26 ألف طفل سوري قتلوا... و25 ألفاً يتسولون في الشوارع

TT

26 ألف طفل سوري قتلوا... و25 ألفاً يتسولون في الشوارع

قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إن سوريا باتت في صدارة دول العالم على صعيد انتهاكات حقوق الأطفال، مشيرة إلى مقتل 26446 طفلاً منذ اندلاع الأزمة السورية في بداية 2011، في وقت أفيد فيه بوجود نحو 25 ألف طفل يتسولون في شوارع المدن والقرى السورية.
وبحسب تقرير «أطفال سوريا... الخذلان الفاضح» بمناسبة «اليوم العالمي للطفل»، أول من أمس، فإن أكثر الأطفال الذين قتلوا في سوريا قضوا على أيدي قوات النظام السوري. وقال التقرير إن «21631 طفلاً قتلوا من قبل قوات النظام منذ مارس (آذار) 2011، بينهم 186 طفلاً قضوا خنقاً إثر هجمات بالأسلحة الكيماوية، و209 أطفال قضوا إثر هجمات استخدم فيها النظام ذخائر عنقودية». وأشار التقرير إلى أن 289 طفلا ماتوا جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام، أما عدد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال، بحسب التقرير، فلا يقل عن 12007 أطفال، لا يزال نحو 3007 منهم قيد الاعتقال، ومعظم الحالات المسجلة ترقى إلى مرتبة الإخفاء القسري. كما أشار التقرير إلى تضرر أكثر من 1123 مدرسة، و24 روضة أطفال، جراء قصف قوات النظام.
وتسببت الحرب الدائرة في سوريا بحرمان ما يزيد على 3 ملايين ومائتي ألف طفل من الدراسة. ويعاني الأطفال في سوريا من ظروف حياتية بالغة الصعوبة. وفي العاصمة دمشق تنتشر ظواهر مستجدة على المجتمع مثل تأجير الأطفال للمتسولين، بمبالغ معلومة، إذا يتراوح أجر الطفل لغاية التسول واستدرار الشفقة، لا سيما إذا كان الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أو تعرض لتشوه، بين دولار ونصف (800 ليرة سوريا) و4 دولارات (2000 ليرة). وحسب أرقام حكومة النظام، فإنه يتم ضبط ما معدله 6 حالات تسول يوميا في دمشق وريفها، معظمها نساء برفقة أطفال، ونسبة 90 في المائة من المتسولين من محترفي مهنة التسول، في حين أن 10 في المائة منهم دفعتهم ظروف الحرب والنزوح والفقر إلى التسول.
وبحسب صحيفة «تشرين» الرسمية، فإن عدد المتسولين يقدر بنحو 250 ألفاً في مختلف المحافظات السورية، ويمارسون التسول الاحترافي، ويشكل الأطفال منهم نسبة 10 في المائة بمجموع 25 ألف طفل متسول.
وخلال السنوات الخمس الماضية، باتت ظاهرة التسول، لا سيما تسول الأطفال، جزءا لا يتجزأ من دمشق، حيث ينتشر الأطفال على الأرصفة؛ إما رضع يبكون، أو أطفال يتسابقون عند الإشارات المرورية للتسول من أصحاب السيارات، أو يفترشون علب الكرتون ويصرخون من الألم وإلى جوارهم امرأة تستغيث وتستجدي. وكيفما كانت الوجهة في دمشق، فهناك طفل بائس يثير الأسى.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد حذرت بمناسبة «اليوم العالمي للطفل» من تسرب الأطفال السوريين داخل وخارج سوريا من التعليم، مع تجاوز عددهم مليوني طفل، وسط دعوات لتوفير ظروف تعليمية مناسبة، خصوصا في دول اللجوء.



الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

زعمت الجماعة الحوثية، الأربعاء، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة، باستخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وذلك غداة تبنيها 4 هجمات باتجاه إسرائيل خلال 24 ساعة.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصر الفلسطينيين في غزة.

المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع قال في بيان متلفز إن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابع لجماعته استهدفا حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وعدداً من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر.

وأوضح المتحدث أن العملية الهجومية نفذت بواسطة عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، زاعماً أنها المرة السادسة التي يتم فيها مهاجمة الحاملة منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

صورة جوية لحاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع المرافقة لها في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وتوعدت الجماعة على لسان متحدثها العسكري بالاستمرار في شن الهجمات، وقالت إنها جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وإن هجماتها لن تتوقف إلا بانتهاء الحرب في قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

وسبق أن اعترف الجيش الأميركي بالتصدي لهجمات حوثية مماثلة استهدفت سفناً عسكرية في البحر الأحمر دون حدوث أي أضرار أو إصابات.

وكان المتحدث الحوثي تبنى، الثلاثاء، تنفيذ جماعته أربع هجمات باتجاه إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال 24 ساعة. وأكد الجيش الإسرائيلي، من جهته، اعتراض صاروخين وطائرة مسيرة، في حين أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود الحمراء» بوقوع عدد من الإصابات جراء التدافع نحو الملاجئ، بعد تفعيل صفارات الإنذار.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

ألف غارة

أدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر خلال 14 شهراً إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي الذي بدأ في 12 يناير 2024، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين. وفق ما أقر به الحوثيون.

وكانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

الضربات استهدفت مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان من نصيب الحديدة الساحلية أغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب الإعلان عن خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.