الإرهاب يكلف الاقتصاد العالمي 84 مليار دولار

زادت الأرقام بسبب حرب العراق وعمليات «داعش»

TT

الإرهاب يكلف الاقتصاد العالمي 84 مليار دولار

رغم أن تأثير الإرهاب على الاقتصاد العالمي في هذا العام انخفض بنسبة 7 في المائة عما كان عليه في عام 2016، فإنه كلّف 84 مليار دولار، حسب التقرير السنوي الذي أصدرته مجموعة مؤسسات عالمية، من بينها وزارة الأمن الأميركية، وجامعة مريلاند الأميركية.
في عام 2007، كلف الإرهاب الاقتصاد العالمي 41 مليار دولار، وكان لجزء كبير من هذه التكاليف صلة بحرب العراق. وفي عام 2014، سجلت التكاليف رقما قياسيا، ووصلت إلى 104 مليارات دولار، وذلك بسبب توسع الحرب ضد تنظيم داعش.
وقال التقرير: «أكثر الاقتصادات التي تعاني من الإرهاب هي اقتصادات الدول التي تشهد الحروب ضد الإرهاب». وأشار التقرير إلى أن أكثر هذه الدول توجد في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء، وجنوب آسيا.
في العام الماضي، فقد الاقتصاد العراقي نسبة 24 في المائة بسبب الإرهاب. وفقدت أفغانستان نسبة 13 في المائة من اقتصادها. وفقدت دولة جنوب السودان نسبة 9 في المائة بسبب العنف والإرهاب فيها.
في عام 2000 بدأت المجموعة العالمية تسجيل تكاليف الإرهاب على الاقتصاد العالمي. وكانت في هذا العام 8 مليارات دولار، وارتفعت في العام التالي إلى 76 مليار دولار، وذلك بسبب الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة التي كان نصيب خسائرها 65 مليار دولار. بعد ذلك، ولأكثر من عامين، انخفضت التكاليف السنوية إلى ما بين 10 و20 مليارا، ثم ارتفعت في عام 2007 إلى 41 في المائة، وذلك بسب حرب العراق.
حسب التقرير، خلال العشرة أعوام الأولى من القرن الجديد، كان متوسط التكاليف السنوية للإرهاب 15 مليار دولار. وخلال الأعوام التالية، حتى هذا العام، ارتفع متوسط التكاليف السنوية إلى 70 مليار دولار، وذلك بسبب انتشار العمليات الإرهابية، وخاصة في الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى التكاليف الاقتصادية، نشر التقرير معلومات عن العمليات الإرهابية، وعن ضحاياها. وأوضح أنه، منذ بداية القرن الجديد، رصد المركز 170 ألف عملية إرهابية. منها 12 ألفا في هذا العام. وفي هذا العام قتل الإرهاب 25 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم، وذلك بانخفاض نسبته 22 في المائة عن الرقم القياسي الذي سجله عام 2014.
خلال هذه الأعوام الأخيرة، تكثفت العمليات الإرهابية، وزاد عدد القتلى في 5 دول، هي: العراق، وسوريا، وأفغانستان، وباكستان، ونيجيريا؛ لكن في العام الماضي انخفضت هذه الأرقام في نيجيريا، وذلك لأن عمليات تنظيم «بوكو حرام» انخفضت بنسبة 80 في المائة عما كانت عليه في عام 2015؛ لكن زادت هذه الأرقام في العام الماضي بالعراق، وذلك بسبب زيادة عمليات «داعش». في العراق، شكل عدد القتلى نسبة 40 في المائة من جملة عدد القتلى في العام الماضي في كل العالم.
وقال التقرير إنه رغم انخفاض عدد العمليات وعدد القتلى والتأثير الاقتصادي في العام الماضي، فإن عدد الدول التي تأثرت بالعلميات الإرهابية قد زاد، وصار العدد 77 دولة، بعد أن كان 65 دولة في عام 2015. كانت أقل منطقة تأثرت هي أميركا الوسطى والبحر الكاريبي، حيث قتل الإرهاب 12 شخصاً في عام 2016، بنسبة أقل من واحد في المائة من جملة قتلى ذلك العام. في الجانب الآخر، وقعت نسبة 94 في المائة من عدد القتلى في ذلك العام في دول الشرق الأوسط.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.