النظام يواصل المعارك قرب البوكمال ويتقدّم في ريف حماة

TT

النظام يواصل المعارك قرب البوكمال ويتقدّم في ريف حماة

تواصلت أمس المعارك بين قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة ثانية، على طول محاور التماس بين الطرفين في الضفة الغربية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، وذلك استكمالاً لمعركة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية، فيما تحوّلت مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية في ريف حماة الشمالي الشرقية، هدفاً للغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي من قبل النظام، ومسرحاً للاشتباكات العنيفة، التي خلفت عشرات القتلى من الطرفين.
وتسعى قوات النظام وحلفاؤها، إلى إنهاء وجود تنظيم داعش في كامل المنطقة الممتدة على الضفاف الغربية لنهر الفرات، بعدما تمكنت بمساعدة «حزب الله» اللبناني و«حركة النجباء» العراقية ولواء «فاطميون» الأفغاني و«حزب الله» العراقي والحرس الثوري الإيراني، ومسلحين من جنسيات سورية وفلسطينية، من تثبيت سيطرتها على مدينة البوكمال. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «المعارك العنيفة التي بدأت يوم الخميس الماضي، وتركزت في الدائرة المحاصرة بين بلدتي الكشمة ومحكان، أدت إلى مقتل 156 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وإصابة العشرات منهم بجراح متفاوتة الخطورة، ما يرشح عدد القتلى من الطرفين للارتفاع، فضلاً عن عشرات القتلى من عناصر التنظيم المتطرف».
ميدانياً أيضاً، استمرت المعارك في الريف الشمالي لمحافظة حماة، بين قوات النظام وحلفائها من جهة، وفصائل المعارضة المسلّحة من جهة أخرى، حيث كثّف النظام قصفه لمناطق سيطرة المعارضة، أتبعه بهجوم عنيف وعمليات كرّ وفرّ على محاور القتال، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة على نقاط الاشتباك، محاولا تحقيق تقدم في المنطقة، في وقت استهدفت قوات النظام مناطق سيطرة تنظيم داعش في الريف ذاته.
المرصد السوري تحدث عن غارات جوية مكثفة نفذتها طائرات حربية غارات تابعة للنظام، على مناطق سيطرة هيئة «تحرير الشام»، مترافقة مع قتال عنيف بين الجانبين، وقال المرصد إن «أكثر من 1000 غارة جوية شنتها الطائرات الحربية على الريف الحموي الشمالي الشرقي، منذ 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تسببت بدمار كبير في البنية التحتية وممتلكات مواطنين»، مشيراً إلى أن الغارات «طالت قرى وبلدات في نفس المنطقة، خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، ما تسبب بنزوح أكثر من 50 ألف مدني من القرى والبلدات القريبة من محاور القتال، باتجاه مناطق أكثر أمناً في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي لمحافظة إدلب، وباتجاه مناطق أخرى في ريف حماة الشمالي»، مشيراً إلى أن «القصف الجوي والمدفعي والصاروخي أدى إلى مقتل عشرات المدنيين».
العمليات العسكرية في ريف حماة، جعل النظام وحلفاءه على بعد مئات الأمتار من بلدة الرهجان، مسقط رأس وزير دفاع النظام السوري فهد جاسم الفريج، التي خرجت عن سيطرة النظام في منتصف يوليو (تموز) 2014، حيث سيطرت عليها «جبهة النصرة» حينذاك.
ووفق تقدير المرصد السوري، فإن «ما لا يقل عن 124 عنصراً من فصائل المعارضة، قضوا في القصف المدفعي والصاروخي والغارات الجوية التي طالت ريف حماة الشمالي الشرقي، إضافة إلى الاشتباكات الميدانية، خلال شهر واحد، فيما ارتفع إلى أكثر من 82 عدد قتلى عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات ذاتها». وأفاد المرصد أن قوات النظام «تمكنت من فرض سيطرتها على عدد كبير من القرى والتجمعات السكنية في ريف حماة الشمالي الشرقي، وهي الشحاطية، جب أبيض، رسم أبو ميال، رسم الصوان، رسم الصاوي، رسم الأحمر، رسم التينة، أبو لفة، مريجب الجملان، الخفية، شم الهوى، الرحراحة، سرحا، أبو الغر، بغيديد، المشيرفة، جويعد، حسرات، خربة الرهجان، حسناوي، مويلح شمالي، قصر علي، قصر شاوي، تل محصر، الربيعة، دوما، ربدة، الحزم وعرفة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.