صالون النيل للتصوير الضوئي يعود مجدداً بعد غياب 3 سنوات

بعد غياب اقترب من 3 سنوات، عادت مجدداً فعاليات «صالون النيل للتصوير الضوئي»، الذي تنعقد دورته التاسعة داخل مركز محمود مختار الثقافي في العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن عقدت آخر دوراته مطلع عام 2014.
ويعد صالون النيل إحدى فعاليات قطاع الفنون التشكيلية، التابع لوزارة الثقافة المصرية، وهو يُنظّم كل سنتين بهدف إتاحة الفرصة أمام المصورين المصريين لعرض تجاربهم الإبداعية الجادة من خلال هذا المحفل الفني، وتوفير فرص أوفر لمشاهدتها وتسليط الضوء عليها ورعايتها وتشجيعها.
وتشهد هذه الدورة مشاركة 111 فناناً، بإجمالي أعمال تبلغ 132 عملاً، تتوزع بين التصوير المباشر، والأعمال الفنية، وأيضاً الأعمال التجريبية.
وقال الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، الذي شهد حفل افتتاح للصالون، إن «التصوير الضوئي يعدّ أحد مجالات الفنون التي تتمتع بشعبية واسعة نظراً لاعتمادها على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وهي أمور مُحببة لدى فئات وشرائح كثيرة، ومع مرور الوقت باتت الفوتوغرافيا مدرسة فنية لها أصولها الأكاديمية والإبداعية، وأصبح مشوارها زاخراً بكثير من الأسماء الكبيرة التي أسهمت في تطور هذا الفن». وتابع: «لم تعد الصورة هي مجرد اللقطة المباشرة، بل أضاف الفنان لها أبعاداً أكثر عمقاً حتى وصل بها لحد التجريد، كما استفاد التصوير من التطور الهائل والمطرد في أدوات التصوير وما تتمتع به من وظائف وتقنيات».
وأشار سرور إلى أن عودة صالون النيل من جديد، يعد خطوة مهمة تزيد من الزخم والحراك في المشهد التشكيلي المصري، وتدفع إلى تعزيز التنوع في المحتوى العام للأنشطة الفنية بهدف تلبية اهتمامات الفنانين والجمهور.
بدوره، قال الفنان محمد حازم عبد الرحمن، القومسيير العام للصالون، إن الرؤى تتعدد في فن التصوير، إلا أن ملاحقة الضوء في مغامرته مع الظلال واللون هو القاسم المشترك الذي يسعى إلى إثارة العين والوجدان وإمتاعهما، بحيث تصبح الصورة الناجحة التي يلتقطها الفنان هاجساً يلح على المشاهد ليعاود رؤيتها مرات ومرات.
ومن جانبهم، عبّر عدد من الفنانين المشاركين بالصالون، لـ«الشرق الأوسط»، عن بالغ سرورهم لعودة فعاليات الصالون للانطلاق مجدداً، مثمنين دوره في تحريك وتنشيط الحركة الفنية الفوتوغرافية في مصر، معتبرين أن دورات صالون النيل محطات مهمة يُكتشف من خلالها كثير من المواهب الشابة، وتُقدم إبداعات وجماليات جديدة للصورة الفوتوغرافية.
ومن سمات الدورة الحالية للصالون، تكريم رائد من رواد التصوير الفوتوغرافي في مصر قديماً هو محمد صادق باشا، الذي يعدّ أول مصور فوتوغرافي مصري، حيث استطاع الضابط (الذي حمل رتبة أميرالاي بالجيش المصري) والرحالة المصري، أن يكون أول من يلتقط صوراً فوتوغرافية للمدينة المنورة أثناء زيارته الاستكشافية في الجزيرة العربية عام 1861.
وبسبب نجاح مهمته في المدينة المنورة، اختير صادق باشا ليكون ضمن رحلة لا تقل أهمية عن سابقتها إلى مكة المكرمة في عام 1880، التي نقل من خلالها شعائر الحج وصور الكعبة والمناسك، ليكون أول مصور عربي فوتوغرافي للبيت العتيق.
كذلك يشهد الصالون في دورته الحالية عقد عدد من الندوات الفنية، من بينها ندوة «جماليات الصورة الفوتوغرافية»، التي حاضر بها الدكتور سمير سعد الدين، رئيس اللجنة الدائمة لصالون النيل للتصوير الضوئي، وأستاذ التصوير بمعهد السينما في القاهرة.