ترقب الإعلان عن حكومة التوافق الفلسطينية اليوم.. وإسرائيل تمنع وزراء في غزة من الذهاب للضفة

نتنياهو يدعو لمقاطعتها دوليا.. وحماس تتمسك بوزارة الأسرى

ترقب الإعلان عن حكومة التوافق الفلسطينية اليوم.. وإسرائيل تمنع وزراء في غزة من الذهاب للضفة
TT

ترقب الإعلان عن حكومة التوافق الفلسطينية اليوم.. وإسرائيل تمنع وزراء في غزة من الذهاب للضفة

ترقب الإعلان عن حكومة التوافق الفلسطينية اليوم.. وإسرائيل تمنع وزراء في غزة من الذهاب للضفة

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المجتمع الدولي إلى رفض الاعتراف بحكومة المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وقال في مستهل جلسة الحكومة، أمس، إن حماس «منظمة إرهابية ملتزمة بتدمير إسرائيل، ويجب على المجتمع الدولي ألا يحتضنها»، وعد الاعتراف بها «تعزيزا للإرهاب ولن يقوي السلام». ومنعت السلطات الإسرائيلية ثلاثة وزراء من غزة من العبور إلى الضفة الغربية للمشاركة في أداء القسم المرتقب اليوم أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكن حركة حماس عبرت عن شكوكها في إمكانية إعلان التشكيلة الحكومية اليوم برئاسة رامي الحمد الله مع استمرار الخلافات بين الطرفين حول وزارة الأسرى وتسمية وزير الخارجية. وردت الرئاسة الفلسطينية، أمس، على تصريحات نتنياهو بقولها إن حكومة التوافق، التي جاءت في إطار اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس في 23 أبريل (نيسان) الماضي، تحظى بـ«ترحيب وتشجيع من المجتمع الدولي». وقال الناطق باسم الرئاسة، في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن «المجتمع الدولي بأسره سبق أن شجع ورحب وقدم التهاني للرئيس محمود عباس على خطوته الكبيرة الهادفة إلى توحيد الوطن والشعب».

وأوضح البيان: «الحكومة الجديدة مهمتها واضحة؛ وهي الإعداد للانتخابات خلال مدة ستة أشهر، وستضم شخصيات وطنية مستقلة، كما أنها ستلتزم ببرنامج الرئيس السياسي، الهادف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

وفي إجراء عملي لعرقلة الإعلان عن حكومة التوافق، منعت إسرائيل ثلاثة وزراء من غزة، من المقرر تعيينهم في حكومة الوفاق الوطني، من الوصول إلى رام الله للمشاركة في أداء اليمين. وأكدت مصادر إسرائيلية أن منسق عمليات الجيش الإسرائيلي، يوآف مردخاي، رفض طلب مرور هؤلاء الوزراء وأبلغ السلطة الفلسطينية ذلك. ومن المتوقع أن يؤدي وزراء غزة اليمين أمام عباس عبر الفيديو كونفرانس.

كما قررت إسرائيل إطلاق حملة دولية ضد حكومة التوافق الفلسطينية، ترتكز إلى جهود مكثفة تبذلها في الولايات المتحدة عبر الحوار مع الإدارة الأميركية وممارسة الضغط على مسؤولين في مجلس الشيوخ والكونغرس من أجل مقاطعتها سياسيا واقتصاديا، وسط توقعات بمساع مماثلة في أوروبا. ووصف مصدر سياسي إسرائيلي تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة بـ«خطوة سلبية للغاية»، قائلا إن إسرائيل ستغير سياستها مع الرئيس الفلسطيني وستعده من الآن فصاعدا «شريكا لحماس حتى في المسؤولية عن أعمال وهجمات تنطلق من قطاع غزة». وبعثت إسرائيل برسائل تهديد إلى السلطة الفلسطينية وحثتها على مقاطعة الحكومة الجديدة، وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الرسائل شملت تهديدات لعباس كذلك.

وكان عباس أكد تسلمه تهديدات إسرائيلية بالمقاطعة في حال تشكيل الحكومة، قائلا أمام وفد من المتضامنين الفرنسيين أول من أمس: «الإسرائيليون أبلغونا أنه إذا شكلنا الحكومة مع حماس فسيقاطعوننا، لكن حماس جزء من الشعب الفلسطيني». واستغرب مقاطعة إسرائيل حكومة مشكلة من المستقلين والكفاءات، مشددا على أن هذه الحكومة تعترف بإسرائيل وبالشرعية الدولية، وتساءل: «أين الخطأ في ذلك؟».

ويفترض أن تعلن الحكومة الفلسطينية اليوم (الاثنين) إذا تجاوز الطرفان عقبة إلغاء وزارة الأسرى وتحويلها إلى هيئة تابعة لمنظمة التحرير. وأكدت حركة حماس، أمس، رفضها إلغاء الوزارة ملقية بشكوك حول موعد إعلان الحكومة. وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري، إن الموعد المحدد لإعلان حكومة التوافق الوطني «لم ينسق» مع حركته.

وقال أبو زهري: «ما ورد من أنباء حول إعلان الحكومة الاثنين (اليوم) هو إعلان من طرف واحد»، مضيفا: «ما زال هناك بعض التباين بحاجة إلى علاج، والإعلان مرتبط بتسوية النقاط العالقة بين الطرفين». وأوضح أبو زهري: «ما زلنا نرفض تولي رياض المالكي وزارة الخارجية في حكومة التوافق الوطني. إنه (المالكي) شخص غير مرغوب فيه وطنيا، ولديه مواقف غاية في السلبية، خصوصا تجاه قطاع غزة».

واستدرك أبو زهري: «لكن في النهاية الاتفاق سيتقدم والحكومة ستعلن، حتى وإن بقي المالكي وزيرا فيها»، مشددا على أن موقف الحركة المتحفظ عليه سيكون واضحا للجميع.

كما أكد أبو زهري رفض حركته المطلق إلغاء وزارة الأسرى، قائلا: «إن قضية الأسرى قضية وطنية لا تخص حماس وحدها، والمطالبة بإلغاء وزارة الأسرى جاء في توقيت غير مناسب». وتابع: «نحن لم نستطع تفهم مبررات إلغاء وزارة الأسرى، وكنا متفقين وسمينا وزيرها، ولكنا فوجئنا بعد عودة عزام الأحمد (رئيس وفد حركة فتح التفاوضي) برغبة عند الرئيس في تحويلها لهيئة مستقلة تتبع مباشرة لمنظمة التحرير».

وعقدت حماس أمس اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية في غزة، وقرروا في النهاية التمسك ببقاء وزارة الأسرى. وقال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في مؤتمر صحافي، عقب انتهاء اجتماع الفصائل، إنه جرى تأكيد أن وزارة الأسرى وزارة مهمة ولا بد أن تبقى في الحكومة المقبلة، مشددا على أن التوقيت غير مناسب لإلغائها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.