الحكومة التونسية تتوصل لاتفاق مع اتحاد الشغل لرفع سن التقاعد

ضمن إجراءات إصلاح القطاع العام

TT

الحكومة التونسية تتوصل لاتفاق مع اتحاد الشغل لرفع سن التقاعد

قال مسؤول تونسي أمس، إن الحكومة توصلت لاتفاق مبدئي مع اتحاد الشغل لرفع سن التقاعد عامين، إلى 62 عاماً، بشكل إجباري في القطاع العام، وذلك في إطار مساعي الحكومة للحد من التعيينات الجديدة وكبح ميزانية الأجور.
ونقلت وكالة «تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية عن كمال المدوري، المسؤول بوزارة الشؤون الاجتماعية، قوله إن «الحكومة اتفقت مع الاتحاد العام التونسي للشغل على التمديد في سن التقاعد في القطاع العام بجعله إجبارياً إلى حدود سن 62 عاماً، واختيارياً إلى حدود 65 سنة، وذلك بداية من 2020».
وقال عبد الكريم جراد الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل لوكالة «رويترز»: «هناك اتفاق مبدئي على رفع سن التقاعد، ولكنه ضمن حزمة إجراءات أخرى تخص الصناديق الاجتماعية، التي يجب أن تنفذ كاملة».
وأضاف: «نحن ملتزمون بهذا الاتفاق ولكن فقط إذا تم إقرار كل النقاط التي اتفقنا عليها مع الحكومة، ومن بينها رفع المساهمات المخصصة للصناديق الاجتماعية على الأجراء والمؤجرين، وإقرار مساهمة أخرى بنسبة واحد في المائة وردت في الميزانية».
وتعاني الصناديق الاجتماعية من عجز كبير يصل إلى نحو مليار دولار.
وفرضت الحكومة في مشروع موازنة 2018 ضريبة بنسبة واحد في المائة على الموظفين والشركات لتمويل الصناديق الاجتماعية، وهو ما يرفضه اتحاد أصحاب المؤسسات المعروف باسم «اتحاد الصناعة والتجارة في تونس»، الذي هدد بإغلاق الشركات إذا استمر ما سماه «الاستهداف الجبائي» ضده.
وتواجه تونس صعوبات في الموازنة المالية للبلاد، ولكنها أيضاً أمام ضغوط قوية من المقرضين الدوليين لتدشين حزمة إجراءات لخفض الدعم وإصلاح القطاع البنكي وتحسين تحصيل الضرائب، علاوة على خفض نفقات الأجور التي تعتبر من أعلى المعدلات في العالم.
وتأمل الحكومة بخفض العجز في 2018 إلى 4.9 في المائة مقارنة بنحو ستة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2017، بينما تتوقع رفع النمو إلى ثلاثة في المائة في 2018 مقارنة مع 2.3 المائة في 2017.
وقال مسؤول حكومي رفيع نهاية الشهر الماضي لـ«رويترز»، إن تونس تعتزم تسريح 16 ألفاً و500 موظف في القطاع العام بشكل طوعي خلال عامي 2017 و2018 في إطار إصلاحات تهدف لخفض العجز.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».