بن دغر يشدد على سرعة تنفيذ المشاريع الخدمية

TT

بن دغر يشدد على سرعة تنفيذ المشاريع الخدمية

شدد رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، على ضرورة سرعة تنفيذ المشاريع الخدمية التي وجهت الحكومة باعتمادها لتخفيف معاناة المواطنين.
وأكد رئيس الوزراء في الاجتماع الذي عقده، بقاعة الاتحادية في عدن أمس، مع أعضاء السلطة المحلية بالعاصمة المؤقتة عدن بحضور وزير الكهرباء المهندس عبد الله الأكوع، أن الحكومة وبتوجيهات من رئيس الجمهورية حسنت مستوى الخدمات في العاصمة المؤقتة بتنفيذ مشاريع في الكهرباء والطرقات والمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة والاتصالات والنظافة، وستواصل جهودها وبما يلبي تطلعات المواطنين... مشيراً إلى حجم الصعوبات التي تواجهها في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها بلادنا جراء الحرب الهمجية التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح وهدمت كل مؤسسات الدولة. واستمع رئيس الوزراء إلى شرح مفصل من القائم بأعمال محافظ عدن أحمد سالمين ووكلاء المحافظة ومدراء المؤسسات الخدمية عن مستوى الخدمات في مختلف القطاعات وسير العمل في المؤسسات ومدى إنجاز المشاريع المنفذة.
وأشاد أعضاء السلطة المحلية بالدعم السخي الذي قدمته الحكومة لجميع القطاعات، والذي انعكس إيجابا على تحسن مستوى الخدمات.
كما اطلع رئيس الوزراء على الدراسات والخطط المستقبلية لتنفيذ عدد من المشاريع في خدمة الكهرباء وتحويل المحطات التي تعمل بالديزل والمازوت إلى غاز وإمكانية الاستغناء عن الطاقة المشتراه التي تحمل ميزانية الدولة أعباء إضافية.
وحث رئيس الوزراء مسؤولي السلطة المحلية بالعمل بكل تفانٍ وإخلاص وأن يكونوا عند مستوى المسؤولية في خدمة المواطن والالتزام بالأنظمة والقوانين في كل الإجراءات والمناقصات.
وكان بن دغر ذكر خلال اجتماعه مع المكتب التنفيذي بعدن أول من أمس، أن العاصمة المؤقتة «هي مثالنا ومنهجنا للتقدم، فإن تقدمت عدن أخذتنا معها وإن تأخرت عدن أثّرت في وجودنا، لذلك نقول فالأمن في عدن - هو أمن لليمن كلها، فإن استقرت الأوضاع الأمنية في عدن استقرت في باقي المحافظات، وخصوصاً الآن أنها هي العاصمة وهي قبلة اليمنيين»، وزاد بالقول: «نحن بحاجة إلى أن نعالج أوضاعنا كلها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكن أن نبدأ بالأمن أولاً، عدن تعيش أزمة، أزمة أمنية حقيقية، فإن لم نتنبه إليها فستقودنا هذه الأزمة إلى أزمة عامة وشاملة في المناطق المحررة أولاً وبعد هذا في مناطق اليمن كلها، ولهذا السبب فإن التحدي الأكبر الآن هو تحدي فرض الأمن والاستقرار على كل الأطراف، وعلى كل الهيئات وعلى كل المؤسسات واحترام القانون واحترام حقوق المواطن في هذا البلد».
وأكد رئيس الوزراء اليمني أن اليمن لم تكن في يوم من الأيام إطلاقاً أسوأ مما هي عليه الآن، في كل المراحل كان اليمنيون يشعرون في الشمال وفي الجنوب وفي الشرق والغرب بوحدة لم تكن موجودة حتى في بعض الأقطار العربية الحديثة منها والقديمة، كان اليمني يعتز بيمنيته ويفتخر بهذا اليمن وينتمي إليه بكل فخر، الآن نحن نتحدث عن هويات أخرى، هويات ليس لها علاقة بنا إطلاقاً.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.