موجز الحرب ضد الارهاب

TT

موجز الحرب ضد الارهاب

الاستخبارات الألمانية «قلقة» من الدواعش العائدين
برلين - «الشرق الأوسط»: صرح رئيس هيئة حماية الدستور بألمانيا (الاستخبارات الداخلية) بأن موظفي هيئته يرصدون بقلق عودة أقارب مقاتلي «داعش» من المناطق التي كانت خاضعة تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق. وقال رئيس الهيئة هانز جورج ماسن، إن موجة العودة الكبيرة للمتطرفين لم تبدأ بعد، ولكن يتم رصد عودة نساء وشباب وأطفال من هناك، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وأوضح رئيس هيئة حماية الدستور بألمانيا أن خلفية ذلك تُعزى إلى مساعي المقاتلين لتأمين أفراد أسرهم بسبب أحداث الحرب. وأضاف ماسن أن هناك أطفالاً خضعوا لغسيل دماغ في مدارس في مناطق التنظيم، ويعدون راديكاليين إلى حد كبير. وتابع: «بالنسبة إلينا يعد ذلك مشكلة لأن هؤلاء الأطفال والشباب يمكن أن يكونوا خطراً في بعض الأحيان»، لافتاً إلى أن النساء أيضاً يمكن أن يمثلن تهديداً جزئياً. وقال رئيس الاستخبارات الداخلية: «النساء اللائي عشن في مناطق (داعش) خلال السنوات الأخيرة، غالباً ما يكنّ راديكاليات إلى حد كبير، ويتماهين مع آيديولوجية (داعش) بشكل كبير، لدرجة أنه يمكن توصيفهن بشكل مبرر تماماً بأنهن جهاديات أيضاً». جدير بالذكر أن «داعش» خسر أغلب المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.

مدير «سي آي إيه»: «ويكيليكس» يهدد أمن أميركا
واشنطن - محمد علي صالح: مع أخبار بأنه ربما سيكون وزيراً للخارجية إذا استغنى الرئيس دونالد ترمب عن الوزير الحالي ريكس تيلرسون، شن مايكل بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) هجوماً عنيفاً على موقع «ويكيليكس» المتخصص في نشر الأسرار، خصوصاً الأسرار الحكومية، خصوصاً أسرار الحكومة الأميركية. وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في سيما فالي (ولاية كاليفورنيا) أول من أمس (السبت)، إن «نشاطات فضح كثير من السياسات الأميركية حول العالم تمثل تهديداً للأمن القومي الأميركي»، وأضاف: «لا شيء يهدد الأمن القومي الأميركي أكثر من تسريب المعلومات السرّية». يذكر أن آخر مرة نشر فيها الموقع كمية كبيرة من المعلومات الحكومية السرية كانت في مارس (آذار) الماضي، حيث نشر 10 آلاف وثيقة وملف حصل عليها من شبكة داخلية في رئاسة «سي آي إيه» في لانغلي (ولاية فيرجينيا)، عبر نهر بوتوماك من واشنطن العاصمة. وفي العام الماضي، نشر الموقع مئات آلاف من الوثائق المسربة التي حصل عليها من وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين. كشفت هذه كثيراً من الأسرار، بما في ذلك تجسس واشنطن على حلفائها من زعماء العالم، خصوصاً الأوروبيين منهم. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، إلى أن نقد مدير «سي آي إيه» لموقع «ويكيليكس» يمكن أن يتناقض مع إشادات في الماضي بالموقع من جانب الرئيس دونالد ترمب. رغم أن ترمب لم يُشِد بكشف أسرار الحكومة الأميركية، وإنما أشاد بكشف أسرار رئاسة الحزب الديمقراطي خلال حملته الانتخابية ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وبعد أن صار ترمب رئيساً، أثار صحافيون دفاعه عن «ويكيليكس»، وعما يشمل ذلك كشف الموقع لأسرار الحكومة الأميركية. في ذلك الوقت، دافع شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض، عن تصريحات ترمب هذه. وقال: «يوجد اختلاف كبير بين كشف بريد جون بوديستا (رئيس حملة كلينتون الانتخابية) عن أفكار خاصة لهيلاري كلينتون، وكشف معلومات حكومية سرية». وأضاف سبايسر: «أعتقد أنه شيء مثير أن الديمقراطيين في العام الماضي هاجوا كثيراً عندما كشف موقع «ويكيليكس» تسريبات تخصهم، لكنهم لا يفعلون ذلك في الوقت الحاضر، وفي موضوع يهم كثيراً الأمن الوطني للبلاد».

الجيش الأردني يحرر مختطَفاً في الجنوب السوري
عمان - «الشرق الأوسط»: أعلنت القوات المسلحة الأردنية، اليوم (الأحد)، أنها تمكَّنَت من تحرير المواطن الأردني منهل أحمد عبد الله حمدان، الذي اختطفته إحدى الجماعات المسلحة في مناطق الجنوب السوري. وقال بيان لمصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية إن مديرية الاستخبارات العسكرية، والوحدات ذات العلاقة، تمكنت من تحرير المواطن الأردني منهل أحمد عبد الله حمدان الذي اختطفته إحدى الجماعات المسلحة في مناطق الجنوب السوري حيث يقيم هناك منذ زمن طويل، ويدير مزارع تعود ملكيتها له. وأشار البيان إلى أن الجماعات المسلحة قامت بتعذيبه وطلبت فدية مقابل إطلاق سراحه، وقد كثفت الجهات الاستخباراتية أعمالها وتحرياتها حتى تمكنت من تحريره حيث أعادته إلى أسرته في محافظة إربد شمال الأردن، بعد اختطاف دام عدة أيام. وأضاف المصدر أن «القوات المسلحة الأردنية وهي ترابط على الثغور وتحمي الحدود لتؤكد حرصها على فرض الأمن والأمان لحماية المواطن وستستخدم أقصى أنواع القوة لردع هذه العصابات أياً كانت غاياتها وأهدافها وولاءاتها». وقد أغلق الأردن حدوده البالغة 378 كلم بالكامل مع سوريا بعد عملية تفجير في مخيم الركبان، واعتبر الحدود السورية منطقة عسكرية مغلقة بعد أن ازدادت عمليات تهريب المخدرات في السنوات الأخيرة. ويستضيف الأردن، بحسب الأمم المتحدة، أكثر من 650 ألف لاجئ سوري مسجلين رسميا، منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، فيما تقول عمان إن «عدد السوريين في المملكة يقترب من مليون وثلاثمائة ألف شخص». وكان الأردن قد توصل في يوليو (تموز) الماضي إلى اتفاق مع روسيا والولايات المتحدة إلى مناطق خفض التوتر في الجنوب السوري وإبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدوده لمسافة أربعين كلم.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟