خمسة شروط ضرورية لمهرجان ناجح

طريق العالمية مازال طويلاً

أعضاء لجنة التحكيم - حسين فهمي ويسرا بين المحتفين
أعضاء لجنة التحكيم - حسين فهمي ويسرا بين المحتفين
TT

خمسة شروط ضرورية لمهرجان ناجح

أعضاء لجنة التحكيم - حسين فهمي ويسرا بين المحتفين
أعضاء لجنة التحكيم - حسين فهمي ويسرا بين المحتفين

«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي

إذ تنتهي أعمال الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم، فإن إلقاء نظرة فاحصة على هذا الحدث يكشف عن أنه يحتاج إلى تغييرات عدة لا ليستمر فقط، بل لكي يستطيع التقدم في الاتجاه الصحيح ويرتفع عن مستوياته العادية المتكررة.

استمرارية

ليس أنه مهرجان بلا حسنات. هناك جهود رائعة تبذل فيه وله عاماً بعد عام، وعلى أكثر من صعيد بدءاً من إدارته ومروراً بخدماته الصحافية ووصولاً إلى تلبيته نهم المشاهد الذي ينتظر هذا الحدث سنة بعد سنة. هناك إصرار وزارة الثقافة على دعمه وهناك رئاسة المهرجان التي تحاول دوماً اجترار المعجزات لأجله.
ثم هناك مدينة القاهرة التي تستطيع، لو أتيح للمهرجان التغلب على مشكلاته، أن تكون عامل جذب مهماً للمدعوين والسينمائيين الأجانب. إنّها مدينة لديها اسم بحجمها توارث اهتمام قطاعات مختلفة ولا ينقصها سوى تثبيت استقرارها واستقرار الوطن المصري بكامله وهذا سيأتي وسيتم.
والواقع أن القائمين على المهرجان والإعلام ونجوم الفن في مصر حاولوا تأكيد أهمية هذا المهرجان، وبذلك لعب دور المروج والجاذب له. لكن الكلمات المختارة أصبحت «أكليشيهات»، كالقول بأنّه يقام في «أرض الحضارة» (جزء من شعار المهرجان هذا العام)، وما ورد في إحدى الخطب بأنّه «أهم مهرجانات العالم»، وهذا غير صحيح على الإطلاق، ثم ما تفرع عن هذين القولين من تصريحات مشابهة تدخل نطاق الحماس وتعلن عن حب الوطن، لكنها تبقى كلمات وليست أفعالاً.
الحال أن المهرجان بحاجة إلى معالجة جذرية لكي ينهض من واقعه الحالي. الحال أيضاً أنه ليس من أهم المهرجانات ولا أقواها ولا مصدر الاهتمام الأول بينها. حتى يحقق هذه المعادلات الإيجابية فإن المعالجة الجذرية له يجب أن تشمل منحه دوراً جديداً ومميزاً يجعله أكثر من مجرد مهرجان بين المهرجانات العالمية المنتشرة.
ولكي لا يبقى الكلام نظرياً، هناك خمسة أمور على المهرجان القيام بها لكي يستطيع، لا الاستمرار بنجاح فقط، بل ليتقدم كل سنة خطوة إلى الأمام. الاستمرار بحد ذاته صعب، لكن الارتقاء هو الفعل الأصعب وغير المستحيل في الوقت ذاته.

أولاً: التخلص من «فياف»

- «فياف» مؤسسة فرنسية أُسّست قبل أكثر من 50 سنة تعني، بين ما تعنيه، الاهتمام بتنظيم العلاقات بين المهرجانات وتوزيع مهامها. نعم مهرجان القاهرة هو العربي الوحيد بينها، لكنّ ذلك لا يقدّم كثيراً أو يؤخر. ها هو مهرجان دبي يتصدر المهرجانات العربية من دون أن يكون منضوياً تحت تلك المؤسسة.
بالتالي، كل ما سمعناه عن أهمية الانتماء لتلك المؤسسة لا يعني شيئاً فعلياً بالنسبة للمهرجان، فها هو يحافظ على مشكلاته سنة بعد سنة. بالخروج منه، يستطيع المهرجان المصري التمتع بحرية اختياراته الأفلام عوض ارتباطه بشروط المؤسسة في ذلك، ويستطيع أن يغيّر من وقت إقامته إذا شاء.

ثانياً: الهوية

- ما هو المرغوب من هذا المهرجان؟ أن يستمر كعارض لأفلام المهرجانات؟ (حتى المسابقة عرضت أفلاماً سبق عرضها في المهرجانات الأخرى) أو أن يقدم القاهرة كمكان حاضن لمهرجان سينمائي أسوة بعواصم عالمية أخرى؟
39 دورة أكدت أن ذلك لا يكفي، بل وربما ليس ضرورياً. الأفضل هو تشكيل هوية خاصة بالمهرجان تنبع من أقسام جديدة وتوجهات مختلفة. أن يكون لديه جانب واحد على الأقل هو أكثر التصاقاً به من سواه. جانب حاد كاشف عن اهتمام بجانب من العمل السينمائي ليس منتشراً بما فيه الكفاية. نقطة جذب أكيدة للسينمائيين الغربيين تجعلهم يفكرون جدياً بعرض أفلامهم على المهرجان عوض أن يطلبها المهرجان منهم.

ثالثاً: إعادة رسم خريطة البرامج

- هل يهم فعلاً أن يكون هناك قسم باسم «مهرجان المهرجانات» وآخر باسم «بانوراما» خصوصاً إذا ما كانت أفلام البانوراما هي أيضاً ممن سبق عرضه في المهرجانات الأخرى.
بالإضافة، اسم «مهرجان المهرجانات» عتيق تخلص منه كل مهرجان تقدم بخطواته. أطلقه مهرجان تورنتو على نفسه في الثمانينات والتسعينات ثم نبذه. أطلقه مهرجان لندن على نفسه طويلاً ثم توقف عن ذلك لأنه يعني تماماً ما يوحي به: جامع أفلام من مهرجانات أخرى.
لقد ثبت أن الجمهور يرغب هنا بمشاهدة أفلام المسابقة وأفلام «آفاق السينما العربية» وصولاً إلى «بانوراما الأفلام المصرية الجديدة». الباقي تفاوت كثيراً من فيلم لآخر. حتى يدرك الهاوي أي فيلم عليه أن يراه، وذلك تبعاً لرغبته، على القسم أن يكشف عن تخصصه. لم لا يكون هناك قسم لأفلام الأنيميشن؟ للأفلام التسجيلية؟ لأفلام بارزة في مجال التصوير السينمائي أو موسيقى الأفلام؟ لم لا يكون هناك قسم لكلاسيكيات السينما؟

رابعاً: إدارة قوية

دورة وراء أخرى تبرهن على أن الدورات الأكثر نجاحاً وتنظيماً هي تلك التي أقيمت في ظل إدارات قوية. لقد مرت مرحلة ناجحة في هذا الشأن، عندما قام الراحل سعد الدين وهبة بإدارته بقبضة قوية بحيث أن الأخطاء التي وجدها متكررة في مطلع ولايته، التي استمرت لعدة أعوام، تمكن من إزالتها. هناك تنظيم جيد في هذه الدورة من حيث علاقة المهرجان بضيوفه، لكن الأخطاء والهفوات ما زالت واقعة، فهناك أفلام استبدلت وأفلام تأخر عرضها وأخرى لم يكن الصوت فيها جيداً. وهذه هفوات يمكن تصحيحها بمجرد وضع الموظفين تحت سقف المسؤولية والمحاسبة.
ثم هل يمكن منع استخدام الهواتف الجوالة خلال العرض بالطلب من موظفي الصالات ممارسة دور المانع بالتنبيه على الأقل؟

خامساً: الميزانية

ميزانية المهرجان هذه السنة أعلى مما كانت عليه. ليست مثالية ولا هي كافية لتحقيق كامل ما يصبو المهرجان إليه. لكن هل هناك حاجة لاستقبال أكثر من 180 فيلماً؟ لماذا لا يخصّص جزء من الميزانية لاستقطاب إعلاميين عالميين؟ تعيين مستشار له خبرته الطويلة والمنفصلة (وبالتالي المختلفة) للإسهام في وضع وتنفيذ الخطط الصحيحة؟
وماذا عن صالات السينما؟ لكي يسترد المهرجان جزءاً من ميزانيته على أفلامه أن تعرض في قاعات منتشرة في كل القاهرة وربما سواها لجانب تطوير تلك التي تعرض فيها أفلامه الحالية.
إرضاء

كل ما سبق، له علاقة بإذا ما كان القائمون على مهرجان القاهرة لديهم النية للتغيير الكامل. لتثبيت رؤية مغايرة، تنظر إلى الخلف وتقول، كفى وتبدأ من جديد بأهداف جديدة.
يحتاج المهرجان أن يبدأ البحث عن مكان فريد تحت الشمس. للتفكير بكيف يمكن للسينمائي العالمي البدء بتفضيل هذا المهرجان على بعض سواه. وما سبق لا يصلح للعمل جزئياً. إنها معالجة شاملة ومتوحدة يمكن بعدها البدء في الارتقاء بهذا المهرجان الذي عليه أن يستمر خارج نطاق تنفيذه لأنه مطلوب. عليه أساساً أن يجد دوراً كبيراً وطموحاً وجديداً لكي يلعبه.
ولا يفيد مطلقاً الاكتفاء باستخدام العبارات الطنانة. هذه قد ترضي الذات، لكنها لا تصنع مهرجانات ناجحة.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
TT

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

بعد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك. «لا يهم»، تقول: «على الأفلام التي تعني لنا شيئاً أن تشقّ طريقاً للعروض ولو على مدى سنة أو أكثر».

فيلمها الأخير «حدود خضراء» نال 24 جائزة صغيرة وكبيرة واجتاز حدود نحو 30 دولة حول العالم. ترك تأثيراً قوياً منذ افتتاحه في المهرجان الإيطالي، حيث نال جائزةَ لجنة التحكيم الخاصة وفوقها 8 جوائز فرعية.

مردّ ذلك التأثير يعود إلى أن الفيلم (بالأبيض والأسود) تحدّث عن مهاجرين سوريين (ومهاجرة من أفغانستان) علِقوا على الحدود بين بروسيا وبولندا، وكلّ حرس حدود كان يسلبهم شيئاً ومن ثمّ يعيدهم إلى حيث أتوا. الحالة لفتت نظر جمعية بولندية أرادت مساعدة هؤلاء الذين تناقص عددهم بعدما اختفى بعضهم وسُجن آخرون. الدراما كما قدّمتها هولاند (75 سنة حالياً) نابعة من مواقف ونماذج حقيقية وأحداثٍ وقعت عالجتها المخرجة بأسلوب تقريري غير محايد.

نقطة حياة: «حدود خضراء» (مترو فيلمز)

لحظات إنسانية

> حال مشاهدتي لفيلم «حدود خضراء» في «مهرجان ڤينيسيا» خطر لي أنه يلتقي مع أفلام سابقة لكِ تناولت قضايا مهمّة وحادّة مثل «يوروبا، يوروبا» و«الحديقة السّرية» و«أثر» (Spoor) الذي عُرض في «برلين». كيف تُصنّفين أفلامك؟ وكيف تختارين قضاياها؟

- أفلامي السابقة تنوّعت كثيراً في موضوعاتها باستثناء أنني قصدت دوماً تناول ما اعتقدت أنه أجدى للمعالجة. والأفلام التي ذكرتها هي بالنسبة لي من بين أهم ما أخرجته. اخترتها لجانبها الإنساني أو، أُصحّح، لقضاياها الإنسانية. اخترتها لأن الأحداث وقعت في لحظات تاريخية ليست فقط مهمّة، بل هي لحظاتٌ بدت فيها الإنسانية بمنحدرٍ. هناك كثيرٌ ممّا يحدث في هذا العالم، وما حدث سابقاً يشكّل صدمة لي ولملايين الناس والفيلم هو صلتي مع هذه الأحداث. رأيي فيها.

«حدود خضراء» الفرار صوب المجهول (مترو فيلمز)

> «حدودٌ خضراء» هو واحد من أفلام أوروبية تناولت موضوع المهاجرين، لكن القليل منها انتقد السّلطات على النحو الذي ورد في فيلمك.

- أنا لست في وارد تجميل الأحداث. ولا أريد الكذب على المشاهد وأقول له إن ما تعرّض له مهاجرون مساكين على الحدود التي لجأوا إليها بحثاً عن الأمان غير صحيح، أو أنه حدث في شكل محصور. ومهنتي هذه استخدمها لقول الحقيقة، ولأفيد المشاهد بما أصوّره ولا يمكنني الكذّب عليه أو خداعه. ما شاهدته أنتَ على الشّاشة حصل وربما لا يزال يحصل في دول أوروبية أخرى.

نحو المجهول

> كيف كان رد فعل الجمهور البولندي حيال فيلمك؟

- إنها تجربة مهمّة جداً بالنسبة لي. سابقاً كان هناك حذرٌ من قبول ما أقدّمه لهم من حكايات. كثيرون قالوا إن هذا لا يمكن أن يحدث. نحن في أوروبا والعالم تغيّر عمّا كان عليه. والآن، مع هذا الفيلم، وجدتُ أن غالبية النّقاد وقراء «السوشيال ميديا» يوافقون على أن هذا يحدث. هناك من يأسف وهناك من يستنكر.

> نقدُك لحرس الحدود البولندي والبروسي في هذا الفيلم يؤكّد أن المعاملة العنصرية لا تزال حاضرة وربما نشطة. اليمين في أوروبا يجد أن طرد اللاجئين الشرعيين أو غير الشرعيين بات أولوية. صحيح؟

- نعم صحيح، لكن الاكتفاء بالقول إنه موقف عنصريّ ليس دقيقاً. نعم العنصرية موجودة ولطالما كانت، وعانت منها شعوب كثيرة في كل مكان، ولكن العنصرية هنا هي نتاج رفض بعضهم لقاء غريبٍ على أرض واحدة، هذا رفض للإنسانية التي تجمعنا. للأسف معظمنا لا يستطيع أن يمدّ يده إلى الآخر في معاملة متساوية. الحروب تقع وتزيد من انفصال البشر عن بعضهم بعضاً. ثم لديك هذا العالم الذي يسير بخطوات سريعة نحو المجهول في كل مجالاته.

> هل تقصدين بذلك التقدم العلمي؟

- بالتأكيد، لكني لست واثقة من أنه تقدّمَ حقاً. الذكاء الاصطناعي؟ هذا وحده قد يذهب بما بقي من ضوابط أخلاقية ومجتمعية. أعتقد أن التأثير الأول لذلك أننا نعيش في زمن نعجِز عن فهم تغيّراته، والنتيجة أننا بتنا نهرب إلى حيث نعتقده ملجأً آمناً لنا. نهرب من التّحديات ونصبح أكثر تقوقعاً معتقدين أن ذلك خير وسيلة للدفاع عن مجتمعاتنا.

ضحايا

> عمَدتِ في «حدود خضراء» إلى تقسيم الفيلم إلى فصول. هذا ليس جديداً لكنه يطرح هنا وضعاً مختلفاً لأننا ننتقل من وضع ماثلٍ ومن ثَمّ نعود إليه لنجده ما زال على حاله. ما الذي حاولتِ تحقيقه من خلال ذلك؟

- هذه ملاحظة مهمّة. في الواقع هناك قصصٌ عدة في هذا الفيلم، وكل شخصية تقريباً هي قصّة قابلة للتطوّر أو التوقف. وهناك 3 فرقاء هم الضحايا والمسعفون ورجال السُّلطة. بعضُ هذا الأسلوب المطروح في الفيلم مشتقٌ من العمل الذي مارسته للتلفزيون وهو يختلف عن أسلوب السّرد السينمائي، وقد اعتمدت عليه هنا لأنني وجدته مناسباً لفيلمٍ يريد تقديم الأحداث في شكلٍ ليس بعيداً عن التقريرية.

> هناك أيضاً حربٌ أوروبية دائرة على حدود بولندا في أوكرانيا. هل يختلف الوضع فيما لو كان أبطال فيلمك أوكرانيين هاربين؟

- نعم. يختلف لأنّ الرموز السياسية للوضع مختلفة. البولنديون يشعرون بالعاطفة حيال الأوكرانيين. السلطات لديها أوامر بحسن المعاملة. لكن هذا لم يكن متوفراً وليس متوفراً الآن للاجئين غير أوروبيين.