{الجامعة} تطالب بآلية تفاوضية لإقامة الدولة الفلسطينية

أبو الغيط يدعو إلى رفض ترشيح إسرائيل لعضوية غير دائمة بمجلس الأمن

TT

{الجامعة} تطالب بآلية تفاوضية لإقامة الدولة الفلسطينية

شددت جامعة الدول العربية على ضرورة استمرار مسيرة المصالحة لإنهاء الانقسام، وإعادة توحيد المؤسسات وعناصر القوة الفلسطينية، من خلال تدعيم بنية الدولة الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والدائم. كما حذرت الجامعة من خطورة استمرار ممارسات إسرائيل، منددة بإمعان الاحتلال الإسرائيلي في النشاط الاستيطاني، وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية، رغم الإدانات الدولية المتواصلة.
وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمة ألقاها أمام الاحتفالية التضامنية مع الشعب الفلسطيني، نظمتها الأمانة العامة للجامعة العربية أمس، بحضور السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي المحتلة، والمندوبين الدائمين لدى الجامعة، إن الجامعة ستواصل جهودها لتعزيز الحراك العربي المنسق والمشترك على الساحة الدولية بغية ترسيخ مكانة دولة فلسطينية، وتوسيع دائرة الاعتراف بها، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مع مضاعفة الجهود لإنهاء الاحتلال، وتمكين دولة فلسطين من الاستقلال وتحقيق السلام، مطالباً في السياق ذاته بممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال بآليات صارمة تشمل المقاطعة، ومتابعة تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان، بما يشمل توفير الحماية للشعب الفلسطيني على طريق إنهاء الاحتلال.
وحذر أبو الغيط من مغبة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، بما فيها القدس الشرقية، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خصوصا في المسجد الأقصى، والحصار الجائر المفروض على قطاع غزة لأكثر من عشر سنوات، إضافة إلى استمرار سياسة الإعدامات الميدانية، وفرض الحواجز العسكرية، واستمرار الانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
كما حذر الأمين العام للجامعة العربية من انسداد أفق التسوية السلمية، مشيراً إلى أن ذلك ينذر بعواقب وخيمة، ليس على المنطقة فحسب؛ بل على العالم بأسره، مطالباً في هذا الصدد بإطلاق آلية عملية تفاوضية جادة وفق آلية واضحة وإطار زمني يفضي لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. كما أعرب عن أمله في أن تنجح الإدارة الأميركية في دعم هذا المسار، وأن تتواصل مساعيها مع الشركاء الدوليين كافة لتحقيق هذا الهدف الذي طال انتظاره، وإنهاء الصراع الممتد منذ عقود، داعياً اللجنة الرباعية الدولية لأن تواصل الاضطلاع بمسؤوليتها سعياً لتحقيق السلام.
في السياق ذاته، دعا أبو الغيط إلى رفض الترشيح الإسرائيلي لعضوية غير دائمة بمجلس الأمن لسجلها الحافل بـ«الانتهاكات والتطاول على أجهزة الأمم المتحدة»، وشدد على أن إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة، التي طال انتظارُها سيقطع الطريق على تهرّب الحكومة الإسرائيلية من استحقاقات عملية السلام، ويفضح التبريرات الواهية التي تطرحها بغياب شريك فلسطيني للسلام. وقال أبو الغيط بهذا الخصوص إن المأمول هو أن تستمر مسيرة المصالحة، ويجري الانتهاء سريعاً من المسائل العالقة كافة، ذلك أنها تُعد عنصر قوة رئيسياً في الموقف الفلسطيني.


مقالات ذات صلة

الجامعة العربية لـ«زيارة استكشافية» لسوريا الجديدة

خاص مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

الجامعة العربية لـ«زيارة استكشافية» لسوريا الجديدة

وسط تحركات دبلوماسية متواصلة و«انفتاح» عربي على سوريا الجديدة، تتجه جامعة الدول العربية نحو إيفاد مبعوث خاص إلى دمشق بهدف «استكشاف الأوضاع وعقد لقاءات».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
الخليج شعار الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب (واس)

«مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب» يعقد اجتماعه الأول في الرياض... الاثنين

تستضيف السعودية، ممثلة بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني، الاثنين، الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، بحضور المسؤولين المعنيين بمجال الأمن…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

حذرت جامعة الدول العربية، الأحد، من تفاقم «المجاعة المروعة» و«الكارثة الإنسانية» في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي إردوغان متحدثاً عن التطورات في سوريا في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص نازحون فروا من ريف حلب يركبون سيارة تحمل أمتعتهم بجوار إشارة طريق في حلب (رويترز)

خاص ما حدود الدعم العربي لسوريا بمواجهة الفصائل المسلحة؟

اتصالات عربية مع دمشق تتواصل بشأن التطورات الميدانية في شمال سوريا، كان أحدثها مناقشات وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري بسام صباغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.