«هدايا آرسنال الدفاعية» تؤثر بالسلب على سيطرته الهجومية

بعد عودة مانشستر يونايتد منتصراً من «ملعب الإمارات» بفضل دي خيا ولينغارد

فانسيا يحرز هدف يونايتد الأول بعد خطأ كارثي من دفاع آرسنال (رويترز)  -  مرة أخرى لم يجد فينغر أحداً يلومه سوى الحكام (أ.ف.ب)
فانسيا يحرز هدف يونايتد الأول بعد خطأ كارثي من دفاع آرسنال (رويترز) - مرة أخرى لم يجد فينغر أحداً يلومه سوى الحكام (أ.ف.ب)
TT

«هدايا آرسنال الدفاعية» تؤثر بالسلب على سيطرته الهجومية

فانسيا يحرز هدف يونايتد الأول بعد خطأ كارثي من دفاع آرسنال (رويترز)  -  مرة أخرى لم يجد فينغر أحداً يلومه سوى الحكام (أ.ف.ب)
فانسيا يحرز هدف يونايتد الأول بعد خطأ كارثي من دفاع آرسنال (رويترز) - مرة أخرى لم يجد فينغر أحداً يلومه سوى الحكام (أ.ف.ب)

على مدار 79 دقيقة يوم السبت الماضي، قدم آرسنال أداءً رائعاً وسدد 32 كرة على المرمى مقابل خمس تسديدات فقط لمانشستر يونايتد. وواجه آرسنال فريقاً منظماً وقادراً على صناعة الفرصة تلو الأخرى، لكن المدير الفني للـ«مدفعجية» آرسين فينغر قال بعد انتهاء المباراة إن فريقه أمطر مانشستر يونايتد بوابل من الفرص المحققة، للدرجة التي جعلت حارس مرمى مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا يحقق رقما قياسيا في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما تصدى لـ14 فرصة. لكن المشكلة تكمن في أن آرسنال قد دخل أجواء المباراة بعدما كان متأخراً بهدفين مقابل لا شيء.
لقد رأينا في أداء مانشستر يونايتد لمحة مما كان يقدمه الفريق تحت قيادة المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون، لكن يمكن تخصيص كتاب كامل للحديث عن فينغر وهشاشة دفاعه أمام الهجمات المرتدة. لقد زعم المدير الفني الفرنسي الأسبوع الماضي أن اعتماده على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي قد ساعد على التعامل مع الهجمات المرتدة بشكل جيد وخلق قدرا أكبر من الاستقرار الدفاعي.
وقال فينغر إن البداية المتواضعة لفريقه تسببت في توقف سلسلة من 12 انتصارا متتاليا على أرضه بالدوري الإنجليزي الممتاز بعدما تعثره 3 - 1 أمام مانشستر يونايتد. وقدم آرسنال كرة هجومية ممتعة لكنه لم يتمكن من التعافي من المشكلات الدفاعية الواضحة التي سمحت للثنائي أنطونيو فالنسيا وجيسي لينغارد بالتقدم ليونايتد بنتيجة 2 - صفر بعد مرور 11 دقيقة. وقلص ألكسندر لاكازيت الفارق في بداية الشوط الثاني لكن لينغارد سجل مجددا بعد مرور ساعة من اللعب ليتعرض آرسنال لأول هزيمة على أرضه في الدوري منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
لقد أحرز مانشستر يونايتد أهدافه الثلاثة في تلك المباراة نتيجة فقدان لاعبي آرسنال للكرة بسهولة. وربما نتفهم الأسباب التي أدت لاستقبال آرسنال للهدف الثالث، لأن لاعبي الفريق فقدوا الكرة في نصف ملعب الخصم وهم يحاولون العودة للمباراة - رغم وجود تحذير قبل ذلك بعدة دقائق عن طريق الكرة التي لعبها خيسي لينغارد والتي اصطدمت في العارضة بعدما غير بيتر تشيك اتجاهها - لكن لا يمكن تفهم الهدفين الأول والثاني إطلاقا. وبغض النظر عن الخطة التكتيكية، فإن الفريق الذي يفقد الكرة بهذه السهولة مرتين في الثلث الأخير من نصف ملعبه سوف يواجه الكثير من المشكلات.
وحقق آرسنال أفضل سلسلة من النتائج على أرضه بالدوري على مدار 12 عاما وبدأت الانتصارات في أبريل (نيسان) أمام وستهام يونايتد. وقال فينغر، الذي فاز مرتين فقط في 19 مواجهة أمام جوزيه مورينيو مدرب يونايتد، للصحافيين: «أعتقد أننا لم نبدأ بشكل جيد على الإطلاق في الجانب الدفاعي». وأضاف: «كانت ضربة نفسية كبيرة لنا بالتأخر 2 - صفر بشكل مبكر، وخصوصاً أن الأمر حدث على أرضنا. لعبنا بشكل رائع لكن لا يوجد شيء أكثر إحباطا من امتلاك مثل هذه الإمكانيات مع عدم تقديم الشيء المماثل في المرمى».
وفي الحقيقة، ظهر مانشستر يونايتد بشكل مثير للإعجاب واستغل الهدايا التي قدمها له آرسنال، وكان هناك حالة من التعاون والترابط المثير للإعجاب بين الثلاثي الهجومي روميلو لوكاكو وأنتوني مارسيال ولينغارد. وكما كان الحال في مباراة واتفورد يوم الثلاثاء الماضي، كان هناك شعور بأن هذا الثلاثي الهجومي أكثر خطورة مما هو الحال عندما يلعب هنريك مخيتاريان وماركوس راشفورد خلف المهاجم الصريح. ويلعب بوغبا دورا هاما للغاية في الربط بين خطي الدفاع والهجوم، بينما يثبت لينغارد مرة بعد الأخرى بأنه من الصعب للغاية توقع تحركاته، لكنه في كل مرة يشارك فيها يترك بصمة واضحة.
ومن الغريب أن مانشستر يونايتد قد تقدم، للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، بنتيجة مريحة في بداية اللقاء ثم حافظ على النتيجة ونجح في الخروج بالمباراة لبر الأمان. ومن الصعب للغاية أن نقول إن مورينيو قد حقق هذه النتيجة الإيجابية لأنه قد خطط لذلك مسبقا عن طريقه اتباع خطته المعروفة بغلق المساحات تماماً، والدفاع بشكل مبالغ فيه في المباريات الكبرى التي يخوضها خارج ملعبه، وذلك لأنه كان من الصعب للغاية التحكم في مجريات اللقاء من خارج الملعب، وظل الأمر كذلك حتى طرد بول بوغبا. وبدا الأمر بعد ذلك وكأنه من الممكن أن يحدث أي شيء.
ومن هذا المنطلق، لا يمكن تصوير الأمر وكأن المباراة كانت عبارة عن درس في الخطط التكتيكية - قد يكون الأمر كذلك في الجوانب الهجومية، خاصة وأن فينغر لم يلعب بهذه الطريقة من قبل أمام أي فريق يدربه مورينيو. وبمجرد حصول بوغبا على البطاقة الحمراء، أغلق مورينيو مساحات الملعب وهدأ من وتيرة المباراة. لقد توقف مانشستر يونايتد عن تشكيل أي خطورة على مرمى آرسنال عن طريق الهجمات المرتدة وحافظ على شكله الدفاعي. ومع ذلك، كان بإمكان مورينيو أن «يقتل» المباراة في أي لحظة، لكنه لم يشعر بأنه من الضروري القيام بذلك في ظل الهجمات الخطيرة التي يشنها فريقه على مرمى آرسنال.
وكان من الملحوظ أنه على الرغم عن كل ما قيل عن اللعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي الأسبوع الماضي، فإنه عندما خرج شكودران موستافي بعد الإصابة في الفرصة التي أدت إلى الهدف الثاني لمانشستر يونايتد، لم يشرك فينغر بير ميرتيساكر بديلا له، لكنه أشرك أليكس أيوبي وغير طريقة اللعب إلى 4 - 2 - 3 - 1. ربما رأى فينغر أنه في ظل تأخر فريقه بهدفين دون رد فإنه بحاجة إلى مهاجم إضافي، ولذا ضحى ببعض التغطية الدفاعية لأنه كان يدرك أن فريق جوزيه مورينيو لن يلعب بشراسة هجومية في مثل هذه الظروف.
وكانت النتيجة أنه قد أتيح لآرسنال الكثير من الفرص في المناطق الخطيرة على بُعد 30 أو 40 ياردة من مرمى مانشستر يونايتد في ظل التفوق العددي على بول بوغبا ونيمانيا ماتيتش. ولم يؤد ذلك بالضرورة إلى إتاحة فرص محققة - 15 هجمة من الـ33 هجمة التي أتيحت لآرسنال كانت من خارج منطقة الجزاء - لكن كان من المهم أنه عندما قرر مورينيو غلق المساحات في الملعب واللعب بشكل دفاعي بصورة كاملة فإنه أشرك أندير هيريرا بدلا من مارسيال لكي يضع لاعبا آخر في منطقة الجزاء. ونظرا لخطورة مانشستر سيتي في هذه المنطقة، فإن هذا قد يشكل مصدر قلق بالغ لمانشستر يونايتد في مباراة الديربي المقبلة، لكن غياب بوغبا بسبب الإيقاف قد يعني اعتماد مورينيو على الوجود الدفاعي بصورة أكبر في تلك المنطقة على أية حال.
لكن يبدو أن مباراة مانشستر يونايتد وآرسنال قد تأثرت بالعوامل النفسية أكثر من الجوانب الخططية. ودائما ما يتحدث مورينيو، منذ أيامه الأولى في عالم التدريب، عن الحاجة إلى أن يكون لدى لاعبيه العقلية القادرة على اتخاذ القرارات الصحيحة من دون الحاجة إلى أن تكون مبرمجة مسبقا على ذلك. وقد أثبتت الأهداف الثلاثة التي أحرزت في مرمى آرسنال أن رغبة مورينيو أصبحت على وشك أن تصبح حقيقة في ملعب أولد ترافورد. وفي المقابل، استمر آرسنال في عادته المتمثلة في اتخاذ القرارات الخاطئة في التوقيتات الخاطئة، وهو ما يؤدي إلى تقويض الفريق حتى قبل أن تبدأ المسابقة بشكل فعلي.
وتأتي هذه الخسارة لآرسنال بعد ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري منحت الفريق تفاؤلا كبيرا بعد بداية متواضعة للموسم. وقال فينغر: «لا أعلم إن كنت تابعت مباريات على أعلى المستويات يسدد فيها فريق 33 كرة على مرمى المنافس وهذا يعكس هيمنتنا». وأضاف: «لكني أشعر بالحزن والإحباط لأننا لم نترجم ذلك. أنا فخور بانضباط والتزام اللاعبين. أشعر بالأسف من أجل اللاعبين الذين بذلوا مجهودا كبيرا».
وتراجع آرسنال إلى المركز الخامس برصيد 28 نقطة من 15 مباراة ويتأخر بنقطة واحدة عن ليفربول و15 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر الذي استطاع زيادة الفارق بعد الفوز على وستهام الأحد.


مقالات ذات صلة

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».