«الرز» يحمل نكهات المغرب إلى واشنطن

حصل على المرتبة الأولى في لائحة أفضل مطاعم العاصمة

TT

«الرز» يحمل نكهات المغرب إلى واشنطن

وضعت مجلة «واشنطونيان» الشهرية على غلافها، في عددها الشهر الماضي، أفضل 10 مطاعم فاخرة جديدة في مدينة واشنطن. وجاء مطعم «الرز» المغربي في المقدمة.
لماذا؟ أجابت المجلة: «قد يكون مايك إيزابيل، مالك المطعم ومطاعم أخرى فاخرة في واشنطن، طماع ومتعالٍ، ويريد أن يكون ملك مطاعم واشنطن، لكن لا يمكن أن ننكر أن الأطعمة التي يقدمها هي من أحسن ما تقدم مطاعم واشنطن».
وأضافت المجلة: «سواء في مطعمه الإيطالي أو مطعمه اليوناني، أو هذا المطعم الجديد (الرز) الأندلسي المغربي، يدين (ملك المطاعم) لكبير الطهاة فيه (مايكل رفيدي)».
من هو مايكل رفيدي؟
قال لـ«الشرق الأوسط» إن جده هاجر من فلسطين ولبنان إلى الولايات المتحدة، وكان طاهياً محترفاً. وقد ولد هو وتربى وسط الزعتر والكبة والطحينة واللبنة، مضيفاً: «ها أنا ذا في مطعم (الرز) استكشف تأثيرات تلك الأطعمة عليّ».
ويعمل في المطعم أيضاً طه إسماعيل، المولود في المغرب، الذي قال عنه رفيدي: «يشرف على قسم المشروبات التي يقدمها بنكهة مغربية، ومنها بهارات رأس الحنوط، والقرفة، والتمر، بالإضافة إلى الهريسة».
ويلاحظ الذي يزور «الرز» عند المدخل أواني زينة مغربية ملونة وراقية، وعلى الجدران رسوم مغربية، وعلى الأرض سجاجيد شرقية. وتقول قائمة الطعام إنها مزيج مغربي وبرتغالي وجنوب إسباني (أندلسي).
لكن لا توجد شوربة «الحريرة»، ولا «الطاجن» ولا صحن «الكسكس» ولا «الباستيلا»، غير أن شطة «الهريسة» الحارة تقدم إلى جانب أطباق صغيرة أخرى، تضم الهيل، والكمون، والكزبرة.
وأطباق «الرز» تتناغم مع بعضها بعضاً لأنها أطباق مغربية لها جذور أندلسية.
ويحل الأرز محل الكسكس لكن بنكهة إسبانية، ويشبه صحن «باييا» Paella، ويسمى «بومبا»، ويقدم مع الكوارع، أو ضلوع الضأن، أو الدجاج، أو غير ذلك.
وكتب توم سيتسيما، المتخصص في المطاعم في صحيفة «واشنطن بوست»، تحت عنوان «(الرز) يلمع لمعاناً شديداً»، وأضاف: «يعيش الزائر في جو مختلف، وكأنه ليس في واشنطن».
وقد أعجبت سيتسيما الأطباق الشرقية، مثل: الكوارع، وذنب البقر، وضلوع الضأن، وسلاطة الباذنجان الأسود مع الخبز المغربي (ليس الخبز المغربي العملاق السميك الثقيل. قد يمكن أن يسمى «فطائر الخبز المغربي»).
قائمة أحسن 10 مطاعم فاخرة جديدة في واشنطن:
1. «ذا بلوك»: في ضاحية أنانديل (ولاية فرجينيا). ينطبق الاسم على المسمى؛ ليس هذا المطعم سوى صالة عملاقة عالية الموائد والكراسي.
2. «شيكو»: في «كابيتول هيل» (منطقة مبنى الكونغرس). يتخصص في الوجبات الكورية والصينية، ويبدو مختلفاً لأن المطبخ مفتوح على قاعة الأكل، ولأن بعض الأطباق غالية جداً، وبعضها ليس غالياً.
3. «فيدراليست بيغ»: في «أدامز مورغان» (مركز المطاعم الإثنية والعرقية). لا توجد مطاعم «باربيكيو ريبز» (ضلوع مشوية) في أميركا أحسن من التي في ولايتي تكساس ونورث كارولاينا، ويعتبر هذا الأحسن في واشنطن.
4. «هيمتسو»: يتخصص في الوجبات اليابانية والصينية، عكس مطاعم كثيرة راقية، وحجمه صغير، والحجز ليس ضرورياً.
5. «جانكشن»: في ضاحية ألكسندريا (ولاية فرجينيا). يميزه عن غيره فرن أنيق، يقدم في الصباح «كروسون» (فطائر فرنسية)، وفي الغداء رغيف طازج لساندوتشات طازجة، ويرتاده الجيل الجديد والعائلات الشابة لأنه يقع في منطقة سكنية.
6. «كوبو» (ياباني): مطعم راقٍ في ضاحية جيفي جيز الراقية، يتخصص في السوشي.
7. «ميرابيل» (فرنسي): في قلب واشنطن، بالقرب من البيت الأبيض. اشتهر بنكهات أطباقه الفرنسية، بما في ذلك «الهامبرغر»، وهو يضيف إلى هذا الساندوتش الأميركي العريق نكهة فرنسية، بأن يسكب عليه شوربة البصل والجبنة الفرنسية.
8. «كيو بيتر شانغ»: مطعم راقٍ في ولاية ميريلاند، يتميز بضيافة صاحبه بيتر شانغ الذي يجول على الزبائن، ويخبرهم عن المطبخ الصيني وأطباقه.
9. «فولتاجيو»: في ضاحية ناشيونال هاربر. يعتبر من أفضل مطاعم لحم «ستيك». ليس رخيصاً، ولكنه جيد، ويقع بالقرب من ملاهي «إم جي إم»، الملقب بلاس فيغاس واشنطن.


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.