بلجيكا تستقبل 150 سورياً لـ«أسباب إنسانية»

عائلة سورية نازحة في البقاع اللبناني (أ.ب)
عائلة سورية نازحة في البقاع اللبناني (أ.ب)
TT

بلجيكا تستقبل 150 سورياً لـ«أسباب إنسانية»

عائلة سورية نازحة في البقاع اللبناني (أ.ب)
عائلة سورية نازحة في البقاع اللبناني (أ.ب)

اتفقت الحكومة البلجيكية مع قيادات دينية مختلفة، على استقبال 150 لاجئاً سورياً موجودين في لبنان وتركيا في إطار الاستقدام لأسباب إنسانية.
وقال جان ديفولدر منسق المبادرة حول هذا الصدد، وهو من جمعية حركة المجتمع المسيحي ببروكسل، إن وزير الدولة لشؤون الأجانب والهجرة سيوقع في وقت لاحق على اتفاق إعلان نيات حول هذا الأمر.
وأوضح في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية الأربعاء أن الأمر يتعلق بـ150 لاجئاً، وبصرف النظر عن ديانتهم، ومعظمهم من العائلات التي تضم أطفالاً إلى جانب أعداد من المسنين أو الأشخاص الذين يعانون بسبب ظروف صحية.
وشدد ديفولدر على أن الأمر سيكون مرتبطاً بمتابعة أمنية للتحقق من الأشخاص الذين سيتم استقدامهم إلى الأراضي البلجيكية خلال عام 2018 والحصول على موافقة أمنية في هذا الصدد. ولن يتم استقبال هؤلاء الأشخاص عقب وصولهم من جانب المنظمة المكلفة باستقبال اللاجئين «فيداسيل»، وإنما سيتم توفير أماكن لهم برعاية الجمعيات الدينية والمنظمات الإغاثية والمجتمعية في بلجيكا.
وقال الوزير ثيو فرانكين إنه سعيد بهذا التنوع العقائدي الذي يميز هذا العمل الذي تشرف عليه جمعيات دينية مختلفة، مضيفاً أنه يؤيد استقبال اللاجئ الحقيقي الذي يعاني ويستحق مساندته، بينما هؤلاء الذين يقعون ضحية لتجار البشر لكسب أموال من ورائهم ويعرضون حياة هؤلاء الأبرياء للخطر والموت، فهذا الأمر يختلف. وقال الوزير إن بلجيكا ستستقبل 150 من اللاجئين السوريين بالإضافة إلى 1150 آخرين في إطار حصة بلجيكا في خطة أوروبية لإعادة توطين اللاجئين السوريين خلال عام 2018 واختتم يقول إن جمعيات إسلامية ومسيحية ويهودية تضامنت لاستقدام اللاجئين السوريين وتخصيص مساعدات ومتطوعين لمدة عام لمساعدة القادمين الجدد من اللاجئين، وهذا أمر عظيم جدا.
وكانت بلجيكا قد عرفت وصول المئات من المسيحيين من السوريين بشكل سري خلال العامين الماضيين ومع قرب حلول العام الماضي 2016 وفي أقصى درجات السرية ساعدت السلطات البلجيكية 37 شخصا من المسيحيين، على الفرار من سوريا وبالتحديد من منطقة الحسكة، ذلك حسب ما ذكر الإعلام البلجيكي. وأكده مكتب وزارة شؤون الهجرة واللجوء في بروكسل.
وفي اتصال هاتفي بمكتب الوزير ثيو فرانكين، اعتذرت المسؤولة عن تقديم إجابات على أسئلة في هذا الصدد، لغياب الشخص المختص بهذا الملف.
من جهته، قال ديدير فاندير هاسلت المتحدث في مقر وزارة الخارجية البلجيكية في بروكسل: «بطبيعة الحال وزارة الخارجية كان لها دور في هذا الأمر، وبحسب ما جرى الإعلان عنه، فقد ذهب هؤلاء الأشخاص إلى السفارة البلجيكية في بيروت وحصلوا على تأشيرات دخول». ورفض المتحدث الإجابة على أسئلة أخرى.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».