أنقرة تدخل على خط تسوية الخلافات داخل الجبهة السنية العراقية

أنقرة تدخل على خط تسوية الخلافات داخل الجبهة السنية العراقية
TT

أنقرة تدخل على خط تسوية الخلافات داخل الجبهة السنية العراقية

أنقرة تدخل على خط تسوية الخلافات داخل الجبهة السنية العراقية

أكد مصدر مطلع أن أنقرة التي تعارض بشدة، بخلاف طهران، الولاية الثالثة لرئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي تحاول توحيد الكتل البرلمانية السنية بعد الخلافات التي عصفت أخيرا داخل الجبهة السنية بين ائتلاف «متحدون» بزعامة أسامة النجيفي والحزب الإسلامي الذي يتزعمه إياد السامرائي، لا سيما بعد إعلان القيادي البارز في الحزب الإسلامي سليم الجبوري عن قرب الإعلان عن كتلة جديدة تضم أكثر من 35 نائبا تحت اسم «اتحاد القوى الوطنية».
وقال المصدر المطلع في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن «رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو أجريا خلال الفترة الماضية اتصالات غير معلنة مع بعض الأطراف السنية، لا سيما أسامة النجيفي وإياد السامرائي»، مشيرا إلى أن «الاتصالات أسفرت عن تأجيل الإعلان عن اتحاد القوى الذي يضم نوابا منشقين عن كل من متحدون (بزعامة النجيفي) والعربية (بزعامة صالح المطلك) والوطنية (بزعامة إياد علاوي) بالإضافة إلى كتلة الحل التي يتزعمها جمال الكربولي وكتل صغيرة أخرى لكي يفاوض المالكي على الولاية الثالثة بشروط غير متفق عليها مع زعامات هذه الكتل». وأضاف المصدر المطلع أن «أنقرة تستطيع التأثير على كل الأطراف القريبة منها من الكتل السنية وهما كتلتا النجيفي وإياد السامرائي، وهو ما جعل إردوغان وأوغلو يوجهان دعوة لكل من النجيفي والسامرائي لزيارة أنقرة لبحث هذا الخلافات ومحاولة توحيد الرؤى بين هذه الأطراف بهدف تشكيل تكتل يستطيع إجراء مفاوضات مع كل من الشيعة والأكراد من موقع قوة لمنع الولاية الثالثة للمالكي».
وكان النجيفي قد عقد في أنقرة أمس لقاء مغلقا مع إردوغان استمر نحو ساعة تناول الجهود الرامية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة. ولم يدل الطرفان بأي تصريحات عقب اللقاء. من جهته، أعلن ائتلاف «متحدون» في بيان له أمس أن النجيفي التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو وجرى البحث معهما حول تطورات الأوضاع على المستوى الإقليمي وأبرز مستجدات المشهد العراقي. وأضاف البيان أن إياد السامرائي عن ائتلاف متحدون للإصلاح حضر اللقاءات، مبينا أن «اللقاء مع المسؤولين الأتراك تناول أيضا بحث ملف الانتخابات البرلمانية ومسألة تشكيل الحكومة الجديدة والخريطة السياسية المتوقعة على ضوء ما أفرزته نتائج العملية الانتخابية».
في السياق ذاته، أكد محمد الخالدي، القيادي في ائتلاف «متحدون»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المساعي الجارية لشق صف متحدون ستبوء بالفشل وكنا نتوقع ذلك من أطراف مختلفة»، مشيرا إلى أن «متحدون متماسكة وأن ما يجري فيها حوارات بين مختلف أطرافها من أجل بلورة نقاط محددة من أجل البدء بحوارات جادة مع الأطراف الأخرى من أجل تشكيل الحكومة المقبلة في أسرع وقت ممكن». وأشار إلى أن «هناك اتفاقا على منع المالكي من الحصول على ولاية ثالثة، وإننا قادرون مع حلفائنا في الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني على تأمين الأغلبية المطلوبة».
في سياق متصل، وفيما أعلن زعيم ائتلاف العربية صالح المطلك عن إيقافه الحوارات مع الكتل السياسية قبل إيقاف عمليات القتل والتهجير من الأنبار، دعا ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي إلى تشكيل الحكومة على أساس الشراكة الوطنية أو الذهاب إلى المعارضة السلمية. وقال عضو ائتلاف الوطنية محمد علي النجم في مؤتمر صحافي عقده ببغداد أمس إن «ائتلاف الوطنية يدعو جميع القوى والائتلافات والشخصيات الممثلة في البرلمان إلى الالتزام بالمبادئ التالية كمدخل للتفاوض حول تشكيل الحكومة». وتابع بالقول: «وقبل البت بأسماء الشخصيات التي تشغل المناصب يجب تشكيل الحكومة المقبلة على أساس الشراكة الوطنية وبآليات يتفق عليها مسبقا في التوجهات السياسية وفي المجال الأمني وفق قاعدة أساسية وهي إما شراكة حقيقة فاعلة في صنع القرار السياسي أو الذهاب إلى المعارضة السلمية للعملية السياسية». وأضاف أن «حكومة الشراكة الوطنية تنطلق من مبدأ المصالحة الوطنية الحقيقية ولا تستثني سوى الإرهابيين وتعتمد الأسس التالية وهي: إيقاف العمليات العسكرية في جميع المحافظات، وسحب الجيش من المدن، ووضع خطة أمنية تعتمد المعلومات الدقيقة مع مصالحة وطنية حقيقة وإلغاء الاجتثاث».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.