السودان: البشير يجدد تمسكه بالشريعة وتحقيق التنمية

اتهم قيادات في حزبه بتعطيل التنمية في ولاية الجزيرة

TT

السودان: البشير يجدد تمسكه بالشريعة وتحقيق التنمية

جدد الرئيس السوداني عمر البشير تمسكه بتطبيق الشريعة الإسلامية، والمضي قدماً في التنمية في ذات الوقت، متهماً قادة فصلوا عن الحزب الحاكم الذي يترأسه بتعطيل التنمية في ولاية الجزيرة، التي يتهم مواطنوها المركز الاتحادي باستهدافها.
وقال الرئيس البشير في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي بمنطقة وسط الجزيرة وغربها أمس إن حكومته متمسكة بالشرعية الإسلامية، وإنه جاء مخلصاً لأجل الدين، «ولو كره الكافرون والمعارضون»، موضحا في مخاطبة أمام حشد من المؤيدين الذين استقبلوه بالهتافات أن «معيار نجاح السياسي هو الجماهير»، وأنه كلما ذهب لمكان في ولاية الجزيرة وجد التأييد، وقال بهذا الخصوص: «هذا يدل على أن الناس سعيدة بما تحقق، وأنه مدعاة للمضي إلى الأمام».
وتعهد البشير بالمضي قدماً في تحقيق التنمية في ولايات السودان كافة، بقوله: «سنمضي في طريق التنمية، وننشئ المدارس والطرق والمباني الرياضية».
وكان البشير قد أعلن أول من أمس رفع حالة الطوارئ، التي أعلنها في ولاية الجزيرة منذ نحو عشرة أيام، على خلفية توترات بين عضوية حزبه في الولاية. وأصدر مستنداً أمر طوارئ، حل بموجبه مجلس ولاية الجزيرة التشريعي «البرلمان الولائي»، بسبب خلافات بين والي الولاية محمد طاهر أيلا، وقادة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أدت لفصل 19 منهم عن الحزب في الولاية، وهم في ذات الوقت أعضاء في المجلس التشريعي المحلول، والبالغ عدد أعضائه 94 عضواً.
وأعلن والي الولاية محمد طاهر أيلا أول من أمس أن قيادات الولاية وجماهيرها، تدعم ترشيح الرئيس عمر البشير في انتخابات 2020، باعتباره القادر على قيادة السودان لتجاوز «محنته» والوصول به لبر الأمان. وتأتي تصريحات أيلا بعد أسبوع من تجديد البشير لتعهداته بالتخلي عن حكم البلاد بنهاية حصته الرئاسية الثانية في 2020، وبعد يوم واحد من إعلانه تزكية والي الجزيرة ليخلفه على رئاسة البلاد حال ترشيحه من قبل جمهور الولاية.
وفي السياق ذاته، اتهم البشير أمس قادة من حزبه وبرلمانيين عارضوا سياسات حكومة الولاية والوالي أيلا، بإعاقة عملية التنمية والتقدم في ولاية الجزيرة. وقال في مخاطبة جماهيرية بمدينة المناقل غرب الجزيرة أمس إن والي الجزيرة يحاول أن يعمل «لكن هناك من يعمل على معاكسته ومعارضته، ووقف العمل الذي يقوم به». وحمل البشير مسؤولية تعطيل التنمية لمعارضي سياسات الوالي، بقوله: «أصررت عليه لأن أيلا يعمل ويبني».
وضمن خطاباته التعبوية والجماهيرية، وجه البشير انتقادات حادة للأحزاب السياسية المعارضة في البلاد، وقال إنها «تتحدث ولا تعمل».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.