روسيا: دعوات لـ«سبت أبيض» دعماً لترويج المنتجات المحلية

اقترح أعضاء في البرلمان الروسي على وزارة التجارة إطلاق يوم تنزيلات على الأسعار (حسومات) في المحال التجارية الروسية الكبرى، يكون خاصاً لتقديم عروض وتنزيلات على المنتجات الروسية حصراً، بهدف رفع مستوى المبيعات، على أن يطلق على يوم الحسومات الروسي اسم «السبت الأبيض»، تيمناً بيوم «الجمعة السوداء»، الذي أصبح تقليداً تجارياً في الولايات المتحدة وعدد آخر من دول العالم، بما في ذلك روسيا.
وقدم فاسيلي فلاسوف، البرلماني عن الحزب الليبرالي الديمقراطي، اقتراحاً لوزير التجارة الروسية دينيس مانتورف، للنظر في إمكانية اعتماد الوزارة يوماً في روسيا للتنزيلات على المنتجات الغذائية الروسية، يطلق عليه اسم «السبت الأبيض».
ولدعم اقتراحه، أشار البرلماني فلاسوف إلى «الجمعة السوداء»، الذي يصادف عادة آخر يوم جمعة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وتعلن فيه المحال التجارية عن تنزيلات مغرية، وقال إن الباعة والمنتجين في الدول الأخرى يجنون أرباحاً كبيرة في هذا اليوم، تصل حتى 20 في المائة من إجمالي أرباحهم السنوية. وقال إن المواطنين الروس يفضلون في هذا اليوم شراء المعدات الكهربائية المنزلية والإلكترونيات، لافتاً إلى أنها منتجات أجنبية، أي أن أموال الروس تذهب إلى شركات أجنبية، وعبر عن قناعته بأن «الحالة التي تؤدي إلى خروج أموال المواطنين الروس إلى خارج البلاد لا تساهم في تحفيز الاقتصاد الوطني، ولا يمكن اعتبارها أمراً موفقاً ومفيداً». لذلك يرى البرلماني فلاسوف أنه «من المجدي اعتماد يوم مثل (الجمعة السوداء) في روسيا، يأتي في الوقت ذاته من العام، ولتكن بدايته اعتباراً من يوم السبت الثاني من نوفمبر، ويتم خلاله تقديم عروض تنزيلات على المنتجات المحلية».
وعبر عن قناعته بأن تنفيذ الفكرة التي يقترحها ستساهم كأداة في تقاسم الأموال بين المنتجات لصالح الاقتصاد الروسي، كما أن «هذه الخطوة لا تقوم بمهمة اقتصادية فحسب، بل واجتماعية أيضاً، نظراً لأن الجزء الرئيسي من الإنفاق في العائلات الروسية يذهب على المواد الغذائية».
ويبدو أن ما تشهده السوق الروسية حالياً دفع البرلماني فلاسوف إلى تقديم اقتراحه بخصوص «السبت الأبيض». وتنتشر حالياً إعلانات في الطرقات وعلى الشاشات حول «الجمعة السوداء» في معظم المحال التجارية الروسية الكبرى، لا سيما شبكات المراكز التجارية المتخصصة ببيع المعدات والأدوات المنزلية الكهربائية والإلكترونية، فضلاً عن مراكز بيع المعاطف النسائية الفاخرة من الفرو الطبيعي. وتتنافس المراكز التجارية فيما بينها بتقديم تلك التنزيلات التي تصل في بعض المراكز حتى 70 في المائة.
وما يجعل من يوم «الجمعة السوداء» في الولايات المتحدة توقيتاً مناسباً لتقديم عروض تجذب المشترين، هو أن هذا اليوم يتزامن مع الاستعدادات للاحتفال بأعياد الميلاد، حيث تشهد الأسواق إقبالاً متزايداً، وتفتح المتاجر أبوابها في هذا اليوم في ساعات مبكرة من الصباح، وقد لا تغلقها حتى صباح اليوم التالي.
ويتجمع الناس عادة قرب أبواب المحال التجارية في هذا اليوم، وفور فتح الأبواب يندفعون جماعات نحو المبيعات، ويتخاطفون المنتجات المعروضة، وكل يرغب بالحصول على أكبر حصة ممكنة من البضائع بثمن رخيص.
وتعود بداية تقليد «الجمعة السوداء» إلى عام 1869، حين ضربت الولايات المتحدة أزمة مالية، وأدت ضمن ما أدت إلى تكدس البضائع والمنتجات. وجاء عرض تنزيلات على البضائع كواحد من الإجراءات التي ساهمت من جانب في تعافي الاقتصاد الأميركي، ومن جانب آخر أنقذت البضائع من الكساد، وكان الخيار الأفضل بيعها بأقل قدر ممكن من الخسائر. أما اختيار «الأسود» لوناً لهذا اليوم، فيعود إلى الازدحام في الطرقات والاختناقات المرورية في «الجمعة السوداء».