العبادي: خلافاتنا السياسية تدعم «داعش»

رفض إعلان «النصر» على التنظيم المتطرف إلا بعد الانتهاء من حملة الصحراء

قائمقام طوزخورماتو عادل شكور يزور أحد جرحى الهجوم الذي شهده القضاء أمس وأسفر عن مقتل 21 شخصاً (أ.ف.ب)، و في الإطار حيدر العبادي.
قائمقام طوزخورماتو عادل شكور يزور أحد جرحى الهجوم الذي شهده القضاء أمس وأسفر عن مقتل 21 شخصاً (أ.ف.ب)، و في الإطار حيدر العبادي.
TT

العبادي: خلافاتنا السياسية تدعم «داعش»

قائمقام طوزخورماتو عادل شكور يزور أحد جرحى الهجوم الذي شهده القضاء أمس وأسفر عن مقتل 21 شخصاً (أ.ف.ب)، و في الإطار حيدر العبادي.
قائمقام طوزخورماتو عادل شكور يزور أحد جرحى الهجوم الذي شهده القضاء أمس وأسفر عن مقتل 21 شخصاً (أ.ف.ب)، و في الإطار حيدر العبادي.

في وقت أعلن فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، «النصر» على تنظيم داعش في العراق وسوريا، مستبقاً بغداد ونظام دمشق، بدا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكثر حذراً برفضه الإعلان عن الهزيمة النهائية لداعش، قبل تنظيف جيوب التنظيم المتطرف المتبقية في الصحراء الغربية.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، إن القوات العراقية قضت على تنظيم داعش، «عسكريا»، لكنه أضاف أنه لن يعلن الانتصار النهائي على التنظيم إلا بعد دحر فلوله في الصحراء.
وسيطرت القوات العراقية على بلدة راوة الحدودية يوم الجمعة وهي آخر بلدة كانت تحت سيطرة داعش، مما يشير إلى انهيار الخلافة التي أعلنها التنظيم عام 2014 في العراق وسوريا. ويقول قادة عسكريون إنه لم يبق في الحملة ضد التنظيم سوى تأمين المناطق الصحراوية والحدودية.
وقدم العبادي سببا آخر لوجود داعش، أو ظهورها بشكل جديد، بقوله إن الخلافات السياسية في بلاده يمكن أن تمهد الطريق أمام الجماعة المتشددة لشن هجمات جديدة، وذلك في إشارة إلى النزاع بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق في الشمال بشأن إعلان كردستان الاستقلال عقب استفتاء في 25 سبتمبر (أيلول). وقبل ساعات من بيان العبادي قالت الشرطة العراقية ومصادر طبية أمس، إن 24 شخصا على الأقل لقوا حتفهم، وأصيب 60 آخرون عندما فجر انتحاري شاحنة ملغومة قرب سوق مزدحمة في بلدة طوزخورماتو جنوب مدينة كركوك النفطية.
وفي مؤتمر صحافي أسبوعي، أشاد العبادي بقرار المحكمة الاتحادية العليا الذي قضى بأن الاستفتاء غير دستوري، ودعا الأكراد إلى عدم اللجوء إلى العنف.
- عملية انتحارية في سوق طوزخورماتو
من جهتها، أعلنت الشرطة العراقية أمس، أن 24 شخصا على الأقل قتلوا، وأصيب العشرات بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت سوقا مزدحمة في وسط قضاء طوزخورماتو المتعدد القوميات شمال العاصمة بغداد.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم كشف هويته، إن «مركبة من طراز كيا يقودها انتحاري، انفجرت وسط سوق شعبية لبيع الخضار والفاكهة» في حي الجمهورية بمدينة طوزخورماتو الواقعة على بعد 75 كيلومترا جنوب كركوك. وأكد قائمقام قضاء طوزخورماتو، عادل شكور البياتي، لوكالة الصحافة الفرنسية «مقتل 24 شخصا وإصابة 85 آخرين بجروح جراء الهجوم». وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 21 شخصا وإصابة 80 آخرين بجروح. وأشار ضابط الشرطة إلى أن «جميع الضحايا من المدنيين» لافتا إلى أن الهجوم وقع في وقت الذروة. وطوزخورماتو التي تعد 150 ألف نسمة، تضم قوميات تركمانية وكردية وعربية. ويأتي هذا الهجوم بعد نحو أسبوعين من مقتل ستة أشخاص في هجوم انتحاري في وسط مدينة كركوك.
وكانت كركوك وطوزخورماتو في قلب التوتر السائد بين حكومتي بغداد وأربيل، بعيد إجراء الإقليم استفتاء على الاستقلال في الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي، بخلاف رغبة بغداد ودول إقليمية ودولية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور، رغم أن تنظيم داعش، عادة ما يتبنى اعتداءات مماثلة. وقال النائب التركماني عن قضاء طوزخورماتو نيازي معمار أوغلو إن «ما جرى هو من أبشع التفجيرات التي لم يشهدها القضاء منذ سنوات». وبعيد ذلك، أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين والقيادي في منظمة «بدر» مهدي تقي، عن فرض حظر للتجول في القضاء حتى إشعار آخر. لكن هذا الاعتداء يأتي بعد أيام من استعادة القوات العراقية لآخر بلدة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في البلاد.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.