نجاة قائد الأمن المركزي في شمال سيناء من محاولة اغتيال

مقتل شرطي ومواطن في هجومين مسلحين

TT

نجاة قائد الأمن المركزي في شمال سيناء من محاولة اغتيال

قالت مصادر أمنية ومحلية مصرية إن أحد عناصر الشرطة ومواطناً شاباً قُتِلا في حادثين متفرقين شمال سيناء المضطربة، في حين نجا قائد الأمن المركزي بالمحافظة من محاولة اغتيال نفذها مسلحون مجهولون.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، عام 2013، إثر احتجاجات حاشدة على حكمه، كثف المتشددون هجماتهم على عناصر الجيش والشرطة في مصر، خصوصاً في شمال شبه جزيرة سيناء.
ويخوض الجيش المصري هناك حرباً شرسة للقضاء على متشددين موالين لتنظيم داعش، ينشطون في الجزء الموازي للحدود مع قطاع غزة. وسبق أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن العشرات من العمليات الإرهابية هناك.
وﻧﺠﺎ اللواء ناصر الحسيني قائد الأمن المركزي بالعريش، وأفراد شرطة آخرون من محاولة اغتيال جرت، مساء أول من أمس (السبت)، باستخدام عبوة ناسفة فجرها مسلحون في قول أمني يقوده قائد الأمن المركزي خلال مروره على منطقة الخزان بدائرة قسم ثالث العريش.
وأضاف المصدر أن العبوة انفجرت بعد مرور القول الأمني الذي يقل اللواء ناصر الحسيني وعدداً من القوات على منطقة الخزان.
وقالت مصادر محلية في شمال سيناء، إن مسلحين استهدفوا شاباً يُدعى محمود سلام وأردوه قتيلاً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ، فيما أصيب معه اثنان ﻣﻦ أطفاله ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ عبوة ﻧﺎﺳﻔﻪ وُضِعت في سيارته وسط مدينة الشيخ زويد شمال سيناء.
وأوضحت المصادر أن الشاب (ﻳﺒﻠﻎ 38 عاماً) يُعد ﻣﻦ أبرز ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ 103 الداعمة لقوات الجيش في المدينة.
وفي مدينة العريش، كبرى مدن شمال سيناء، أعلنت مصادر طبية وأمنية مقتل عريف شرطة برصاص عناصر مسلحة، أثناء سيره في أحد شوارع دائرة قسم شرطة ثانٍ العريش.
وأشارت المصادر إلى نقل جثة العريف إلى مستشفى العريش العام، وأخطرت الجهات المعنية للتحقيق، فيما تقوم قوات الشرطة بتمشيط المنطقة للبحث عن المتورطين في الحادث، بجانب نشر أوصاف السيارة على الكمائن والحواجز الأمنية في مختلف مناطق مدينة العريش.
إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل إعادة محاكمة 22 متهماً من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، يتقدمهم الرئيس الأسبق محمد مرسي والمرشد العام للجماعة محمد بديع، إلى جلسة 3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات العنف المسلح داخل مصر وخارجها بقصد الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.
ووافقت المحكمة على طلب محمد مرسي بالسماح له بإجراء فحوصات طبية شاملة على نفقته الخاصة، وأثبت ممثل النيابة العامة في مستهل الجلسة تنفيذ جميع قرارات المحكمة التي كانت قد أصدرتها من قبل.
وقامت المحكمة برفع الجلسة أثناء نظر القضية، حتى يتم وضع شاشات عرض داخل قفص الاتهام ليتمكن المتهمون من مشاهدة الأحراز المصوَّرة، وتوقيع الكشف الطبي على المتهمين محمد مرسي وعصام الحداد، غير أن مرسي رفض أن يتم توقيع الكشف الطبي عليه، فيما استجاب عصام الحداد وقام الطبيب بإعطائه العلاج اللازم، وأفاد بتقريره الطبي أن الوظائف الحيوية للمتهم عادت إلى المعدلات الطبيعية.
وقامت المحكمة بعرض جانب من الأحراز التي تضمنتها القضية، ومن بينها مراسلات خاصة بمؤسسة الرئاسة، وأخرى تخص جماعة الإخوان، ومحضر التحريات في شأن وقائع القضية، الذي أعده المقدم محمد مبروك بجهاز الأمن الوطني، والمتضمن توصله إلى أن جماعة الإخوان بالتعاون مع التنظيم الدولي للجماعة، تخطط للتحرك مع دعوات التظاهر في 25 يناير (كانون الثاني) 2011 بما يحقق أهداف الجماعة وتنظيمها الدولي في شأن الوصول إلى السلطة في مصر، وقيام محمد مرسي وصلاح عبد المقصود بالسفر إلى تركيا والالتقاء بالقيادي بالتنظيم الدولي الإخواني أحمد عبد العاطي لإطلاعه على مستجدات الأوضاع في مصر.


مقالات ذات صلة

مقتل ثلاثة أشخاص بانفجار قنبلة خلال مهرجان في تايلاند

آسيا تُظهر هذه الصورة مشهداً لموقع تم فيه إلقاء عبوة ناسفة على حشد خلال مهرجان سنوي في تايلاند... الجمعة 13 ديسمبر 2024 (أ.ب)

مقتل ثلاثة أشخاص بانفجار قنبلة خلال مهرجان في تايلاند

أعلنت الشرطة التايلاندية السبت اعتقال شخصين بعد انفجار قنبلة الجمعة خلال إحياء مهرجان بالقرب من الحدود مع بورما؛ ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.