بيحي.... من زعيم للوحدة إلى زعيم انفصالي

الرئيس الجديد لأرض الصومال، موسي بيحي (69 عاماً)، وُلد في مدينة هرغيسا عاصمة «أرض الصومال»، والتحق بعد تخرجه في الثانوية بصفوف الجيش الصومالي في منتصف السبعينات، وخدم في الجيش الصومالي في منتصف السبعينات، حيث تم ابتعاثه أولاً إلى الاتحاد السوفياتي، حيث درس علوم الطيران العسكري في أكاديمية «يوري غاغارين للقوات الجوية في روسيا».
وبعد تحول الصومال من الحلف السوفياتي ودخولها في الحلف الأميركي ابتُعث موسي بيحي مرة أخرى إلى الولايات المتحدة، حيث درس علوم الطيران العسكري في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية الأميركية، ونال رتبة عقيد طيار في القوات الجوية الصومالية.
اختلف موسي بيحي مع النظام العسكري الحاكم بقيادة الرئيس الراحل الجنرال محمد سياد بري، وانشقّ عن الجيش الصومالي عام 1985، حيث انضم إلى صفوف جبهة «الحركة الوطنية الصومالية» (SNM) المعارضة المسلحة والتي كانت تتخذ من إثيوبيا مقراً لعملياتها العسكرية ضد نظام سياد بري. ظل موسي بيحي في صفوف الحركة الوطنية الصومالية التي أسهمت في إسقاط نظام الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري، الذي كان يواجه تمرداً مسلحاً واسعاً آنذاك أبرزه من 3 جبهات مسلحة هي: المؤتمر الصومالي المتحد (USC) بقيادة الجنرال محمد فرح عيديد، والحركة الوطنية الصومالية (SNM) بقيادة عبد الرحمن تور، التي كان موسي بيحي يقاتل في صفوفها، والجبهة الوطنية الصومالية (SPM) بقيادة العقيد أحمد عمر جيس.
وبعد الإعلان عن انفصال إقليم أرض الصومال من طرف واحد تحت اسم «جمهورية أرض الصومال» عُيِّن موسي بيحي في منصب وزير الداخلية والأمن في حكومة الرئيس محمد إبراهيم عقال عام 1993، ولعب بيحي دوراً كبيراً في عملية المصالحة بين عشائر أرض الصومال (صومالي لاند) بعد ذلك. وفي عام 2010، أصبح موسى بيحي زعيم حزب «كولمية» الحاكم، بعدما أعلن رئيس الإقليم أحمد سيلانيو التنازل عن رئاسة الحزب. أعلن الحزب عام 2015 عن اختيار موسي بيحي مرشحه للرئاسة بعدما أعلن الرئيس أحمد سيلانيو أنه لن يترشح لولاية ثانية بسبب تقدمه في السن.
يحمل موسي بيحي درجة الماجستير في حل النزاعات من جامعة هرغيسا، ويوصف بأنه رجل اجتماعي ويختلط بالناس العاديين ويدير الحوارات الساخنة معهم ويحاول دائماً التواصل مع قواعد حزبه الذين يرون فيه استمراراً لحكم الرئيس المنصرف أحمد سيلانيو.
ويعتبر موسي بيحي من أقوى رجال تيّار الانفصال في جمهورية أرض الصومال، ويستخدم لهجة متشددة في خطاباته التي يتناول فيها مسألة الانفصال ونيل الاعتراف. وتعتبر مسألة نيل الاعتراف بعد 27 عاماً من إعلان الانفصال الهمّ الذي يشغل بال السياسيين في جمهورية أرض الصومال، ويصبح موسي بيحي الرئيس الخامس لأرض الصومال منذ إعلان الانفصال عام 1991.