تل أبيب تعلن الحرب على منظمات تكافح الاحتلال

سفيرها في برلين طلب من الألمان مقاطعة ابنه لأنه ينشط في حركة تفضح الاعتداءات ضد الفلسطينيين

TT

تل أبيب تعلن الحرب على منظمات تكافح الاحتلال

أمرت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفراءها لدى دول الاتحاد الأوروبي بالتحرك ضد الحركات الإسرائيلية التي تقاوم الاحتلال وممارساته الموجهة ضد الفلسطينيين. وركزت الوزارة بشكل خاص على حركة «كسر الصمت»، التي تنشط بين الجنود، وتقوم بجمع شهاداتهم عن ممارساتهم داخل المناطق الفلسطينية المحتلة.
وذكرت رسالة الوزارة إلى السفراء دين يسسخاروف، الناطق بلسان هذه الحركة، علما بأن والده هو الدبلوماسي جيرمي يسسخاروف، سفير إسرائيل لدى ألمانيا، ولذلك وجد السفير نفسه مطالبا بالعمل ضد ابنه، الذي سبق له أن نشر بيانا أعلن فيه أنه عندما كان جنديا ارتكب جريمة، تبدو في إسرائيل عادية ولا يعاقب عليها القانون، تتمثل في اعتدائه على شاب فلسطيني كان مقيدا بالأغلال. وقد سارع النائب العام إلى فتح تحقيق ضده، ثم أعلن أن دين كذب في إفادته، فقررت النيابة إغلاق الملف ضده. وفي أعقاب القرار بعثت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي (الليكود) ببرقية خاصة، تطلب فيها من الدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا مقابلة ممثلي وزارة الخارجية في كل بلد ومطالبتهم بعدم تقديم الدعم المالي لحركة «كسر الصمت»، بحجة أن نشاط التنظيم يقوم على الكذب، وتقديم دين يسسخاروف شخصا ناشطا ضد إسرائيل.
وقالت حوتوبيلي إنه «تم توجيه البرقية إلى سفراء إسرائيل لدى ألمانيا وهولندا والسويد وسويسرا والدنمارك والاتحاد الأوروبي، التي تدعم الحركة بشكل مباشر»، داعية السفراء إلى «طرح الموضوع أمام جهة رفيعة في وزارة الخارجية، والإشارة إلى حقيقة دعم حكومتهم لتنظيم ينشر الأكاذيب ضد إسرائيل من أجل دفع أجندة سياسية».
وردت حركة «كسر الصمت» على ذلك أمس ببث شريط يوثق قسما من الحادث، الذي تحدث عنه الناطق بلسان الحركة دين يسسخاروف، وقالت إن الفلسطيني الظاهر في الشريط، الذي يدعي يسسخاروف أنه ضربه، ليس هو الشخص الذي حققت معه النيابة، وقالت بعد ذلك إنه لم يتم ضربه، ولذلك قررت إغلاق ملف التحقيق ضد يسسخاروف لعدم وجود تهمة.
وحسب مصادر في «كسر الصمت» فإن الجنود الذين ادعوا بأن يسسخاروف اخترع القصة، لا يظهرون في الشريط. كما قالوا إن قائد الفرقة الذي يظهر في الشريط هو ليس قائد الفرقة الذي حققت معه النيابة، والذي نفى أقوال يسسخاروف.
وكان التحقيق مع يسسخاروف الذي خدم بصفته ضابطا في وحدة عسكرية في الخليل، قد بدأ بأمر من المدعي العام للدولة شاي نيتسان، وبعد توجهات متكررة من قبل جهات مختلفة، من بينها وزيرة القضاء أيليت شكيد، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان. وجاء ذلك على خلفية الشريط الذي نشرته حركة اليمين «احتياطيون على الجبهة»، الذي يظهر فيه يسسخاروف وهو يروي بأنه اعتدى على فلسطيني رشق الحجارة عليه خلال خدمته في الخليل. وفي نهاية الأسبوع الماضي أعلنت النيابة العامة أنها قررت إغلاق ملف التحقيق مع يسسخاروف، بسبب عدم وجود تهمة. لكن يسسخاروف قال إن النيابة قررت إغلاق الملف لأسباب سياسية. وخلال التحقيق معه أكد يسسخاروف ما قاله في الشريط.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.