار النفط في أعقاب اتفاق «أوبك+»، ولكنها تلقت بالأمس دعماً من توقعات بانخفاض المخزونات الأميركية والتي تشكل غالبية مخزونات الدول الصناعية.
وبالأمس نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أن إنتاج الإمارات النفطي في نوفمبر الماضي نزل إلى نحو 2.9 مليون برميل يوميا بسبب إعمال الصيانة في أحد الحقول، مع سعي الإمارات لتحسين مستوى الالتزام باتفاق عالمي لخفض الإنتاج.
وتجاوزت نسبة التزام المنتجين 100 في المائة خلال الشهرين الماضيين، لكن التزام الإمارات كان أقل لأنها تستند إلى سقف أعلى للتخفيضات من المنصوص عليه في الاتفاق.
لكن الإمارات، التي تتسلم رئاسة أوبك الشهر المقبل، تخفض صادراتها النفطية سعيا لإظهار التزامها.
والأسبوع الماضي قالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) المملوكة للحكومة إنها خفضت مخصصات النفط إلى عملائها في يناير (كانون الثاني) بنسبة 15 في المائة لخام مربان، وخمسة في المائة لخام داس، و15 في المائة لخام زاكوم العلوي.
ويبدو أن الالتزام بالاتفاق لسنة أخرى لن يكون أمراً سهلاً، إذ قال وزير الطاقة في كازاخستان كانات بوزمباييف أمس الثلاثاء إن بلاده قد تجد صعوبة في الامتثال لاتفاق خفض إنتاج النفط العالمي الذي جرت الموافقة على تمديده الأسبوع الماضي. وصرح للصحافيين: «يمكني أن أقول لكم إن تنفيذ ذلك سيكون أمرا معقدا بالنسبة لنا... ناقشنا جميع الظروف مع شركائنا في حالة تجاوزنا (حصتنا)». وتابع: «لهذا السبب دعمنا الاتفاق بالطبع، لكننا ندرك أنه في حالة مواجهتنا مشاكل بشأن الالتزام فيمكن أن نتوجه إلى شركائنا ونناقش الأمر معهم».
من جهة أخرى، قال نائب وزير الطاقة الإندونيسي أمس الثلاثاء إن إندونيسيا ستواصل تجميد عضويتها في أوبك في أعقاب «توجيهات» من رئيس البلاد.
وقال أركاندرا طاهر نائب وزير الطاقة للصحافيين: «هناك بضعة أسباب... لكن السبب الواضح هو قرار بأن نواصل تجميد (العضوية)».



«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.