انطلاق مناورات جوية أميركية ـ كورية جنوبية غدا

مجلس الأمن يناقش «باليستي» بيونغ يانغ وانتهاكات حقوق الإنسان

كوريون شماليون يحتفلون بنجاح إطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي في ساحة ببيونغ يانغ أول من أمس (رويترز)
كوريون شماليون يحتفلون بنجاح إطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي في ساحة ببيونغ يانغ أول من أمس (رويترز)
TT

انطلاق مناورات جوية أميركية ـ كورية جنوبية غدا

كوريون شماليون يحتفلون بنجاح إطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي في ساحة ببيونغ يانغ أول من أمس (رويترز)
كوريون شماليون يحتفلون بنجاح إطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي في ساحة ببيونغ يانغ أول من أمس (رويترز)

من المتوقع أن تتصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية خلال هذا الأسبوع، حيث تباشر كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناورات جوية بمشاركة 230 جهازا، من بينها ست مقاتلات «إف 22 - رابتور»، وذلك بعد أيام من إطلاق بيونغ يانغ أحدث صواريخها.
كما سيعقد مجلس الأمن اجتماعا يوم 15 ديسمبر (كانون الأول)، لبحث ما يمكن عمله بخصوص تعنت بيونغ يانغ. كما يجتمع المجلس أيضا بشكل منفصل هذا الشهر لمناقشة انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وهو اجتماع سنوي حاولت الصين حليفة بيونغ يانغ منع عقده على مدى السنوات الثلاث الماضية. وستحاول الصين الاعتراض على عقد الاجتماع بداعي أن ملف حقوق الإنسان من اختصاص مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف.
وقال السفير الياباني لدى الأمم المتحدة، كورو بيسهو، الرئيس الجديد للمجلس، إن عددا من الوزراء أكدوا أنهم سيحضرون اجتماع 15 ديسمبر، مضيفا أن اجتماعا آخر بشأن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية قد يعقد يوم 11 ديسمبر.
ويتوقع أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا في ديسمبر يدين كوريا الشمالية لانتهاكها حقوق الإنسان واستمرارها في برامجها للتسلح، في حين يواجه 70 في المائة من سكانها مشكلات تغذية.
وحاولت الصين دون جدوى وقف ثلاثة اجتماعات سابقة لحقوق الإنسان من خلال الدعوة لتصويت إجرائي. وهناك حاجة إلى تسعة أصوات حدا أدنى للفوز بمثل هذا التصويت. ويبدو أن هناك اعتقادا ألا تستخدم أي من الدول الدائمة العضوية (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) حق النقض (الفيتو). ويحظى اجتماع هذا العام بدعم تسعة أعضاء وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان والسنغال والسويد وأوكرانيا وأوروغواي.
وفي العام الماضي أغضبت الولايات المتحدة كوريا الشمالية من خلال وضع زعيمها كيم جونغ أون في القائمة السوداء بسبب انتهاكات حقوق الإنسان. وخلص تقرير بارز صدر عن الأمم المتحدة في عام 2014 بشأن حقوق الإنسان إلى أن قادة الأمن في كوريا الشمالية، وربما كيم نفسه، يجب أن يواجهوا العدالة للإشراف على نظام تسيطر عليه الدولة ضالعا في أعمال وحشية على غرار النازية. ورفضت كوريا الشمالية مرارا اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وتوجه اللوم إلى العقوبات بالمسؤولية عن الوضع الإنساني المتردي. وتخضع بيونغ يانغ لعقوبات من الأمم المتحدة منذ عام 2006 بسبب برامجها الصاروخية والنووية.
ومن جانب آخر، تجمع مواطنون في بيونغ يانغ أول من أمس (الجمعة) للاحتفال بنجاح تجربة إطلاق صاروخ آخر. أظهرت لقطات فيديو بثتها وكالة أنباء كوريا الشمالية، قالت «رويترز»، إنه لم يتسن لها التحقق من صحتها، تظهر آلافا من مواطني كوريا الشمالية والجنود وكبار المسؤولين متجمعين في ميدان كيم إيل سونغ في العاصمة للمشاركة في مظاهرة حاشدة ومشاهدة عرض ألعاب نارية.
ونشرت صحيفة «رودونغ سينمون» التابعة لحزب العمال على صفحتها الأولى صورا لساحة كيم إيل - سونغ وقد رفعت فيها صور القادة السابقين للبلاد وهي تغص بالجنود والمواطنين الذين يصفقون بحرارة. ولم يحضر كيم جونغ أون شخصيا الاحتفالات، فهو لا يحضر عادة هذا النوع من المناسبات. إلا أن احتفالات أول من أمس (الجمعة) ضمت كوادر استراتيجيين من الجيش والحكومة والحزب.
كانت بيونغ يانغ قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي أنها اختبرت بنجاح صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات، محرزة «تقدما كبيرا» يضع البر الرئيسي الأميركي في مرمى أسلحتها النووية.
وقالت كوريا الشمالية، إن الصاروخ الجديد وصل إلى ارتفاع 4 آلاف و475 كيلومترا، أي أعلى بعشر مرات من الارتفاع الذي وصلت إليه محطة الفضاء الدولية وقطع مسافة 950 كيلومترا خلال رحلة استمرت 53 دقيقة، وهي مسافة أعلى وزمن أطول مما سجله أي صاروخ كوري شمالي من قبل، ثم سقط في البحر قرب اليابان. وأكدت كوريا الشمالية الأربعاء الماضي أنها حققت هدفها وباتت دولة نووية بعد أن اختبرت بنجاح نوعا جديدا من الصواريخ قادرا على استهداف «القارة الأميركية برمتها». وعقب هذه التجربة النووية، دعت الولايات المتحدة الصين إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية بكوريا الشمالية.
وأعلن نائب رئيس اللجنة المركزية في الحزب باك كوانغ - هو، أمام الحشود، أنه بعد إطلاق الصاروخ الأربعاء الماضي «لا يمكن لأحد التعدي على سيادتنا وحقوقنا في العيش والتطور»، حسب ما نقلت عنه الصحيفة الرسمية. وقال إن الولايات المتحدة «اضطربت» بسبب تعزيز قوة كوريا الشمالية النووية، وقد تميل إلى ارتكاب استفزازات من النوع الذي يقوم به «لصوص».
وأشارت الصحف الرسمية، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية، إلى أن الصاروخ هو السلاح الأكثر تطورا حتى الآن. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أن صاروخ «هواسونغ - 15» الباليستي العابر للقارات مزود برأس حربي كبير جدا قادر على ضرب القارة الأميركية برمتها. ولا يزال يتعين على بيونغ يانغ أن تثبت أنها تملك تكنولوجيا عودة الصواريخ من الفضاء إلى الغلاف الجوي، لكن الخبراء يعتقدون أنها باتت على وشك تطوير قوة ضاربة عملانية عابرة للقارات.



واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)

أجرى هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما أفاد به مكتبه، في بيان، اليوم (الأحد).

ونقل البيان عن هان قوله: «ستنفذ كوريا الجنوبية سياساتها الخارجية والأمنية دون انقطاع، وستسعى جاهدة لضمان الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره على نحو مطرد».

وأضاف البيان أن بايدن أبلغ هان بأن التحالف القوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يزال كما هو، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع كوريا الجنوبية لمواصلة تطوير وتعزيز التحالف بين الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

من جهته، قال بايدن لرئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن التحالف بين سيول وواشنطن «سيبقى ركيزة السلام والازدهار» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الرئيس الأميركي، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان، عن «تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في جمهورية كوريا».

وخلال هذا التبادل الأول بين بايدن وهان، منذ تولي الأخير مهام منصبه، خلفاً للرئيس يون سوك يول، أصبح هان، وهو تكنوقراطي مخضرم اختاره يون رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، وفقاً للدستور، بينما تُحال قضية يون إلى المحكمة الدستورية.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، بعد موافقة البرلمان في تصويت ثانٍ على مساءلة الرئيس يون سوك يول، بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد فرض الأحكام العرفية. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية، ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.

وفي مسعى آخر لتحقيق الاستقرار في قيادة البلاد، أعلن حزب المعارضة الرئيسي أنه لن يسعى إلى مساءلة هان، على خلفية صلته بقرار يون إعلان الأحكام العرفية، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول). وقال لي جيه ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض: «نظراً لأن رئيس الوزراء تم تكليفه بالفعل بمهام القائم بأعمال الرئيس، ونظراً لأن الإفراط في إجراءات المساءلة قد يؤدي إلى فوضى في الحكم الوطني، قرَّرنا عدم المضي قدماً في المساءلة».

التهديد الكوري الشمالي

أثار إعلان يون المفاجئ للأحكام العرفية والأزمة السياسية التي أعقبت ذلك قلق الأسواق وشركاء كوريا الجنوبية الدبلوماسيين إزاء قدرة البلاد على ردع جارتها الشمالية المسلحة نووياً. وعقد هان اجتماعاً لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، بعد وقت قصير من التصويت على مساءلة يون، أمس (السبت)، وتعهَّد بالحفاظ على الجاهزية العسكرية لمنع أي خرق للأمن القومي. وقال فيليب تيرنر، سفير نيوزيلندا السابق لدى كوريا الجنوبية، إن شركاء سيول يريدون رؤية قيادة مؤقتة يمكن الوثوق بها وتلتزم بالدستور في أقرب وقت ممكن.

لكنه قال إنه حتى مع وجود قائم بأعمال الرئيس، فسيواجه الشركاء الدوليون شهوراً من الغموض لحين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

ولدى المحكمة الدستورية ما يصل إلى 6 أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون أو تعيده إلى منصبه. وإذا تم عزله أو استقال، فسيتم إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً بعد ذلك.

التداعيات الاقتصادية

وارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية للجلسة الرابعة على التوالي، يوم الجمعة، على أمل أن تتحسَّن حالة الغموض السياسي بعد التصويت على المساءلة في البرلمان، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقال زعيم الحزب الديمقراطي إن القضية الأكثر إلحاحاً هي الركود في الاستهلاك الناجم عن الطلب المحلي غير الكافي، وتقليص الحكومة لدورها المالي. ودعا إلى إنشاء مجلس استقرار وطني للحكم يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة التمويل والاقتصاد وسبل العيش العامة. وكانت أزمة على خلفية مشكلات حول الميزانية واحدة من الأسباب التي ذكرها يون عند محاولة فرض الأحكام العرفية.