العقل المدبر لهجمات كاتالونيا {عمل مخبراً للاستخبارات الإسبانية}

بروكسل أرسلت تحذيرات لمدريد بشأنه بعد فشله في العمل إماماً في بلجيكا

عبد الباقي الساتي... وإجراءات أمنية عقب الهجمات التي ضربت كاتالونيا («الشرق الأوسط})
عبد الباقي الساتي... وإجراءات أمنية عقب الهجمات التي ضربت كاتالونيا («الشرق الأوسط})
TT

العقل المدبر لهجمات كاتالونيا {عمل مخبراً للاستخبارات الإسبانية}

عبد الباقي الساتي... وإجراءات أمنية عقب الهجمات التي ضربت كاتالونيا («الشرق الأوسط})
عبد الباقي الساتي... وإجراءات أمنية عقب الهجمات التي ضربت كاتالونيا («الشرق الأوسط})

عمل الإمام عبد الباقي الساتي، الذي تعتبره سلطات التحقيق الإسبانية العقل المدبر للهجمات التي ضربت كاتالونيا في أغسطس (آب) الماضي، مخبراً للاستخبارات الإسبانية، ونقلت وسائل إعلام بلجيكية في بروكسل عن صحيفة «البايس» الإسبانية هذا الاستنتاج. وأضافت أن الساتي كان إماماً للمسجد الموجود في مدينة ريبول القريبة من حدود فرنسا، ولم يكن معروفاً للسلطات، وهناك قام بتكوين خلية إرهابية هي التي نفذت الهجمات في برشلونة وكامبريل، وأودت بحياة 16 شخصاً وإصابة 120 آخرين، وتبنى تنظيم داعش هذا الهجوم.
في حين قالت صحيفة «ستاندرد» البلجيكية اليومية على موقعها الإلكتروني: «إن الإمام الساتي لم يكن أيضاً معروفاً للسلطات الأمنية في بلجيكا التي زارها للعمل في أحد المساجد ببلدة اديغم القريبة، من فلفورد، لكن الشرطة اشتبهت في تصرفاته، وطريقة عمله، وقررت إدارة المسجد عدم السماح له، بالعمل في المسجد، واضطر إلى العودة مرة أخرى إلى إسبانيا، وهناك قام بتشكيل الخلية الإرهابية».
لكن الآن تبين أنه كان معروفاً في إسبانيا ودخل السجن في ملف له علاقة بالمخدرات، وخلال هذه الفترة جرى اعتباره شخصاً موثوقاً به من جانب الاستخبارات الإسبانية، لكن هل في خلال هذه الفترة جرى تجنيده للعمل مخبراً للاستخبارات؟ تساءلت الصحيفة الإسبانية التي قالت: «إن الأمر حتى الآن ليس واضحاً»، وحسب مصادر صحيفة «البايس» الإسبانية فإنه لم يكن هناك شيء غير عادي يمنع العمل المشترك بين الساتي والاستخبارات الإسبانية؛ لأن الأخير لم يحاكم في جريمة إرهابية، لكن في قضية مخدرات، وربما يكون اضطر إلى التعاون مع الاستخبارات اضطراراً، لكن لا يوجد أي دليل على ذلك. ويأتي ذلك بعد أن ذكرت صحيفة «ذا صنداي تايمز» البريطانية، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن الشرطة الكاتالونية تجاهلت معلومات استخباراتية مهمة من بلجيكا عن الرأس المدبر لهجومي برشلونة وكامبرليس. وبحسب المصدر نفسه، فإن المخابرات البلجيكية نبهت سلطات كاتالونيا، قبل الاعتداءين، إلى تطرف عبد الباقي الساتي الذي عمل إماماً لمسجد، ونجح في استقطاب عدد من الشباب وغسل أدمغتهم. وأضاف أن أجهزة برشلونة الأمنية أرادت أن تتولى أمر التحذيرات البلجيكية بمفردها، حتى لا يبدو أنها تعتمد على سلطات مدريد، ولا سيما أن ثمة «حزازيات انفصالية» بين الإقليم والسلطة المركزية.
يذكر أن الإمام البالغ من العمر 42 سنة، احتجز في إسبانيا سنة 2004، في قضية مخدرات، وبعد الإفراج عنه لم تتمكن السلطات من ترحيله إلى المغرب، بسبب رفعه دعوى قضائية زعم فيه أن إبعاده عن إسبانيا سيؤدي إلى انتهاك حقوقه. وتلقت شرطة الكاتالونية معلومات مفادها أن الساتي مسؤول عن تطرف عدد من الشباب الذين ضلعوا في الاعتداءين الأخيرين. وبحسب المصدر نفسه، فإن الشرطة الكاتالونية أخفقت في التنسيق مع إدارة الأمن القومي في العاصمة مدريد؛ مما أفسح المجال إمام الهجومين
ولقي الساتي مصرعه داخل بيت في بلدة ألكانار، حيث كان يحضر فيه نحو 120 أسطوانة غاز لتنفيذ هجمات إرهابية، لكن فشل المخطط جعل من دربهم يلجأون إلى الدهس بمثابة خطة بديلة. ومن المرجح أن يكون الساتي قد تعرف في السجن إلى رشيد أغليف، وهو أحد الإرهابيين الذين جرت إدانتهم في قضية اعتداءات مدريد الدامية سنة 2004.
ومن الانتقادات الموجهة لأجهزة الأمن الكاتالونية، أن انفجار بيت الساتي وقع قبل 24 ساعة من اعتداءي برشلونة وكامبرليس، أي أنه كانت ثمة إمكانية للتدخل والحؤول دون وقوعهما.
ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن الساتي كان يعيش في بلدة ريبول القريبة من الحدود مع فرنسا منذ العام 2015، وقال جيرانه في البلدة: «إنه لم يكن مندمجاً بشكل جيد في المجتمع، لكن في الوقت نفسه لم يسمع أحد منه خطباً راديكالية»، لكن أفراد من عائلات عدد من الشباب الذين وقعوا في براثن التشدد قالوا: «إن هؤلاء الشباب زاد إقبالهم على الأمور الدينية عقب حضور الإمام الساتي إلى العيش في هذه المدينة»، وقال البعض من جيرانه: «إنه كان ينوي العودة إلى المغرب ليعيش هناك»، بينما قال البعض الآخر: «إنه كان يريد أن يسافر إلى بلجيكا، التي سبق أن زارها أكثر من مرة».
وجرت اتصالات بين السلطات الأمينة في كل من إسبانيا وبلجيكا حول هذا الصدد، وقال عمدة فيلفورد البلجيكية هانس بونتي: «إن الساتي جاء إلى بلجيكا في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي وذهب إلى مسجد يوسف في بلدية ديغيم القريبة من فلفورد، وقال لهم إنه لم يعد له مستقبل في إسبانيا، وإنه يريد البقاء فبحث عن عمل له كإمام»، وأضاف عمدة فيلفورد أن الجالية المسلمة اتصلت بالسلطات لجمع معلومات عن الساتي، وجرى الاتصال بعدها بالسلطات الإسبانية في هذا الصدد التي ردت بعد أشهر عدة بالقول: إنه ليس محسوباً على المتشددين.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.