كنوك البلجيكية... منتجع بحري يشهد طفرة عقارية

الأسعار عاودت الارتفاع خلال الأعوام الأربعة الماضية... و2016 شهد رقماً قياسياً في مبيعات المنازل الساحلية

يمثل البلجيكيون القسم الأكبر من المشترين في مدينة كنوك مع تزايد أعداد المشترين من فرنسا ولوكسمبورغ وهولندا وألمانيا
يمثل البلجيكيون القسم الأكبر من المشترين في مدينة كنوك مع تزايد أعداد المشترين من فرنسا ولوكسمبورغ وهولندا وألمانيا
TT

كنوك البلجيكية... منتجع بحري يشهد طفرة عقارية

يمثل البلجيكيون القسم الأكبر من المشترين في مدينة كنوك مع تزايد أعداد المشترين من فرنسا ولوكسمبورغ وهولندا وألمانيا
يمثل البلجيكيون القسم الأكبر من المشترين في مدينة كنوك مع تزايد أعداد المشترين من فرنسا ولوكسمبورغ وهولندا وألمانيا

يقع المنزل المكون من 3 طوابق، ذو السطح المكسو بالقرميد الأحمر، في حي زاوته في منطقة كنوك هايست، وهي تابعة لمقاطعة فلاندرز الغربية بالقرب من الحدود مع هولندا. ومثل أكثر المنازل التي توجد في هذا القسم الصغير من أحد منتجعات بحر الشمال، للمنزل واجهة من الطوب أبيض اللون. كذلك يقع المنزل بالقرب من الشواطئ الرملية المتسعة والمطاعم والمتاجر.
ويزين الجزء الخارجي من المنزل آنية زرع مستطيلة الشكل، وضلف نوافذ رمادية ذات قطع تتخذ شكل طيور، وشرفات مبنية على طراز جولييت، ويتكون المنزل من 6 غرف نوم، و3 حمامات كبيرة، وحمام صغير، وقد تم تشييده عام 2008 على قطعة أرض مساحتها ربع فدان في شارع خاص تصطف على جانبيه الأشجار. وهناك ممر من الطوب الرمادي يمر عبر حديقة ورود، ويؤدي إلى رواق يظلل الباب الأمامي لهذا المنزل الذي تبلغ مساحته 3563 قدماً مربعاً، على حد قول ماكسيم فان بوكريجك، الوكيل العقاري الذي يعمل لدى شركة «كامبييه دي نيل» التي تعرض هذا المنزل للبيع.
ويؤدي البهو الذي يضم حماماً صغيراً، ودرجاً ملتفاً بشكل ربع دائري في الوسط، إلى غرفة المعيشة، وغرفة تناول الطعام، اللتين لكل منهما أرضية خشبية، وجدران من النوافذ، والأبواب التي تنفتح على أفنية مواجهة للجنوب والحديقة. وهناك مدفأة في غرفة المعيشة، وتكسو الألواح الخشبية جزءاً كبيراً من الجدران الداخلية «على طراز شاطئ البحر النموذجي»، كما توضح ستيفاني كامبييه، من مالكي شركة «كامبييه دي نيل».
وتكسو البلاطات الرمادية أرضية المطبخ الذي توجد في وسطه منضدة تعلوها بلاطات من الحجر الطبيعي، وموقد علوي يعمل بالغاز، ومساحة مخصصة للشواء، ومساحة للإفطار، وخزانات خشبية مطلية باللون الأبيض، وأجهزة منزلية مصنوعة من معدن لا يصدأ. وهناك غرفة للتخزين ورواق يربطان المطبخ بالمرآب الملحق به، الذي يتسع لسيارتين.
وتقع غرفة النوم الرئيسية في الطابق الثاني، ويوجد بها شرفتان، وخزانة ملابس، ومساحة لتغيير الملابس، وحمام خاص به منضدتان للزينة، وحوض استحمام، ودوش منفصل. وهناك 3 غرف نوم أخرى، توجد في إحداها شرفة علوية، وتوجد في كل منها شرفة على طراز جولييت، ولهم حمام مشترك.
ويوجد في الطابق الثالث غرفتا نوم لهما جدران مائلة، ونوافذ علوية، وحمام مشترك به حوض استحمام يحيط به الحجر، ومنضدتان للزينة من الحجر، ودوش منفصل، ومرحاض خاص. وفي القبو، يوجد حوض سباحة طويل وضيق، به تيار صناعي ودوش ومرحاض ومساحة للتخزين. كذلك هناك غرف مخصصة للغسيل في الطابقين الأول والثاني.
وتركب الأسر الدراجات الجماعية، ويقود الأطفال سياراتهم الصغيرة في متنزه كنوكه، الذي يمتد لسبعة أميال ونصف الميل، وتصطف على جانبيه المقاهي والحانات وقاعات العرض، التي تمر بكل من حي دوينبيرغن وهايست وألبرتستراند وزاوته. ويوجد في كنوكه نحو مائتي مطعم؛ الكثير منها حاصل على نجوم «ميشلان». وعلى بعد نحو ثلث ميل من المنزل، وبناية من الشاطئ، هناك شارع التسوق الراقي كوستلان الذي توجد به متاجر شهيرة ذات علامات تجارية بارزة، منها «إيرمس» و«ديان فون فورستنبرغ».
وتقع منطقة كنوكه، التي يرتفع عدد المقيمين بها من 30 ألفاً خلال الشتاء إلى 250 ألفاً خلال عطلات نهاية الأسبوع في الصيف، على بعد ساعة بالسيارة أو القطار من أنتويرب، ونحو ساعة ونصف الساعة من بروكسل، و20 دقيقة من بلدة بروج السياحية.

نظرة عامة على السوق
تزدهر عمليات البيع في كنوك هايست، التي تعد المنتجع الأعلى سعراً على الساحل الفلمنكي، بل ومن المناطق التي تعد أسعار المنازل بها هي الأعلى في بلجيكا. ويعد حي زاوته هو الجزء الأكثر عزلة ورقياً من كنوكه، وأسعار المنازل به هي الأكثر ارتفاعاً، على حد قول فان بوكريجك.
على الجانب الآخر، قال ستيفان غيربايرت، مدير شركة «براون كنوك زاوته» العقارية: «السوق هنا قوية للغاية»، مضيفاً أن عمليات البيع في كنوك قد ازدهرت عنها خلال العام الماضي بمقدار 15 في المائة، وبلغ عدد المنازل المعروضة للبيع في كنوكه منذ 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 180 منزلاً، ووصل عدد الشقق المعروضة للبيع في المنطقة إلى 500 شقة، بحسب موقع «إيممولفن» الإلكتروني للعقارات.
وتوجد في منطقة زاوته، التي يطلق عليها «المثلث الذهبي»، والتي يمكن الوصول إليه سيراً، شقق مكونة من 3 غرف نوم، يبدأ سعرها من 1.5 مليون يورو، أو ما يعادل نحو 1.7 مليون دولار، على حد قول كامبييه، في حين تتراوح أسعار الفيلات بين مليوني يورو و4 أو 5 ملايين يورو، أي بين 2.3 مليون دولار و5.8 مليون دولار.
وكان أقل سعر للفيلا، أو المنزل المكون من طابق واحد في مدينة كنوك، بحسب مكتب الإحصاءات البلجيكي الحكومي، 1.216.764 يورو، أو ما يعادل 1.4 مليون دولار في عام 2016، مقارنة بـ349.827 يورو، أو ما يعادل 406 آلاف دولار، في باقي أنحاء بلجيكا. كذلك أسعار الشقق في كنوك أكثر ارتفاعاً منها في مناطق أخرى، حيث يبلغ أقل سعر للشقة في المنطقة 496.075 يورو، أو ما يعادل 576 ألف دولار، مقارنة بـ221.401 يورو، أو ما يعادل 257 ألف دولار، في باقي أنحاء بلجيكا.
وبعد الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، تجمدت السوق لبضعة أشهر في نهاية عام 2009 وبداية 2010، على حد قول كامبييه التي أضافت: «لم يكن يرغب البائعون في البيع، وكذلك لم يكن يرغب المشترون في دفع الثمن المطلوب». وانخفضت أسعار الشقق المطلة على المحيط بنسبة 10 في المائة، في حين انخفضت أسعار الفيلات الكبيرة بنسبة تتراوح بين 15 و20 في المائة، وظلت المعاملات في وضع صعب لمدة عامين، على حد قولها.
ومع ذلك، عاودت الأسعار الارتفاع خلال الأعوام الأربعة الماضية، وشهد العام الماضي تحديداً رقماً قياسياً في مبيعات المنازل الواقعة على الساحل، حيث اقترب سعر البيع كثيراً من السعر المطلوب، أو بحسب ما قالت كامبييه: لم تكن الحسومات عند البيع تتجاوز 3 في المائة في 70 في المائة من المعاملات.

من يشتري في كنوك؟
يمثل البلجيكيون القسم الأكبر من المشترين، لكن تشهد المنطقة تزايداً في أعداد المشترين القادمين من فرنسا ولوكسمبورغ وهولندا وألمانيا، على حد قول إن ويليمينز، المديرة والوسيطة في شركة «دريك ويليمينز» العقارية. وكثيراً ما تكون الأسر التي تشتري في كنوك قد سبق لها قضاء عطلات في المنطقة، أو استأجرت منزلاً بها من قبل، على حد قول إن.

المبادئ الأساسية للشراء
هناك قيود على المشترين الأجانب، حيث يجب أن يمثل كاتب عدل (موثق عام) كلاً من البائع والمشتري، ويختلف أجره باختلاف سعر الشراء، حيث تبلغ الرسوم التي يدفعها له المشتري لمنزل يبلغ سعره 3 ملايين يورو نحو 6 آلاف يورو، أو ما يعادل 7 آلاف دولار. كذلك هناك ضريبة تسجيل قدرها 10 في المائة، على حد قول غيربايرت. ويتم فرض ضريبة قيمة مضافة قدرها 21 في المائة على العقارات التي يقل عمرها عن عامين. وينص القانون البلجيكي على ضرورة تقديم شهادة طاقة توضح حصول المشتري على مستوى استهلاك العقار للطاقة.

الضرائب والرسوم
وتبلغ قيمة الضرائب المفروضة على هذا العقار نحو 2580 يورو، أو ما يعادل 3 آلاف دولار سنوياً، على حد قول فان بوكريجك. كذلك يتم فرض «ضريبة عطلات» على المنازل المستخدمة كمسكن ثانٍ، وتتراوح قيمتها بين 700 و750 يورو، أو بين 810 و870 دولاراً سنوياً، على حد قول ويليمينز.

اللغات والعملات
الألمانية، والفرنسية، والإنجليزية.. اليورو (1 يورو = 1.16 دولار)
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.