عالم الأعمال

عالم الأعمال
TT

عالم الأعمال

عالم الأعمال

البنك الأهلي شريك استراتيجي لمنتدى مسك العالمي

> في إطار مساهمته في التنمية لتحقيق رؤية المملكة 2030، دعم البنك الأهلي للعام الثاني على التوالي منتدى مسك العالمي في دورته الثانية كشريك استراتيجي، الذي يقام برعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وعقد في الرياض خلال الفترة ما بين 15 و16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017م، تحت شعار «مواجهة تحدي التغيير»، بمشاركة عالمية من نخبة من قيادات الأعمال والتقنية والابتكار والعلوم حول العالم، تتقدمها شخصيات قيادية من وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى في منظمات دولية وأكاديميين وخبراء ورياديي أعمال.
وأوضح رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي منصور الميمان أن القيمة الحقيقية لشركات القطاع الخاص لا تعتمد على ربحيتها المادية أو إسهاماتها الإنتاجية فحسب، بل تعتمد إضافة إلى ذلك على قدرتها على الإسهام في عملية التنمية الاجتماعية بمفهومها الواسع، وتحقيق المزيد من الازدهار لأبناء المجتمع كافة.
ومن هذا المنطلق، جاءت رعايتنا لهذا المنتدى الذي تتركز موضوعاته حول تمكين الشباب وتوسيع دورهم في قيادة محركات التنمية، وكيفية إعداد أجيال من القادة الشباب في مجالات متنوعة، كما تتيح فرصة قيِّمة للاطلاع على التجارب المختلفة في الاقتصاد والتنمية، وبالتالي توظيف كل ذلك نحو المساهمة في دعم اقتصادنا الوطني لتحقيق استراتيجية المملكة ورؤيتها المستقبلية 2030.

«إيرباص» تطلق الدورة الثانية من برنامج «انطلق» في السعودية

> أعلنت «إيرباص»، الشركة الرائدة عالمياً في مجالات صناعة الطائرات والفضاء والخدمات، و«تقنية للطيران» التابعة لـ«الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية)» و«الخطوط العربية السعودية»، عن انطلاق الدورة الثانية من البرنامج التنافسي «انطلق» في المملكة العربية السعودية.
ويستهدف برنامج «انطلق»، الذي أطلق في سبتمبر (أيلول) 2016 أصحاب المواهب من المبدعين والرياديين في السعودية الذين لديهم أفكار للارتقاء بمستوى قطاعي الطيران والفضاء على المستويين المحلي والعالمي.
هذا، وتم تطوير البرنامج لتشجيع المواهب السعودية على التفكير المبّدع والخلاق، وإلهامهم، ضمن برنامج دعم وتأهيل يعزز من قدراتهم على المنافسة التجارية، وبالتالي الاستدامة في المستقبل.
وقال فؤاد عطار، رئيس «إيرباص» للطائرات التجارية في أفريقيا والشرق الأوسط: «يسرنا إطلاق الدورة الثانية من برنامج (انطلق) في المملكة العربية السعودية لتمكين ودعم الشباب السعودي. يعد الابتكار في (إيرباص) المكون الأساسي لبنية الشركة وثقافتها المؤسسية، والمحرك الرئيسي لاستمرارية صناعة الطيران. ولهذا؛ فإننا نتطلع دائماً إلى الاستماع لمتطلبات شبابنا ودراستها لتعزيز سبل تطويرها». وأضاف عطار: «نحن ملتزمون بالعمل الجاد والوثيق مع جميع شركائنا في قطاع الطيران الذين يشاركوننا رؤيتنا، لتشجيع شبابنا على المضي قدماً لاتخاذ المسار الوظيفي في هذه الصناعة. كما يمثل البرنامج المنصة المثالية لأصحاب المشروعات المبتكرة لطرح أفكارهم وإعطائهم فرصة لتطبيقها».

«دار الأركان» تطلق أول مركز مبيعات إلكتروني لمشاريعها في السعودية

> أطلقت شركة «دار الأركان» للتطوير العقاري مركز المبيعات الإلكتروني، عبر موقعها الإلكتروني الجديد الذي يسمح للعملاء بإجراء عملية حجز الوحدات السكنية بسهولة، من خلال إتاحة خيارات واسعة للتملك والاستثمار، لتصبح بذلك أول شركة تطوير عقاري في المملكة تقدم هذه الخدمة لعملائها.
ويوفر مركز المبيعات الإلكتروني للشركة إمكانية حجز الوحدة العقارية التي يرغب العميل في شرائها بعد الاطلاع على تفاصيل المشروع، من حيث الموقع والمساحة وتفاصيل المبنى وخطة السداد والقيام بعملية الحجز والدفع إلكترونياً، بما يسهل عملية الحجز على عملائها، سواء من قام بمعاينة الوحدة العقارية على أرض الواقع أو من اكتفى بالتعرف عليها من خلال الموقع دون الحاجة لزيارة مكتب المبيعات.
وقال يوسف الشلاش، رئيس مجلس إدارة شركة «دار الأركان» للتطوير العقاري: «إطلاق (دار الأركان) مركز المبيعات الإلكتروني يأتي ضمن التوجه الاستراتيجي الجديد للشركة، الذي يستهدف دعم أعمالها، وتعزيز إيراداتها من المبيعات، من خلال توفير خيارات متعددة من الوحدات السكنية أمام العملاء للسكن أو الاستثمار وإجراء عمليات الحجز والدفع إلكترونياً»، موضحاً أن ذلك يأتي ضمن حزمة من التغييرات التي تشهدها الشركة على كل الأصعدة، والتي بدأت بإطلاق الهوية الجديدة للشركة، وتشكيل فريق مبيعات يتمتع بالخبرة العالية التي تساعد على رفع مبيعات الشركة من مشاريعها الحالية والمستقبلية، سواء داخل المملكة أو خارجها.

«نايف الراجحي» تعلن اكتمال «برج رملة» على ارتفاع 150 متراً

> أعلنت شركة «نايف الراجحي» الاستثمارية عن اكتمال الأعمال الإنشائية لبرج «رملة» على ارتفاع يتجاوز 150 متراً، الذي يُعد بتصميمه الفريد معلماً بارزاً، وصرحاً معمارياً شامخاً، يزين سماء العاصمة الرياض، مؤكدة دعمها وثقتها في قطاع التطوير العقاري في المملكة.
ووصف نايف الراجحي، الرئيس التنفيذي لشركة «نايف الراجحي» الاستثمارية، سوق العقار السعودية بأنها أكبر وأهم الأسواق على مستوى المنطقة، وأنها تشهد تغيرات مهمة توفر فرصاً واسعة واعدة للنمو، مدعومة بالإجراءات الكثيرة التي تم اتخاذها للنهوض بالسوق، وضبط إيقاع الاقتصاد السعودي، وتنويع موارده، وغيرها من الإصلاحات التي ستؤثر إيجاباً في نمو الاقتصاد والسوق العقارية السعودية. من جانبه، أكد جاك البستاني، الرئيس التنفيذي لشركة «رملة» للتطوير العقاري - الذراع التطويرية لشركة «نايف الراجحي» الاستثمارية، أن سوق العقار في المملكة يواجه حالياً تحدياً كبيراً يتطلب تقديم مشاريع نوعية متميزة ونموذجاً جديداً في التطوير العقاري يحاكي المتطلبات الجديدة لأسلوب الحياة العصري للمجتمع السعودي.
وأوضحت الشركة أن مشروع برج «رملة» تكلف 600 مليون ريال، ويمتاز بموقع استراتيجي متميز على طريق الملك فهد، شمال المركز المالي، ويتوقع انتهاء أعماله في الربع الثالث من عام 2018، مشيرة إلى أنها تخطط لإطلاق عدة مشاريع استثمارية مستقبلية تعزز مكانتها الرائدة في السوق العقارية.

البنك السعودي الفرنسي راعٍ ماسي للمؤتمر الأول للهيئة العامة للغذاء والدواء والأجهزة الطبية

> تحت رعاية وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والدواء، الدكتور توفيق الربيعة، كرم الدكتور هشام بن سعد الجضعي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء، البنك السعودي الفرنسي، نظير رعايته المؤتمر الأول للغذاء والدواء والأجهزة الطبية، الذي أقيم بفندق «إنتركونتيننتال» بالرياض، في الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وذلك من منطلق الرعاية والشراكة الاستراتيجية بين البنك السعودي الفرنسي والهيئة العامة للغذاء والدواء، وإيماناً بدور الهيئة الرائد في تعزيز سلامة الغذاء والدواء، وكفاءة الأجهزة الطبية في المملكة.
وأوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء أنها تسعى لتحقيق «رؤية المملكة العربية السعودية 2030» بتعزيز الكفاءة والشفافية، وتهيئة البيئة اللازمة للمواطنين والشركات وقطاع الأعمال، لتحمل مسؤولياتهم، وأخذ زمام المبادرة في مواجهة التحديّات واقتناص الفرص، بما يضمن سلامة الغذاء ومأمونية وجودة وفعالية الدواء، وكفاءة وسلامة الأجهزة والمنتجات الطبية.
ومن أبرز أهداف المؤتمر أنه حلقة وصل سنوية بين الهيئة العامة للغذاء والدواء وشركائها من القطاعين العام والخاص، حيث يوفر منصة سنوية للنقاش العلمي والعملي بين الهيئة وشركائها، وذلك من خلال عرض المستجدات العلمية والتشريعية والتنظيمية، فيما له علاقة بعمل الهيئة، ونقل وتوطين الخبرات والإثراء المعرفي بالتثقيف الغذائي والدوائي.

المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC) تحصل على تصنيف استثماري من الدرجة الأولى

> حصلت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، عضو البنك الإسلامي للتنمية، للمرة الأولى على تصنيف من الدرجة الاستثمارية A1 للمدى الطويل وتصنيف استثماري P - 1 للمدى القصير ضمن تصنيفات وكالة «موديز» وهي إحدى وكالات التصنيف الائتماني الرئيسية في العالم، مع نظرة مستقبلية مستقرة طبقاً للبيان الصحافي الصادر عن موديز لخدمات المستثمرين بتاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2017.
وقد جاء هذا التصنيف بناءً على الأداء القوي للمؤسسة الدولية الإسلامية. وطبقاً لما ذكرته «موديز» «ملامح الائتمان في المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تستفيد من الهوامش الكبيرة لرأس المال، وتتوازن بمستويات تركيز عالية وسجل من الأصول القديمة عديمة الأداء، مع احتمال كبير باستردادها في المستقبل. وتستفيد المؤسسة من الاستثمار وفقاً لممارسات مالية سليمة وسياسات كافية لإدارة السيولة، بالإضافة إلى الدعم الضمني القوي من الأعضاء من دون الحاجة إلى طلب رأس المال القابل للاستدعاء».
ورحب الرئيس التنفيذي للمؤسسة المهندس هاني سالم سنبل بتصنيف A1-P - 1 من قبل موديز وقال: «هذا التصنيف للدرجة الاستثمارية الذي حازت عليه المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة مناسب جداً لاستراتيجيتها في تنويع مصادر التمويل وتزيد من تأثيرها الإيجابي في الدول الأعضاء وتخدم عملاءها على نحو أفضل. وهذا التصنيف سيجعل المؤسسة أكثر قوة ومتانة في سعيها لتحقيق رسالتها المحورية - تعزيز التجارة من أجل حياة أفضل».

تجربة مختلفة للمطبخ الصيني في فندق «برج رافال كمبينسكي»

> ضمن باقة الأنشطة والفعاليات التي يحرص على إشراك زواره بها، أطلق فندق «برج رافال كمبينسكي» مهرجان المأكولات الصينية، الذي بدأ من 18 نوفمبر (تشرين الثاني) وسوف يستمر حتى 29 نوفمبر الجاري في مطعم «أروما» يومياً من الساعة 6:30 حتى 11 مساءً، بإشراف الشيف ويلسن وفريقه القادمين من «بيجنق سن رايز».
تم الافتتاح يوم 19 نوفمبر بتشريف نائب السفير الصيني في السعودية شي هونغ وي، وبحضور نخبة من الإعلاميين الذين استمتعوا بتذوق مجموعة من أشهى المأكولات التي يشتهر بها هذا المطبخ في أجواءٍ صينية مميزة وفريدة من نوعها. وحول هذا المهرجان، أشار الشيف ويلسن إلى التنوع الذي تميز به البوفيه الصيني باحتوائه على تشكيلة واسعة من المقبلات والأطباق الرئيسية، منوهاً بوجود درس للطبخ سيتم من خلاله إشراك الحضور بأهم التعليمات الخاصة بفن تحضير الطعام الصيني.
من جانبه يؤكد خوان أوريبي المدير العام لفندق «برج رافال كمبينسكي» في الرياض، الأهمية التي يتمتع بها مثل هذه المهرجانات والصدى الإيجابي الواسع الذي تحوزه لدى الزوار في كل مرة ينظم فيها الفندق أحد مهرجانات الطعام.
الجدير بالذكر أن مهرجان المأكولات الصينية سيستمر لمدة 13 يوماً.

سيدة سعودية تفوز بجائزة شركة «شل» العالمية

> نجحت رائدة الأعمال السعودية غزيل الدوسري بالفوز بجائزة شركة «شل» العالمية «انطلاقة»، من خلال برنامجها «لايف واير» كأحد أفضل المبدعين العشرة على مستوى العالم. وتهدف هذه المبادرة إلى إبراز وتكريم المتميزين في الابتكار في مجال الأعمال الريادية التي يدعمها البرنامج والجائزة على مستوى العالم. حرصاً منها على حماية البيئة والتقليل من الأضرار الصناعية استطاعت غزيل عبر شركتها «وعود الشرقية للتجارة»، أن تتجه إلى تدوير المخلفات الصناعية (مادة البولي كربونات) التي لها أضرار بيئية كبيرة، كما عملت على بناء شبكة فعالة من الموردين لضمان استدامة ونجاح المشروع. كما أصبحت «غزيل» أول سيدة سعودية تعمل في قطاع تدوير النفايات الصناعية، وهي الفائزة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهذه الجائزة العالمية.
وقد أشار أندرو كراو الرئيس التنفيذي لشركة «شل» في السعودية، إلى أن الشركة السعودية تحرص على مواصلة العمل للمساهمة في تحقيق الرؤية السعودية 2030. وأضاف: «إن برنامج شل (انطلاقة) يساعد رواد الأعمال السعوديين على تطوير مشاريعهم التجارية لخلق فرص عمل وتوليد مصادر دخل للمجتمعات من خلال المساعدة في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية». ومن جهتها علقت غزيل: «كسيدة سعودية، أنا فخورة جداً بهذا الإنجاز باختياري أحد أفضل 10 فائزين في المسابقة على مستوى العالم».



الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية

الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
TT

الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية

الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)

منذ عام 2019، يشهد لبنان واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية والمالية في تاريخه الحديث... أزمة تجاوزت نطاق الاقتصاد لتؤثر بشكل حاد في جميع جوانب الحياة، فقد أثقلت هذه الأزمة كاهل المواطن اللبناني، وأغرقت البلاد في دوامة من انهيار شامل للنظامين المالي والاقتصادي، بعد أن فقدت العملة المحلية أكثر من 95 في المائة من قيمتها. ونتيجة لذلك، تفشى التضخم بشكل غير مسبوق مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى مستويات قياسية، في حين قفزت معدلات الفقر والبطالة بشكل دراماتيكي.

وفي خضم هذا الواقع المأساوي، شلّت الصراعات السياسية الحادة مؤسسات الدولة، فقد تعمقت الانقسامات إلى حد أن الحكومة أصبحت عاجزة عن اتخاذ خطوات حاسمة لمعالجة الأزمة جذرياً. ومع تفاقم الأوضاع، أضافت الحرب الأخيرة مع إسرائيل عبئاً جديداً على لبنان، مخلّفة خسائر بشرية ومادية هائلة قدّرها «البنك الدولي» بنحو 8.5 مليار دولار، وزادت من تعقيد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، فقد بات من الصعب تصور أي إمكانية لاحتواء أعبائها في غياب انتخاب رئيس للجمهورية.

المنصب الرئاسي والمأزق الاقتصادي

المنصب الرئاسي، الذي لا يزال شاغراً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يحمل للفائز به قائمة طويلة من التحديات الاقتصادية والمالية المتراكمة، التي باتت تهدد بنية الدولة وكيانها. فقد أدى غياب هذا المنصب إلى تعطيل عملية تشكيل الحكومة، مما جعل الدولة غير قادرة على التفاوض بجدية مع الجهات الدولية المانحة التي يحتاج إليها لبنان بقوة لإعادة إحياء اقتصاده، مثل «صندوق النقد الدولي» الذي يشترط إصلاحات اقتصادية ومالية جذرية مقابل أي دعم مالي يمكن أن يوفره.

وعليه؛ فإن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمثل أولوية ملحة ليس فقط لاستعادة الثقة المحلية والدولية، بل أيضاً ليكون مدخلاً أساسياً لبدء مسار الإصلاحات التي طال انتظارها.

ومن بين أبرز هذه التحديات، ملف إعادة الإعمار، الذي تُقدر تكلفته بأكثر من 6 مليارات دولار، وفق موقع «الدولية للمعلومات»، وهو عبء مالي ضخم يتطلب موارد هائلة وجهوداً استثنائية لتأمين التمويل اللازم.

لكن عملية إعادة الإعمار ليست مجرد عملية تقنية لإصلاح البنية التحتية أو ترميم الأضرار، بل هي اختبار حقيقي لقدرة الدولة على استعادة مكانتها وتفعيل دورها الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة إلى رئيس يتمتع برؤية استراتيجية وشبكة واسعة من العلاقات الدولية، وقادر على استخدام مفاتيح التواصل الفعّال مع الدول المانحة والمؤسسات المالية الكبرى. فمن دون قيادة سياسية موحدة تتمتع بالصدقية، فستبقى فرص استقطاب الدعم الخارجي محدودة، خصوصاً أن الثقة الدولية بالسلطات اللبنانية تعرضت لاهتزاز كبير في السنوات الأخيرة بسبب سوء الإدارة وغياب الإصلاحات الهيكلية.

مواطنون وسط جانب من الدمار الناجم عن الغارات الجوية الإسرائيلية بمنطقة الشويفات (رويترز)

فرصة محورية لإحداث التغيير

كما يأتي انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس بوصفه فرصة محورية لإحداث تغيير في مسار الأزمات المتراكمة التي يعاني منها لبنان، والتي تفاقمت بشكل حاد خلال عام 2024؛ بسبب الصراعات المتصاعدة والأزمة الاقتصادية الممتدة.

ومع انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة -5.7 في المائة خلال الربع الرابع من 2024، انعكست التداعيات السلبية بوضوح على الاقتصاد، فقد تراجعت معدلات النمو بشكل كبير منذ عام 2019، ليصل الانخفاض التراكمي إلى أكثر من 38 في المائة عام 2024، مقارنة بـ34 في المائة خلال العام السابق عليه. وتزامن هذا التدهور مع تصعيد الصراع في الربع الأخير من 2024، مما أضاف آثاراً إنسانية مدمرة، مثل النزوح الجماعي والدمار واسع النطاق، وبالتالي أدى إلى خفض إضافي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 6.6 في المائة بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. وكان قطاع السياحة، الذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، من بين الأشد تضرراً، فقد تراجعت عائداته لتتحول من فائض إلى عجز بنسبة -1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024.

منصب حاكم «المصرف المركزي»

كذلك يمثل هذا الحدث محطة مهمة لإصلاح المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك معالجة الشغور في المناصب القيادية التي تُعد ركيزة أساسية لاستقرار البلاد. ومن بين هذه المناصب، حاكم «مصرف لبنان» الذي بقي شاغراً منذ انتهاء ولاية رياض سلامة في 31 يوليو (تموز) 2023، على الرغم من تعيين وسيم منصوري حاكماً بالإنابة. لذا، فإن تعيين خَلَفٍ أصيل لحاكم «المصرف المركزي» يُعدّ خطوة حاسمة لضمان استقرار النظامين المالي والنقدي، خصوصاً أن «مصرف لبنان» يشكل محوراً رئيسياً في استعادة الثقة بالنظامين المصرفي والمالي للبلاد.

مقر «مصرف لبنان المركزي» في بيروت (رويترز)

علاوة على ذلك، سيجد الرئيس الجديد نفسه أمام تحدي إصلاح «القطاع المصرفي» الذي يُعدّ جوهر الأزمة الاقتصادية. فملف المصارف والمودعين يتطلب رؤية شاملة لإعادة هيكلة القطاع بطريقة شفافة وعادلة، تُعيد ثقة المودعين وتوزع الخسائر بشكل منصف بين المصارف والحكومة والمودعين. ومع إدراج لبنان على «اللائحة الرمادية» وتخلفه عن سداد ديونه السيادية، تصبح هذه الإصلاحات ضرورية لاستعادة العلاقات بالمؤسسات المالية الدولية، واستقطاب التمويل اللازم، ومنع إدراج لبنان على «اللائحة السوداء». ناهيك بورشة إصلاح القطاع العام وترشيده وتفعيله، فتكلفة مرتَّبات القطاع العام مرتفعة جداً نسبةً إلى المعايير الدولية. فعلى مرّ السنين، شكّل مجموع رواتب وتعويضات القطاع العام لموظفي الخدمة الفعلية والمتقاعدين (وعددهم نحو 340 ألفاً) نحو 40 في المائة من إجمالي نفقات الموازنة، الأمر الذي شكّل عبئاً فادحاً على مالية الدولة والاقتصاد عموماً.

آمال اللبنانيين في قيادة جديدة

وسط هذه الأزمات المتشابكة، يعوّل اللبنانيون على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لفتح نافذة أمل على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. فمن المأمول أن يسعى الرئيس المقبل، بدعم من حكومة فاعلة، إلى إعادة بناء الثقة الدولية والمحلية، واستعادة الاستقرار السياسي، وهما شرطان أساسيان لوقف التدهور الاقتصادي وتحفيز النمو. فاستعادة قطاع السياحة؛ الرافعة الأساسية للاقتصاد اللبناني، على سبيل المثال، تتطلب تحسين الأوضاع الأمنية وتعزيز الثقة بلبنان بوصفه وجهة آمنة وجاذبة للاستثمارات. وهذه الأمور لن تتحقق إلا بوجود قيادة سياسية قادرة على تقديم رؤية استراتيجية واضحة لإعادة الإعمار وتحقيق الإصلاحات الضرورية. وبالنظر إلى العجز المستمر في الحساب الجاري والانخفاض الكبير في الناتج المحلي الإجمالي، يصبح نجاح الرئيس الجديد في معالجة هذه الملفات عاملاً حاسماً لإنقاذ لبنان من أزمته العميقة، وإعادة توجيه الاقتصاد نحو التعافي والنمو المستدام.