أنقرة تبلغ موسكو وطهران رفضها حضور الأكراد أي اجتماعات دولية حول سوريا

وزراء خارجية الدول الثلاث ناقشوا أجندة قمة سوتشي... و«عملية عفرين» أحد البنود

وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في اجتماع أنطاليا أمس الذي ضم أيضاً وزيري خارجية تركيا وإيران (أ.ف.ب)
وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في اجتماع أنطاليا أمس الذي ضم أيضاً وزيري خارجية تركيا وإيران (أ.ف.ب)
TT

أنقرة تبلغ موسكو وطهران رفضها حضور الأكراد أي اجتماعات دولية حول سوريا

وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في اجتماع أنطاليا أمس الذي ضم أيضاً وزيري خارجية تركيا وإيران (أ.ف.ب)
وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في اجتماع أنطاليا أمس الذي ضم أيضاً وزيري خارجية تركيا وإيران (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه أبلغ نظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، عدم قبول بلاده مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في أي اجتماعات دولية تخص تسوية الأزمة السورية.
وقال جاويش أوغلو عقب لقاء مغلق جمعه أمس، مع نظيريه الروسي والإيراني في مدينة أنطاليا (جنوب تركيا) للتحضير للقمة التي تعقد بين رؤساء الدول الثلاث بعد غد الأربعاء في مدينة سوتشي، إنه نقل إلى نظيريه حساسية أنقرة في هذا الشأن.
وسبق أن أبدت أنقرة اعتراضاً على إعلان روسيا دعوة الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي كان مزمعاً عقده في مدينة سوتشي الروسية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، والذي تأجل بسبب اعتراض تركيا على مشاركة الاتحاد الديمقراطي فيه، فضلاً عن اعتراضات مماثلة من جانب غالبية مكونات المعارضة السورية.
وقال جاويش أوغلو إنه تناول مع نظيريه لافروف وظريف، النقاط الرئيسية التي ستجري مناقشتها خلال قمة سوتشي، الأربعاء، موضحاً أن الغرض من هذه القمة هو «إجراء تقييم لأهم الإنجازات التي حققتها الدول الثلاث الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا (روسيا وتركيا وإيران) حتى الآن، والخطوات التي يجب اتخاذها إزاء الأزمة السورية».
وأضاف: «بالتزامن مع عملية آستانة، تمكنا بالتعاون مع روسيا من تأسيس وقفٍ لإطلاق النار على الأرض، وقطع مسافة طويلة بالمعنى الإيجابي في إقامة مناطق لخفض التصعيد... الظروف على الأرض في سوريا أفضل بكثير الآن مقارنة بالعام الماضي. لكن لا يمكن الحفاظ على هذه الإنجازات دون تتويج هذه المرحلة بإيجاد حل سياسي في ظل استمرار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي». ولفت إلى أن الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران)، سوف تواصل العمل في الملف السوري، استناداً إلى مخرجات وقرارات القادة في قمة سوتشي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه تمت مناقشة كل المسائل المرتبطة بالأزمة السورية، وبحث كذلك إمكانية مشاركة الأكراد في مؤتمر الحوار الوطني السوري، وتم الاتفاق على المسائل الهامة التي سيتم إطلاع الرؤساء عليها. وأشار إلى أن رؤساء أركان جيوش الدول الثلاث على اتصال دائم حول التعاون في مناطق خفض التصعيد في سوريا.
وقال: «كان العمل خلال الاجتماع الثلاثي مثمراً جداً، واتفقنا على جميع القضايا الرئيسية وسوف نخبر الرئيس (بوتين) بتقييماتنا حول الاتجاه المستقبلي، كيف نعزز عملية آستانة التي يجب أن تهيئ الظروف الملائمة حتى تمتلك عملية جنيف بعض الأدوات الفعالة لحل المشاكل المذكورة في قرار مجلس الأمن 2254».
وبدوره قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الاجتماع ناقش سبل تأمين وقف إطلاق النار في سوريا «ونعمل مع تركيا وإيران على ضمان نجاحه، كما نعمل معاً على التحضير لحوار جامع بين السوريين حول الانتقال السياسي».
واجتمع وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران، أمس، في أنطاليا لبحث الملفات التي ستناقشها قمة سوتشي التي ستضم الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب إردوغان.
وقالت مصادر عسكرية تركية أمس الأحد، بالتزامن مع الاجتماع الثلاثي، إن قافلة من العربات التابعة للجيش التركي وصلت مساء أول من أمس إلى نقاط المراقبة التي يجري إنشاؤها في إدلب وغرب حلب على الخط المحاذي لمنطقة عفرين التي تخضع لسيطرة الاتحاد الديمقراطي الكردي، بموجب اتفاق الدول الضامنة لمسار آستانة (تركيا وروسيا وإيران) في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي.
ودخلت قوات من الجيش التركي إلى إدلب ومحيطها في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحسب الاتفاق الذي قضى بنشر عناصر من القوات التركية داخل إدلب وأخرى من القوات الروسية والإيرانية خارجها.
وتسعى القوات التركية إلى إنشاء 12 نقطة للمراقبة الأمنية في منطقة خفض التصعيد، وتم نشر القوات في نقاط استراتيجية بالقرب من الحدود التركية مع عفرين ومنبج، لمراقبة المنطقة بهدف منع الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام السوري، فيما تسعى أنقرة لوضع خطة لعملية مقبلة في المنطقتين الأخريين، وانتهى الجيش التركي بالفعل من إنشاء 6 نقاط للمراقبة في جميع أنحاء إدلب.
وقام الجيش التركي من خلال عمليات الانتشار في إدلب بتطويق عفرين ونشر نقاط المراقبة على بعد نحو 4 كيلومترات من مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب الكردية» في عفرين.
واستبق إردوغان قمة سوتشي التي تعقد الأربعاء مع نظيريه الروسي والإيراني، وأعلن أول من أمس (السبت) تمسك بلاده باستكمال عملية إدلب، ثم تحرير عفرين وتسليم مدينة منبج لأصحابها الأصليين، وتطهير باقي المناطق الأخرى من بقية المنظمات الإرهابية (في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يسيطر على المدينتين).
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوقع أن يطرح إردوغان خلال قمة سوتشي خطة عسكرية تركية للسيطرة على عفرين، بالتنسيق مع فصائل من «الجيش السوي الحر» على غرار عملية «درع الفرات» لانتزاعها من سيطرة القوات الكردية، سعياً للحصول على موافقة روسيا وإيران، لا سيما أن روسيا تنشر وحدات للمراقبة قرب المدينة التي تشكل جيباً مقلقاً لتركيا على حدودها الجنوبية يسمح بالتواصل بين مناطق الأكراد في العراق وسوريا، ويتيح للأكراد ممراً إلى البحر المتوسط.
وأكد إردوغان مراراً أهمية عفرين الكبيرة بالنسبة لتركيا و«الحاجة إلى تطهيرها من الميليشيات الكردية»، وعملت القوات المنتشرة في إدلب ومناطق «درع الفرات» على تطويقها.
وبحسب المصادر، ستناقش قمة الأربعاء في سوتشي، الخلاف حول مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري، الذي اقترحته روسيا في الجولة الأخيرة من محادثات آستانة، ودعت إليه جميع الفصائل والجماعات المقاتلة في سوريا، بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن أن السبب الرئيس لعقد قمة سوتشي هو مسألة إدلب قائلاً: «نريد أن يكون وقف إطلاق النار دائماً في العملية التي سميناها منطقة خفض التصعيد».
ومن المنتظَر، بحسب المصادر، بحث الخطوات الميدانية لاستكمال تطبيق اتفاق مناطق خفض التصعيد، وفي مقدمتها مهام قوات المراقبة التابعة الدول الثلاث بعد انتشارها في المناطق المشمولة بالاتفاق.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.