مقتل 25 انقلابياً في ثلاث جبهات يمنية

TT

مقتل 25 انقلابياً في ثلاث جبهات يمنية

قتل 25 انقلابيا، خلال اليومين الماضيين، في جبهات الجوف والبيضاء وتعز كما قتل عشرات آخرون في معارك الجيش في مختلف الجبهات القتالية بما فيها مأرب ونهم، شرق صنعاء، وقتلى آخرون بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية المساند للجيش الوطني اليمني.
وأفاد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» بأن وحدات من الجيش «أفشلت محاولة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التسلل إلى مواقعها في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف، التي تشهد معارك عنيفة منذ مطلع الأسبوع».
وأكد مقتل «14 انقلابيا بينهم قيادي حوثي، وجرح آخرين في الوقت الذي أصبحت عدد من جثث الميليشيات مرمية في مواقع الالتماس جنوب غربي المديرية ولا تستطيع انتشالها، بينما فر العشرات منهم تاركين خلفهم أسلحة وذخائر، وذلك بالتزامن مع معارك أخرى شهدتها جبهة مزوية، شمال مديرية المتون».
وفي ظل تقدم قوات الجيش في جبهة المصلوب، تفقد القائم بأعمال المنطقة العسكرية السادسة العميد الركن منصور ثوابة، الخطوط الأمامية في جبهة المصلوب، مشيدا بتقدم القوات الجيش في معاركها صباح أمس (الخميس).
وفي محافظة البيضاء، قتل أمس اثنان من عناصر ميليشيات الحوثي برصاص قناص حوثي، وقتل وجرح آخرون لم يتسن لقوات الجيش أن تحصي أعدادهم جراء الاشتباكات التي يتبادلها القصف العنيف بمختلف الأسلحة، وفي ظل قصف وهجوم الجيش الوطني على مواقع الانقلاب.
وقال الناشط السياسي أحمد الحمزي، من أبناء المحافظة لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك احتدمت بشكل أعنف منذ فجر الخميس بين المقاومة الشعبية والميليشيا الانقلابية بعد استهداف عناصر المقاومة لمواقع الانقلابيين في مديرية القريشية، حيث تركز الاستهداف على تجمعات ومواقع الانقلابيين في جبل جميدة في الزوب وفي جبل الثعالب ووادي سبأ بصرار الجشم، وخلفت وراءها خسائر بشرية ومادية كبيرة، إضافة إلى اغتنام المقاومة عددا من الأسلحة وإعطاب آليات عسكرية».
وأوضح أن «هجوم الجيش الوطني والمقاومة على مواقع الميلشيات الانقلابية جاء بعد شن هذه الأخيرة خلال اليومين الماضيين قصفها العنيف على عدد من القرى السكنية في البيضاء وبشكل أعنف على قرية صرار الجشم في قيفة»، مؤكدا مقتل «اثنين من العناصر الانقلابية في الحازمية بمديرية الصومعة، من قبل قناص المقاومة الشعبية أثناء ما كان الانقلابيون في موقعهم في جميمة وفاء بذي مضاحي بمديرية الصومعة».
وأفشلت قوات الشرعية في محافظة مأرب، محاولات تسلل للحوثيين إلى مواقعها في جبهة هيلان وأجبرتهم على التراجع والفرار بعد القصف العنيف من قبل الجيش، تزامنا مع استهداف تحالف دعم الشرعية مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في جبل العجرمة جنوب صرواح، سقط على إثره قتلى وجرحى.
كما دمرت مدفعية الجيش الوطني بمديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء، وغارات تحالف دعم الشرعية، آليات عسكرية للانقلابيين وكبدتها خسائر بشرية ومادية.
وبحسب المصدر ذاته فقد «دمرت مدفعية الجيش الوطني طقمين عسكريين ومدرعة للانقلابيين وسقوط قتلى وجرحى من الميليشيات، علاوة على سلسلة الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف على مواقع تمركز الانقلابيين في مديرية سنحان، بمحافظة صنعاء».
وعلى السياق ذاته، اشتدت حدة المعارك بشرق تعز وريفها، في ظل استهداف ميليشيات الحوثي بقذائفها قرى الأحكوم، جنوب شرقي المحافظة، وشرق صبر، مخلفة وراءها ضحايا مدنيين.
وتركز قصف الانقلابيين شرق صبر مع محاولاتهم المستميتة التقدم إلى مواقع الجيش الوطني، خاصة إلى قرية جبروت في عزلة عبدان، شرق صبر، التي تم تحريرها الأربعاء، بعد مواجهات عنيفة قتل فيها 9 انقلابيين وسقط عدد من الجرحى، ودحر الميليشيات من القرية بعدما كانت تستخدم عددا من المنازل ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة لها، طبقا لما أكده مصدر عسكري في محور تعز لـ«الشرق الأوسط»، الذي قال إن «الميليشيا الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية إلى منطقتي الحود والشرف جنوب شرقي المدينة، لتشدد حاميتها للمواقع التي ما زالت خاضعة لسيطرتها وشن هجومها على المنطقة واستعادتها».
في المقابل، أكدت قيادة محور تعز العسكري، بذلها كل الجهود من أجل تثبيت الأمن وحماية المؤسسات العامة والخاصة، وردع كل بؤر الفوضى وتأمين حياة الناس والمضي قدماً في استكمال معركة التحرير وصد المعتدين.
وقال في بيان لها إن «الجيش الوطني بألويته ومؤسساته العسكرية لن يحيد عن مهمته الرئيسية التي أولاه إياها شعبنا وقيادته العسكرية في الدفاع عن الوطن وتحريره من سيطرة الانقلاب واستعادة الدولة، وسيظل حارسا أمينا لمكتسبات الدولة والتحرير وإفشال جميع المؤامرات والعوائق التي تبرز في طريق التحرير واستعادة الدولة وحماية مؤسساتها»، وأشار إلى أن الجيش في تعز «سيبقى قادرا على حل كل العوائق والإشكالات التي تعترض وحدة قراره العسكري».
ودعا محور تعز جميع أهالي تعز إلى «دعم الجيش الوطني خاصة ونحن في حالة حرب قائمة تستوجب رص الصفوف والوحدة لدعم الجيش بدلا من إرباك مسيرته أو رمي الإعاقات في طريقه».
كما شدد على تأكيده أن الجيش «سيتصرف بكل حزم أمام من يحاول استهدافه أو استهداف وحدة قراره أو تعريض مكاسب التحرير للخطر ومؤسسات الدولة للانتقاص».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.