سليماني وميليشيات تدعمها إيران في البوكمال السورية

أنباء عن إنزال جوي للتحالف شرق دير الزور

TT

سليماني وميليشيات تدعمها إيران في البوكمال السورية

نشرت مواقع مقربة من النظام السوري و«حزب الله» أمس شريط فيديو أظهر قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني يتجول في مدينة البوكمال السورية الواقعة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي بعد سيطرة قوات النظام وميلشيات تدعمها إيران و«حزب الله» على المدينة على الحدود السورية - العراقية. وتداول ناشطون سوريون معارضون أنباء عن قيام التحالف الدولي بإنزال جوي شرق دير الزور دعماً لـ«قوات سوريا الديمقراطية».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سليماني قاد العمليات بوجه «داعش» في المدينة التي كانت تعد المعقل الأخير للتنظيم المتطرف في سوريا والعراق على حد سواء.
وبدا سليماني في الفيديو وهو يتجول بين الميلشيات الذين تهافتوا لالتقاط الصور معه، وقال المرصد السوري إن قائد «فيلق القدس» عبر الحدود البرية السورية – العراقية، قادماً من الأراضي العراقية.
وأفيد أمس عن استكمال قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها عملية تثبيت سيطرتها على البوكمال الواقعة غرب نهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي، بعد أقل من 24 ساعة على طرد «داعش» منها، فيما رصد ناشطون تواصل الاشتباكات في محيط المدينة.
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد إن سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين بقيادة سليماني على مدينة البوكمال، كلفت هذه القوات والميلشيات اللبنانية والإيرانية أكثر من 110 قتلى ومئات الجرحى، لافتا إلى أنه وبعد خسارة «داعش» للمدينة يمكن القول بأنه انهار بشكل كبير في محافظة دير الزور ولم يعد يسيطر إلا على عدد قليل من القرى والبلدات.
ووفق تقرير للمرصد، فإن قوات النظام تتوسع وباتت تفرض سيطرتها على نحو 43 في المائة من مساحة محافظة دير الزور بدعم من روسيا والحشد العراقي وحزب الله اللبناني والحرس الإيراني. وتمتد هذه المساحة من الضفاف الغربية من نهر الفرات، من الحدود الإدارية مع الرقة وصولاً إلى بلدة محكان في شرق الميادين، وتضم مزارع وبلدات ومدنا، أهمها مدينة دير الزور والميادين وبقرص والبوعمر والموحسن والمريعية والجفرة وعياش والشميطية والتبني والخريطة وقرى أخرى في الضفة الغربية لنهر الفرات، إضافة لتقدمها في ضفاف نهر الفرات الشرقية المقابلة لمدينة دير الزور، من قرية الحسينية في شرق الفرات قبالة مدينة دير الزور، وصولاً إلى بلدة خشام.
أما «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركيا والتي تشن حملة باسم «عاصفة الجزيرة» في المحافظة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فقد وسّعت سيطرتها إلى 37.7 في المائة من المحافظة. وتقلصت «داعش» من نحو 98 إلى 19.4 في المائة من مساحتها فقط.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.