قال خبراء كرويون سعوديون، إن الهلال صعّب المهمة على نفسه في دوري أبطال آسيا، حينما فرط في فوز في متناوله أمام فريق أوراوا الياباني، عندما خرج متعادلاً من مواجهة ذهاب الدور النهائي الذي أقيم على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، أول من أمس السبت.
وأكد الخبراء أن الهلال كان الأفضل فنيا من كافة النواحي، دفاعا وهجوما، وخصوصا في الشوط الأول، إلا أن الظروف تكالبت عليه تدريجيا، بداية من خروج النجم الأبرز البرازيلي إدواردو، والفرص السهلة التي ضاعت بشكل غريب من الهداف الأبرز للفريق في بطولة دوري أبطال آسيا الحالية، السوري عمر خريبين، واضطرار المدرب لإجراء تغييرات عدة لتحقيق الفوز، إلا أن التوفيق لم يحالف الفريق.
وأشاروا إلى أن الفريق الياباني حضر للتعادل وحقق مراده، رغم أنه لم يكن يستحق فنيا الخروج بالنتيجة، قياسا بعدد هجماته على مدار الشوطين التي لم تتجاوز الثلاث هجمات، بما فيها التي سجل منها الهدف الوحيد الذي جاء بخطأ فني من قبل المدافع محمد جحفلي.
وأوضح الخبراء أن المدرب دياز قام بعمل كل ما هو مطلوب، خصوصا من حيث المجازفة الهجومية المكثفة في الشوط الثاني، بإخراج لاعب محور هو عبد الله عطيف، والزج بالمهاجم مختار فلاتة، لكن هذا التغيير لم يكن موفقا بنسبة كبيرة، خصوصا أن مختار كان بعيدا جدا عن المنافسة والمشاركة أساسيا، أو حتى بديلا، وهذا ما جعله يرتبك في إحدى الكرات السانحة التي تهيأت أمامه، وخرجت عن سيطرته بكل سهولة.
وأشاروا أن المباراة لم تنته بعد؛ لأن الهلال سيقاتل بكل تأكيد أمام الفريق الياباني في طوكيو، ولن يرضى أن يسلم البطولة على طبق من ذهب لفريق أوراوا الذي ظهر أمام الجميع بكونه ليس الفريق المرعب؛ بل إنه كان محظوظا جدا بحصد تعادل كان بالنسبة له أشبه بالفوز.
ووصفوا خروج إدواردو مصابا بالمؤثر جدا على توازن الفريق؛ خصوصا في الجانب الهجومي، على اعتبار أن هذا اللاعب يتوغل بشكل دائم مستغلا مهاراته العالية، وكذلك لديه تركيز كبير أمام المرمى، كما يمتاز باستغلال الكرات العالية التي تحصل عليها الهلال في عدة فرص، دون أن تجد من يكمل الكرة داخل الشباك.
من جانبه اعتبر سمير هلال المدرب السعودي والمحاضر في الاتحاد الآسيوي، أن ما حصل من سيناريو في مباراة الهلال وأوراوا الياباني كان متوقعا بشكل كبير؛ خصوصا أن المباريات النهائية عادة ما تشهد أحداثا مثيرة، ولا تخلو من السيناريوهات التي تكون خارج الحسبان لشريحة واسعة من المتابعين.
وأضاف: «الهلال تعرض لظروف قاهرة وصعبة جدا في وقت مبكّر من المباراة، بعد أن تلقى هدفا مباغتا، وزادت الأمور سوءا الإصابة التي تعرض لها النجم الأبرز في الهلال كارلوس إدواردو، ما استدعى خروجه، وكما هو معروف أن النجوم الكبار في الأندية، حتى العالمية منها، يكون لهم أثر فني ومعنوي على الفريق بشكل عام».
واعتبر هلال أن الفريق الهلالي أظهر عزيمة كبيرة في المباراة، رغم الظروف الصادمة والقاهرة في وقت مبكّر، واستطاع العودة وتسجيل هدف التعديل، وأضاع كثيرا من الفرص السانحة للتسجيل، حيث أن أضاع لاعبوه أكثر من 7 فرص كانت سانحة لإسكان الكرة في الشباك اليابانية، منوها بأن ذلك يثبت سيطرة الهلال على المباراة.
وحول خيارات المدرب دياز الفنية، قال هلال: «في ظل الظروف الصعبة والضغوط التي كانت على الهلال، كان من الطبيعي أن يكون المدرب هو الأقرب للتعامل مع الأحداث، حيث كان إشراك نواف العابد بدلا من إدواردو طبيعيا وتغييرا إجباريا ناجحا، أما الاستعانة بمحمد كنو ومختار فلاتة فقد يكون هناك نقد في خياراته؛ خصوصا أن اللاعبين ليس لديهما خبرة في مثل هذه الظروف التي حصلت في المباراة، والتي يمكن أن يتعامل معها نجوم ذوو خبرة، مثل محمد الشلهوب؛ لكن الواضح أن دياز رأى في إشراك مختار فلاتة تحديدا أنه قد يكون أكثر إيجابية، على اعتبار أن اللاعب عائد من صفوف المنتخب في معسكره الأخير، ولذا كان في وضع مناسب، كما رأى المدرب».
وأكد المدرب الوطني أن الفريق الأزرق يتوجب عليه التركيز والانضباط والهدوء في مواجهة الإياب، كون الهدف يأتي في لحظة، الأمر الذي يتطلب «التركيز على الجانب الدفاعي، ومباغتة الفريق الياباني، كما فعل في مواجهة الذهاب، وسيكون من الخطأ فتح الملعب والتسرع، وفرق شرق آسيا معروفة بالانضباط التكتيكي الدقيق، ولذا الأخطاء أمامهم مكلفة، ويجب عدم الاستهانة بالفريق الياباني، لكونه لم يجارِ الهلال في الشوط الأول؛ خصوصا في مواجهة الرياض».
من جانبه، قال عبد العزيز الخالد، المدرب السعودي، إن الهلال تسيّد خلال مجريات المباراة، إلا أنه لم يوفق، ورغم الظروف التي مر بها الفريق في مجريات المباراة من هدف مبكر وإصابة أفضل لاعب، ورغم فرض هيمنته، فإن التوفيق لم يحالفه.
وشدد على أن الهلال لعب مباراة من أفضل المباريات في تاريخه، من تنوع هجومي وتنظيم عال للاعبين داخل الملعب، إلا أن خريبين لم يوفق في استثمار الفرص السانحة، مرجعاً التعادل لتسرع لاعبي الأزرق، باعتباره أحد الأسباب، إلى جانب الاندفاع المبالغ فيه من جهتهم، مشيراً إلى أن الفريق الياباني كان محظوظاً بالتعادل.
وأكد المدرب الخالد أن دياز وفق في التغييرات المنطقية التي أجراها في المباراة، سواء على صعيد الأسماء أو التوقيت، مشيراً إلى أن إصابة إدواردو كانت مؤثرة، واستطاع نواف العابد تعويض خروجه بقوة رغم انقطاعه لفترة طويلة عن المباريات؛ واصفاً التشكيلة التي دخل بها الفريق الأزرق للمباراة بالمثالية، وتدخلات دياز خلال مجريات المباراة بالمنطقية.
وشدد المدرب الوطني على أن الهلال يحتاج في مواجهة الإياب للهدوء والمنطقية في التعامل مع مجريات المواجهة التي ستجمع الفريقين، حيث يحتاج الفريق لخطف هدف والمحافظة عليه، مؤكداً أن الكرة ما زالت في ملعب الهلال، وثقته بلاعبي الأزرق وعودتهم بالكأس.
وأشار الخالد إلى أن مدرب الهلال يحتاج «اللعب بواقعية وعدم الاندفاع، وإشراك الخيبري من البداية، إلى جانب التنظيم الدفاعي الجيد، والهدوء، وعدم الاستعجال، مع التركيز العالي، إضافة إلى عدم الهجوم بالظهيرين في وقت واحد، والإبقاء دائماً على رباعي دفاعي، والمراقبة اللصيقة للعناصر المؤثرة بالفريق المنافس.
من جانبه، شدد المحلل الفني نايف العنزي على أن الهلال لعب مباراة تاريخية، كسر بها هيبة فرق شرق آسيا في النهائيات، وقدم أفضل مستوياته؛ لكن الحظ خذله في كثير من الفرص، وكان على الأقل في الشوط الأول يستحق التقدم بهدفين.
وأكد العنزي أن تدخلات المدرب جميعها منطقية، وإن كان هناك عتب بسيط على الزج بمختار فلاتة بديلاً في وقت مهم، وهو غير معتاد على أجواء مثل هذه المباريات، حتى يتم تجهيزه بالصورة الأمثل، مؤكداً أن كل المعطيات التي حصلت في مباراة الذهاب تشير إلى أن التفاؤل يجب أن يسود الجميع، فالفريق سيلعب من دون ضغوط في اليابان، وسيكون قادرا على العودة باللقب القاري.
بدوره، اعتبر المدرب حمد الدوسري حظوظ الهلال صعبة؛ لكنها غير مستحيلة، من فريق أثبت في أكثر من مناسبة أنه الأفضل حاليا على مستوى الكرة السعودية، وحتى القارة الآسيوية، من حيث وفرة الإمكانات الفنية والحلول، ووجود مدرب كبير وخبير خلف هذا الفريق، قادر على التعامل مع كل الظروف السيئة والمفاجئة التي يمكن أن تحصل.
وحذر الدوسري لاعبي الهلال من التسرع في لقاء الإياب، حيث طالبهم بالتركيز العالي والمحافظة على الشباك، والعمل على مباغتة المرمى الياباني، كون منافسهم سيكون تحت الضغط في حال تقبل هدفا مباغتا، على غرار ما حصل في مباراة الرياض التي كان الفريق الياباني فيها محظوظا جدا.
وأكد أن الفرق اليابانية تمتاز باللعب الانضباطي الكبير، ولذا من المهم ألا يجازف الهلال بفتح الملعب وترك مساحات كبيرة للفريق الياباني الذي عرف عنه قوته على ملعبه، ويختلف كليا عما يكون عليه وضعه خارج ملعبه.
وأوضح أن تدخلات دياز الفنية كانت بمجملها اضطرارية وتنشيطية لخطوط الفريق، وكانت معقولة جدا، وإن كان زجه بلاعبين ممن ليست لديهم خبرة كبيرة، مثل فلاتة وكنو، قد لقي نقدا من المتابعين وبعض المختصين؛ لأن المباريات الكبيرة والحساسة تحتاج نوعية خاصة من اللاعبين الذين يمكنهم التعامل معها، ولذا كان هناك فارق في التأثير الفني، بعد أن شارك نواف العابد في التغيير الأول بديلا لإدواردو، قياسا بما كانت عليه بقية التغييرات حيث ظهر دور كبير للعابد في المباراة، في وقت غاب فيه بشكل مفاجئ عدد من اللاعبين عن مستوياتهم الفنية، مثل سلمان الفرج وحتى سالم الدوسري.
وبين الدوسري أن خروج إدواردو الإجباري كان له أثر سلبي، وظهر ذلك جليا في الشوط الثاني، حينما حاول الفريق الياباني أن يكون أكثر جرأة في مباغتة ومهاجمة المرمى الهلالي، ولا شك أن خروج النجوم من أي فريق يمثل عاملا سلبيا، ليس فنيا فحسب؛ بل يؤثر أيضا على الجانب المعنوي؛ ولكن حكمة المدرب وقدرته على التعامل مع الظروف خلقت التوازن، وإن كانت النتيجة فعلا أقل مما كان منتظرا ومطلوبا. المطلوب كان الفوز المريح وليس التعادل؛ بل الأسوأ أن الفريق الياباني تمكن من التسجيل على أرض الهلال، وهذا عامل سلبي، ومع كل هذه الظروف الهلال قادر على أن يقول كلمته في طوكيو، ويؤكد أنه الأفضل حاليا في القارة الآسيوية، والأجدر بالعودة إلى القمة فيها.
خبراء: الهدوء حل مثالي للهلاليين في «سايتاما»
سمير هلال: تغييرات دياز لم تكن موفقة... الخالد: الخيبري حل في الإياب... والعنزي: الحظ خذل الأزرق
خبراء: الهدوء حل مثالي للهلاليين في «سايتاما»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة