الحكومة اليمنية تناقش أوضاع تعز وتخصص 8 ملايين دولار لإعمارها

بن دغر يطالب بتعزيز الوحدة الوطنية لدحر الانقلابيين

جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن أمس (سبأ نت)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن أمس (سبأ نت)
TT

الحكومة اليمنية تناقش أوضاع تعز وتخصص 8 ملايين دولار لإعمارها

جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن أمس (سبأ نت)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني في عدن أمس (سبأ نت)

خصصت الحكومة اليمنية اجتماعاً مشتركاً بينها وبين قيادة السلطة المحلية والتنفيذية بمحافظة تعز، لمناقشة الأوضاع في تعز التي تشهد معارك عنيفة وحصاراً مطبقاً على المدينة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية منذ ما يقارب ثلاثة أعوام، وذلك برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبد بين دغر. وناقش المجتمعون قرار الحكومة بتخصيص 8 ملايين دولار يمني للإعمار وتطبيع الأوضاع في تعز، والآلية المقترحة لصرف هذه المبالغ، والقطاعات والمشاريع ذات الأولوية التي يجب البدء فيها وفقاً للاحتياجات الملحة لأبناء المحافظة بما يسهم في تخفيف معاناتهم التي يعانون منها جراء الحرب والحصار المفروض على المدينة من قبل الانقلابيين.
كما تطرق الاجتماع إلى مسألة تعزيز التنسيق والتكامل باتجاه تحقيق الأهداف العاجلة في استكمال تحرير بقية مناطق المحافظة من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بالتوازي مع تطبيع الأوضاع على جميع المستويات استعداداً لإطلاق عجلة إعادة الإعمار.
ووجه رئيس الوزراء، بتسليم صندوق النظافة في تعز «مبلغ 400 ألف دولار للبدء بحملة نظافة شاملة لرفع مخلفات القمامة داخل مدينة تعز وبصورة عاجلة، لتفادي انتشار الأمراض والأوبئة، كما وجه باعتماد مائة قارب صيد لصيادي تعز»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وأكد أنه «سيتم خلال الأيام المقبلة تحويل مرتبات القطاع المدني في تعز البالغ قيمتها 4.7 مليون دولار»، إضافة إلى دعم الحكومة الشرعية لكل جهود السلطة المحلية والتنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية في تعز التي قال عنها إنها «تعمل بكل جهد وإخلاص من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة ووجوده، وإنها لا تتوانى عن تقديم أقصى ما يمكن لإنجاح المهام والجهود التي تصب باتجاه تعزيز عمل مؤسسات الدولة والسلطات الشرعية».
وقال بن دغر إن «صمود تعز جعل للشرعية مكانة خاصة ولولا صمودها البطولي لكانت المعركة الآن في مكان آخر، لكن رجال تعز وشبابها ونساءها كان لهم كلمة أخرى، وصمدوا واستبسلوا ولا يزالون رغم الحصار والحرب والدمار المستمر منذ أكثر من عامين ونصف».
وأضاف أن «تعز غيرت المسار التاريخي ماضياً وحاضراً وستظل كذلك مستقبلاً، وأن تلك المواقف ليست بغريبة على تعز فالتاريخ البعيد والقريب يشهد بمواقف أبنائها الكثيرة في الدفاع عن الجمهورية والأمن والاستقرار»، مجدداً على أن «تعز مفتاح النصر».
وتابع القول: «إذا أردنا تحقيق نصر فعلينا بتعز، فالنصر السياسي والعسكري في تعز سيغير المشهد والموقف الإقليمي والدولي». معبراً في الوقت ذاته عن تقدير الحكومة الشرعية والشعب اليمني لصمود وتضحيات أبناء تعز، وما يسطرونه من بطولات في وجه ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وحث رئيس الوزراء الجميع على «التماسك وتعزيز وحدة الصف الوطني»، مشيراً إلى أن «الوضع لا يحتمل الآن مطلقاً أي مشكلات داخلية، ومن يفجر هذه المشكلات لا يفكر إلا في نفسه فقط، ولا يهمه مصلحة وطن وشعب ويخدم العدو بطريقة مباشرة أو غير مباشرة». وشدد قائلاً: «إن الحكومة ستكون قريباً من أبناء تعز وهناك توجيهات رئاسية تقضي بالبدء في إعادة إعمار تعز والبدء بشكل عاجل البدء ببعض المؤسسات الهامة»، وأضاف: «نحن أحوج ما نكون إلى وحدة وطنية سياسية واقتصادية وعسكرية حتى نصمد ونكسر العدو، ونحقق ما نتطلع إليه في دولة اتحادية قائمة على العدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة والسلطة».
ومن جهتها، ثمنت السلطة المحلية والمكتب التنفيذي عاليا اهتمام الحكومة بالأوضاع في تعز، والخطوة الهامة التي اتخذتها من خلال زيارة الوفد الحكومي للاطلاع عن قرب على المشكلات والتحديات القائمة وتخصيصها 8 مليون دولار لبدء الإعمار وتطبيع الأوضاع.
واستعرضت خلال اللقاء معاناة تعز الشديدة جراء الحرب الوحشية والحصار المفروض من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وجددوا التأكيد على إصرار وعزيمة أبناء تعز على الصمود حتى النصر وإلحاق الهزيمة بالانقلابين، ووقوفهم الداعم والثابت خلف القيادة السياسية والحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».