بوفون... سجل اسمه في قائمة أفضل حراس المرمى على مر التاريخ

أحد عمالقة «الساحرة المستديرة» يودع بالدموع مسيرة زاخرة مع المنتخب الإيطالي

TT

بوفون... سجل اسمه في قائمة أفضل حراس المرمى على مر التاريخ

ولد الحارس الإيطالي العملاق جيانلويجي بوفون في مدينة كرارا بإقليم توسكانا الإيطالي، الذي استخرج منه الرخام الذي استخدمه الفنان العالمي الشهير مايكل أنغلو في صناعة تمثال داود في عصر النهضة قبل 500 عام من الآن. وقد يجرى استخراج جزء آخر من الرخام لصناعة تمثال جديد لأفضل حارس مرمى في تاريخ إيطاليا، والذي اعتزل اللعب الدولي والدموع تملأ عينيه خلال الأسبوع الحالي، بعد المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام السويد وفشل منتخب «الأزوري» في الصعود لكأس العالم الصيف المقبل بروسيا، لكن هذه الأفعال في تلك المواقف الصعبة هي التي تحجز لبوفون مكانا بين العظماء في تاريخ الساحرة المستديرة. لكن الشيء الذي سيعجز أعظم النحاتين في العالم عن إظهاره هو ما يقدمه بوفون داخل المستطيل الأخضر، إذ يمكنك أن تقضي 90 دقيقة كاملة في مشاهدة التعبيرات المختلفة التي تظهر على وجهه، بدءا من الغضب الشديد والواضح في عينيه إلى الابتسامة الماكرة، كما ستعجب أيضاً بالطريقة التي يقدم بها نفسه للمنافسين على أنه تجسيد للصمود والعزيمة والروح الرياضية العالية.
لقد أمتعنا بوفون بتصدياته الخرافية التي لا يمكن لغيره أن يقوم بها، والتي ظهرت منذ بداية مسيرته الحافلة بالإنجازات من خلال تصديه للتسديدة القوية من اللاعب الإيطالي الكبير أندريا بيرلو عندما كان اللاعبان في بداية مشوارهما الكروي عام 1996، فكان بيرلو يدافع عن ألوان إنتر ميلان في الوقت الذي كان يحرس فيه بوفون عرين نادي بارما. سدد بيرلو كرة قوية لكن بوفون أنقذ الكرة ببراعة في مشهد أظهر للجميع أن هذا الحارس الشاب سيكون له مستقبل كبير في عالم كرة القدم. وعلاوة على ذلك، سوف يتذكر الجميع أن بوفون قد ساهم بشكل كبير في تطور أزياء حراس المرمى، بداية من القمصان قصيرة الأكمام التي كان يرتديها.
ولا يلقي أي شخص باللوم على بوفون في إخفاق المنتخب الإيطالي الكارثي في الوصول لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 60 عاما بعد تعادله السلبي أمام السويد الاثنين الماضي. فقد ظهر بوفون وزملاؤه في خط الدفاع - والذين ساهموا في حصول نادي يوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي الممتاز ست مرات متتالية خلال الفترة بين عامي 2011 و2017 وهم ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وجورجيو كيليني - بمستوى جيد أمام السويد على ملعب «سان سيرو». وحتى الهدف القاتل الذي استقبلته شباك إيطاليا في السويد قبل ثلاثة أيام من تلك المباراة جاء من تسديدة خدعت بوفون عدما غيرت اتجاهها نتيجة اصطدامها بلاعب آخر. وخلال مباراة العودة، قدم بوفون وخط دفاعه مباراة جيدة تتماشى مع الدفاع القوي المعروف عن الطليان بصفة عامة، لكن المشكلة كانت تكمن في مكان آخر وليس في خط الدفاع.
وكانت مباراة إيطاليا أمام السويد هي المباراة رقم 77 التي يحافظ فيها بوفون على نظافة شباكه خلال الـ175 مباراة الدولية التي دافع فيها عن ألوان المنتخب الإيطالي، وهما رقمان قياسيان من بين كثير من الأرقام القياسية التي حققها الحارس العملاق. كان بوفون يمني النفس بأن يصبح أول لاعب كرة قدم في التاريخ يلعب في خمس نهائيات لكأس العالم، وربما كان من الممكن أن يرتفع هذا العدد إلى ست بطولات لكأس العالم لو كان قد استدعي من على مقاعد البدلاء للمشاركة في المباريات خلال نهائيات كأس العالم بفرنسا عام 1998. وقاد بوفون منتخب إيطاليا للوصول لدور الستة عشر في كأس العالم 2002، ثم الحصول على لقب المونديال عام 2006، لكنه تعرض لإصابة في المباراة الافتتاحية لإيطاليا في كأس العالم 2010، قبل أن يخرج منتخب بلاده من دور المجموعات في كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وفي الحقيقة، تعكس النتائج التي حققتها إيطاليا المستوى الذي وصلت إليه كرة القدم الإيطالية بصفة عامة خلال الـ15 عاما الماضية. وكان الانتصار الأعظم للمنتخب الأزوري خلال هذه الفترة عام 2006 قد جاء عن طريق الفوز بركلات الجزاء الترجيحية على منتخب فرنسا الذي خاض اللقاء بعشرة لاعبين بعد استفزاز أفضل لاعب في العالم آنذاك زين الدين زيدان وحصوله على البطاقة الحمراء. وبعد ذلك، ودعت إيطاليا المونديال مرتين متتاليتين من دور المجموعات، وهو ما يعكس تدهور مستوى الدوري الإيطالي الممتاز، الذي أصبح يتعين عليه الآن أن يعمل على استعادة أمجاده بعد سنوات من الفضائح وغياب النجوم.
ولو نجح خط هجوم المنتخب الإيطالي في إحراز هدفين في مرمى السويد في المباراة التي أقيمت على معلب «سان سيرو» مساء الاثنين الماضي، لشارك بوفون في كأس العالم الصيف المقبل وهو في الحادية والأربعين من عمره. وقد تكون هذه بمثابة إشارة أخرى على وجود شيء خاطئ في كرة القدم الإيطالية، وهو اعتمادها على اللاعبين الكبار في السن، ويكفي أن نعرف أن دينو زوف، الحارس الكبير لنادي يوفنتوس ومنتخب إيطاليا، كان في الحادية والأربعين من عمره أيضاً عندما خاض آخر مباراة دولية من المباريات الـ112 التي لعبها بقميص منتخب إيطاليا، وكان ذلك بالتحديد في مايو (أيار) 1983، وللمفارقة كانت هذه المباراة أيضاً أمام السويد وخسرها منتخب إيطاليا ليفشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 1984. وكان أصغر لاعبين في تشكيلة المنتخب الإيطالي في مباراة السويد الأخيرة أمام السويد في الخامسة والعشرين من العمر!
ويجب أن نشير إلى أنه عندما فاز المنتخب الإيطالي بكأس العالم في إسبانيا عام 1982، كان الفريق يضم، إلى جانب زوف الذي كان في الأربعين من عمره، المدافع جوزيبي بيرغومي الذي كان في الثامنة عشرة من عمره وواصل الدفاع عن ألوان المنتخب الإيطالي في 81 مباراة دولية. وكان نجم الفريق آنذاك باولو روسي، الذي سجل في كل جولة من جولات البطولة، في الخامسة والعشرين من عمره، كما كان اللاعبون الثمانية الآخرون في التشكيلة الأساسية لمنتخب إيطاليا في المباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية في العشرينات من عمرهم.
يمكنك أن تبحر في الإحصائيات المتعلقة بكرة القدم كما تريد، لكنك لن تجد إجابة محددة بشأن توقيت التحول من الخبرة إلى الشباب في كرة القدم العالمية. لقد حققت ألمانيا طفرة في الاعتماد على الشباب قبل عدة سنوات، وبدأت تجني ثمار ذلك. ويحاول منتخب إنجلترا تبني نهج مماثل في الوقت الحالي، لكن يجب علينا أن ننتظر بطولة كأس عالم وربما بطولتين لكي نرى ما إذا كان النجاح الكبير الذي حققته المنتخبات الإنجليزية تحت 17 عاما و20 عاما سيتحول إلى نجاح مماثل على مستوى المنتخب الأول في البطولات القارية أم لا.
ولا تظهر الحقيقة إلا بعد فوات الأوان، وهذا هو ما حدث مع منتخب إيطاليا خلال هذا الأسبوع، بعد أن تمسك لفترة طويلة بالاعتماد على الحرس القديم. ولم يتمكن المدير الفني لمنتخب إيطاليا، والذي لم يكن اختياره موفقاً على الإطلاق، من تجديد دماء الفريق بالشكل الذي ربما كان من الممكن أن يقوم به مدير فني مثل أنطونيو كونتي في حال توليه المسؤولية. وسوف تبدأ عملية إعادة بناء الفريق مرة أخرى باعتزال بوفون والاعتماد على حارس ميلان البالغ من العمر 18 عاما جيانلويجي دوناروما في حراسة المرمى.
وكانت أول مرة يشاهد فيها الإنجليز بوفون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2000، في المباراة الودية التي أقيمت في تورينو. وكان بوفون، الذي كان في الثانية والعشرين من عمره آنذاك، يلعب خلف خط دفاع قوي مكون من فابيو كانافارو وأليساندرو نيستا وباولو مالديني. وكانت المواجهة الثانية بعد 15 عاما، وبالتحديد في مارس (آذار) 2015، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق وأقيمت في الملعب الجديد لنادي يوفنتوس الإيطالي.
وبعد اعتزاله اللعب الدولي، سيكون بوفون متقدما على الحارس الإسباني إيكر كاسياس، منافسه الأقوى من بين حراس المرمى الأوروبيين في القرن الحادي والعشرين، بثماني مباريات دولية. يذكر أن كاسياس، الذي فقد مكانه في صفوف المنتخب الإسباني لصالح ديفيد دي خيا، أصغر من بوفون بثلاث سنوات، لكنه يتفوق عليه فيما يتعلق بالحصول على البطولات الدولية، حيث حصل على كأس الأمم الأوروبية مرتين ودوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، وهما البطولتان اللتان لم يحصل عليهما بوفون، لكن الحارس الإيطالي حصل على ثمانية بطولات للدوري المحلي مقابل خمسة لكاسياس. لا يتعين عليك أن تختار الأفضل من بينهما، لكن يجب عليك أن تعتبر نفسك محظوظا لأنك عشت في هذه الحقبة التي لعب خلالها الحارسان العملاقان بكل مهارة وحماس وذكاء والتزام وساعدا على إعادة تعريف فن حراسة المرمى في عالم كرة القدم.
وهكذا بالدموع والأسى بعد الفشل في بلوغ نهائيات مونديال 2018، ودع بوفون مرحلة زاخرة مع المنتخب الإيطالي، جعلت منه أحد أفضل حراس المرمى في التاريخ. وبدلا من أن تنتهي المسيرة تحت أضواء الملاعب الروسية المضيفة لمونديال 2018، وجد بوفون نفسه يكفكف دموعه بعد التعادل السلبي لمنتخب بلاده أمام ضيفه السويدي.
وقال بوفون وهو شبه منهار لقناة «راي» الإيطالية: «لا أشعر بالأسى تجاه نفسي بل تجاه الكرة الإيطالية. لقد فشلنا في أمر يعني الكثير على الصعيد الاجتماعي». وأضاف: «أنا واثق من وجود مستقبل لكرة القدم الإيطالية لأننا شعب يملك كبرياء وتصميما وبعد السقوط نجد دائما وسيلة للنهوض».
والمفارقة أن مسيرة بوفون مع المنتخب الإيطالي بدأت كما انتهت: في ملحق مؤهل إلى نهائيات كأس العالم. تحت ثلوج العاصمة الروسية موسكو عام 1997، تعرض الحارس السابق للمنتخب جانلوكا باليوكا للإصابة، ودفع مدرب المنتخب في حينها تشيزاري مالديني، باليافع بوفون. سأل مالديني بوفون: «هل تشعر بأنك قادر على الحلول بديلا؟»، ولم يخيب الحارس الشاب الآمال: لعب، وكان جيدا، كما هو الحال في كل مرة تقريبا وقف بين الخشبات الثلاث.
منذ ذلك العام، لم يغب بوفون عن المنتخب: بداية كحارس احتياطي، ولاحقا كحارس أساسي، وحامل شارة القيادة في ختام مسيرته. مع يوفنتوس، كان بوفون صمام الأمان خلف الدفاع، وساهم في ثمانية ألقاب أحرزها فريق «السيدة العجوز» في الدوري الإيطالي. ومع المنتخب، شكل مفتاحا أساسيا في إحراز لقب كأس العالم 2006، إذ تلقى مرماه هدفين فقط في سبع مباريات، وهو رقم قياسي يتشاركه مع الحارسين السابقين الإسباني إيكر كاسياس والفرنسي فابيان بارتيز.
إلا أن بوفون ينفرد عن أقرانه بكونه حارس المرمى الوحيد الذي أحرز جائزة أفضل لاعب التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للعبة (2003).
وفي مباراته الدولية الأخيرة، ستبقى الدموع الذكرى المحفورة عن بوفون، إضافة إلى تقدمه إلى منطقة الجزاء السويدية خلال ركلتين ركنيتين لمنتخب بلاده في المراحل الأخيرة من المباراة. كما ستبقى عالقة في الذاكرة طريقته في أداء النشيد الوطني: مغمض العينين وممسكا بقوة بكتف زميله في المنتخب الواقف إلى جانبه، أيا يكن.
بدأ بوفون الذي يتحدر من عائلة رياضة (والدته كانت رامية للقرص، ووالده رافعا للأثقال) مسيرته مع نادي بارما، وأحرز معه كأس إيطاليا والكأس السوبر الإيطالية وكأس الاتحاد الأوروبي، قبل الانضمام إلى يوفنتوس عام 2001 في صفقة قدرت بنحو 51 مليون يورو. أحرز مع «السيدة العجوز» الألقاب المحلية، إلا أنه افتقد اللقب القاري الأغلى: دوري أبطال أوروبا الذي بلغ مباراته النهائية مرتين في المواسم الثلاثة الماضية، دون أن يتمكن من إحراز اللقب.


مقالات ذات صلة

ماندي مدافع منتخب الجزائر يساند قرار «كاف»

رياضة عربية عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)

ماندي مدافع منتخب الجزائر يساند قرار «كاف»

أعرب عيسى ماندي، مدافع منتخب الجزائر لكرة القدم، عن تأييده لقرار تنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا كل أربعة أعوام.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)

لوكا زيدان... شباك نظيفة أمام السودان تعني ضغوطاً أكبر

لم يكن الفوز الكبير لمنتخب الجزائر على السودان بنتيجة 3 / صفر في مستهل مشواره في بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، مجرد بداية قوية للبطولة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)

«أمم أفريقيا»: التعادل مع مالي يعمق الانتقادات حول اختيارات الركراكي

لم يكن التعادل الذي حققه المنتخب المغربي أمام مالي مجرد تعثر عابر في مسار كأس أمم أفريقيا، بل تحول إلى محطة مفصلية أعادت إلى السطح نقاشاً فنياً محتدماً.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية البوسني فلاديمير بيتكوفيتش مدرب الجزائر (أ.ب)

بيتكوفيتش يطالب لاعبي الجزائر بتقديم أداء أفضل أمام بوركينا فاسو

قال البوسني فلاديمير بيتكوفيتش مدرب الجزائر، الأحد، إن فريقه سيحاول تحقيق الفوز وتقديم ​أداء مقنع عندما يواجه بوركينا فاسو.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم يشيد بروح لاعبي يونايتد في الفوز على نيوكاسل

اعترف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بأن فوز فريقه على نيوكاسل يونايتد الجمعة في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ​لم يكن جميلاً على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.