خليفة بن زايد: نرفض أي تدخل خارجي يمس أمن السعودية والبحرين

خادم الحرمين أشاد في ذكرى اليوم الوطني الإماراتي بالعلاقات الأخوية بين البلدين

خليفة بن زايد: نرفض أي تدخل خارجي يمس أمن السعودية والبحرين
TT

خليفة بن زايد: نرفض أي تدخل خارجي يمس أمن السعودية والبحرين

خليفة بن زايد: نرفض أي تدخل خارجي يمس أمن السعودية والبحرين

هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده، في برقية بعثها إليه، ضمنها إشادته «بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، التي يسعى الجميع لتعزيزها وتنميتها في المجالات كافة».
وأعرب الملك سلمان في البرقية باسمه واسم شعب وحكومة المملكة عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للشيخ خليفة بن زايد، ولحكومة وشعب الإمارات اطراد التقدم والازدهار.
بينما بعث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، برقية تهنئة مماثلة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده، معرباً عن أبلغ التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة للرئيس الإماراتي، ولحكومة وشعب الإمارات المزيد من التقدم والازدهار.
من ناحيته، قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات: إن نهج السياسة الخارجية للبلاد أثبت سلامته وتميزه وحضوره القوي على الساحتين الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح الوطنية، ويوثق مساعي التكامل العربي، مشيراً إلى رفض بلاده «أي تدخل خارجي يمس أمنها أو أمن واستقرار السعودية والبحرين، أو أي دولة شقيقة أو صديقة».
وجدد الشيخ خليفة بن زايد الدعوة لإيران للجلوس إلى طاولة الحوار، أو قبول التحكيم الدولي لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، بما يرسخ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي الذي هو أولوية قصوى في سياسة الإمارات.
وأكد رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي السادس والأربعين، أن التطرف والإرهاب الذي تعانيه المنطقة تغذيه سياسات مدفوعة بطموحات الهيمنة ومغامرات النفوذ من دول تدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة وتمولها، مشدداً على أنه لا مخرج من هذا النفق المظلم دون اتفاق جماعي بعدم السماح لأي طرف - مهما كان - بعرقلة الجهود الدولية والإقليمية، لتحقيق الاستقرار والتزام مواقف قوية ترفض الإرهاب واتخاذ تدابير مشتركة تحاسب رعاته ومموليه وداعميه.
وقال الشيخ خليفة بن زايد: «إننا في الإمارات مشاركون ومبادرون في كل الجهود الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن، والعودة بمصر إلى مكانتها ودورها العربي القائد، وإعادة الأمن إلى سوريا، والاطمئنان إلى ليبيا، والاستقرار إلى العراق ولبنان والصومال وأفغانستان، وغيرها».
وأشار إلى أن التجربة أثبتت سلامة النهج الذي اتخذته السياسة الخارجية للبلاد منذ التأسيس، وهو نهج تميز بالنشاط والحضور القوي على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم المصالح الوطنية، ويصون سيادة الدولة، ويفعّل منظومة التعاون الخليجي؛ ويوثق مساعي التكامل العربي؛ ويسهم في تطوير نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً، إلى جانب المشاركة الإيجابية في كل ما من شأنه دعم التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة.
وأكد أن النمو الاقتصادي، على أهميته وأولويته، ليس هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لصنع حياة أكثر توازناً واعتدالاً، وأي تنمية لا تضع اعتباراً للبعد الثقافي، هي تنمية غير مستدامة، وواحدة من أسباب نجاح تجربة الإمارات دمجها للثقافة في استراتيجياتها التنموية، وتجسيدها تشريعات تمزج بين الأصالة والمعاصرة، وسياسات تدعم الآداب والفنون، وترعى الإنتاج الإبداعي والفكري الوطني والصناعات الثقافية.
من جهته، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «إن الذكرى السادسة والأربعين لقيام البلاد تحل علينا ونحن أكثر منعة واستقراراً بفضل إرث الآباء والأجداد الذين غرسوا قيم الوطن والوطنية في هذه الأرض المعطاء».
وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهذه المناسبة: «لقد بدأنا فعلياً في رسم خارطة الطريق إلى المستقبل من خلال (مئوية الإمارات 2071)، وهي أول استراتيجية من نوعها تضع إطار عمل متكاملاً للسنوات الخمسين المقبلة لدفع مسيرة التنمية وتطوير القطاعات المجتمعية كافة».
وزاد: «نعمل لأن تكون الإمارات في مصاف أفضل الدول في العالم، بل أفضل الأفضل، وذلك بحلول الذكرى المائة لتأسيس دولتنا»، وأضاف: «كثيرون يرون أننا نحلم، لكننا نذكّركم بأن اتحادنا بدأ بحلم وعلى يد رجال حالمين، فزايد وأخوه راشد - رحمهما الله - انطلقا بمشروع الدولة من حلم مشترك يقوم على وحدة الهدف والمصير، وسرعان ما انضم إليهما إخوانهم حكام الإمارات وقد وضعوا اليد في اليد ليترجموا الحلم إلى واقع، وليبنوا دولة عمادها العزيمة ولبناتها الإنسان بوصف الإنسان الإماراتي أغلى أصول الدولة».
إلى ذلك، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «إن في تاريخ الأمم والشعوب أيام فخر تظل خالدة أبد الدهر، ويوم الثاني من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام هو أهم هذه الأيام في تاريخ الإمارات ذلك اليوم، والذي يرتبط بذكرى عزيزة، وهي تأسيس دولة الاتحاد الفتية التي أصبحت نموذجاً ناجحاً لبناء الدول والمجتمعات المتماسكة، وباتت مصدر إلهام للدول التي تنشد الوحدة والتقدم والتفوق، وتحدي الصعاب والثقة بالمستقبل ليس في المنطقة فحسب وإنما في العالم كله أيضاً».
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني السادس والأربعين: «لن نتوانى عن بذل أي جهد يعزز من وحدتنا ويقوي تماسكنا؛ لأننا ندرك أن الوحدة هي مصدر منعتنا في مواجهة التحديات المختلفة، وهي منطلقنا نحو المضي قدماً في مسيرة البناء والتنمية والضامن لترسيخ حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها دولتنا، وبخاصة في هذه المرحلة التي تواجه فيها الدولة الوطنية في الكثير من المناطق تحديات البقاء والاستمرار، وسنعمل معاً كي تظل دولة الاتحاد كما كانت دوماً نموذجاً للتجارب الوحدوية الناجحة في منطقتنا والعالم من خلال تطوير مؤسساتها المختلفة والارتقاء بمسار العمل الحكومي كي يواكب متطلبات التنمية والتطور في المجتمع والعمل على ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار لتكون النهج الذي تنتهجه مؤسساتنا كافة كي تبقى دولة الإمارات فتية مزدهرة ينعم فيها جميع أبناء الوطن بالأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، وحتى نحافظ على موقع دولتنا في مصاف الأمم الكبيرة والعظيمة دائماً».


مقالات ذات صلة

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

الخليج ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

وجّهت أمانة «مجلس التعاون» دعوة إلى وزير الخارجية المغربي لحضور اجتماع مع نظرائه الخليجيين يوم 6 مارس (آذار) 2025 في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الخليج وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم (الخميس)، التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية.

ميرزا الخويلدي (الرياض)
رياضة سعودية إيكامبي نجم الاتفاق الكاميروني يحتفل بأحد هدفيه في مرمى العربي (الشرق الأوسط)

«أبطال الخليج»: الاتفاق يضرب العربي بثنائية ويواصل انطلاقته المثالية

واصل الاتفاق السعودي انطلاقته المثالية في المجموعة الثانية من مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال الخليج لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.