أستراليا تدرس عرض نيوزيلندا استقبال بعض اللاجئين

TT

أستراليا تدرس عرض نيوزيلندا استقبال بعض اللاجئين

قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول إنه منفتح على عرض قدمته نيوزيلندا لاستقبال بعض اللاجئين الذين تدور حولهم أزمة مع السلطات بجزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة. ويحتشد أكثر من 400 لاجئ في مانوس بمخيم تديره أستراليا منذ أكثر من أسبوعين، ورفضوا الانتقال إلى مساكن مؤقتة جديدة في البلدة الرئيسية خشية تعرضهم لعنف من السكان المحليين. وتم إغلاق المخيم في 31 أكتوبر (تشرين الأول) بعد أن قضت المحكمة العليا في بابوا غينيا الجديدة بعدم دستوريته، وانقطعت عنه جميع المواد الغذائية والمياه والطاقة.
وقال تيرنبول في مقابلة مع محطة «3 إيه دبليو» الإذاعية في ملبورن أمس الجمعة، «إنه أمر ممكن وقد يحدث في المستقبل»، في إشارة إلى عرض نيوزيلندا، لكنه أضاف أنه ليس احتمالاً على المدى القريب. وكانت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن انتقدت بشدة تعامل أستراليا مع مسألة إغلاق مركز احتجاز اللاجئين في مانوس، وعرضت 8.‏1 مليون دولار أميركي لتقديم الخدمات الأساسية للاجئين وطالبي اللجوء في مانوس وناورو.



انتخابات الهند: موجة قيظ شديد تهدد بتراجع مستويات الإقبال

ناخبات يحتمين من الحرارة بعد إدلائهن بأصواتهن في أوتار براديش، الجمعة (رويترز)
ناخبات يحتمين من الحرارة بعد إدلائهن بأصواتهن في أوتار براديش، الجمعة (رويترز)
TT

انتخابات الهند: موجة قيظ شديد تهدد بتراجع مستويات الإقبال

ناخبات يحتمين من الحرارة بعد إدلائهن بأصواتهن في أوتار براديش، الجمعة (رويترز)
ناخبات يحتمين من الحرارة بعد إدلائهن بأصواتهن في أوتار براديش، الجمعة (رويترز)

نظمت الهند، الجمعة، المرحلة الثانية من الانتخابات العامة مع توجه ملايين الناخبين إلى مراكز الاقتراع في بعض مناطق البلاد، وسط موجة من القيظ الشديد. ويبدو فوز رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي (حزب بهاراتيا جاناتا) أمام معارضة متعثّرة مؤكداً في هذه الانتخابات الممتدّة على 6 أسابيع. وانخفضت نسبة المشاركة في المرحلة الأولى من التصويت، الأسبوع الماضي، بنحو أربع نقاط، لتصل إلى 66 في المائة، مقارنة بانتخابات عام 2019، وعزت الصحافة الهندية هذا التراجع إلى ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

موجة حرّ شديد

وقبيل فتح مراكز الاقتراع، حث مودي الناخبين على المشاركة «بأعداد قياسية». وكتب على منصة «إكس» أن «الإقبال الكبير على التصويت يعزز ديموقراطيتنا. صوتك هو صوتك!».

ناخبون يستعدون للإدلاء بأصواتهم في أوتار براديش، الجمعة (أ.ف.ب)

وتجري المرحلة الثانية من التصويت، والمكونة من سبع مراحل، لتسهيل عملية الانتخاب في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، في مناطق شهدت درجات حرارة تزيد عن 40 درجة مئوية هذا الأسبوع. ومن المتوقع تسجيل موجات قيظ طوال عطلة نهاية الأسبوع في عدة ولايات، من بينها ولاية بيهار الشرقية، حيث تجرى الانتخابات في خمس مناطق، الجمعة، وفق ما قدرت هيئة الأرصاد الجوية الهندية الخميس. وارتفعت الحرارة 5.1 درجات مئوية فوق المعدل الموسمي هذا الأسبوع. كما سيجري التصويت في ولاية كارناتاكا (جنوب) ومناطق في ولاية أوتار براديش (شمال)، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الهند وموطن الديانة الهندوسية، وسط موجة حر شديدة. وقال شيام سندار بهارتي، المشرف على الانتخابات في ماثورا في ولاية أوتار براديش، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «نسبة المشاركة، المتوقعة عموماً في الصباح الباكر، منخفضة للغاية». وأضاف أن «السبب هو الحرارة»، في حين تشير توقعات الطقس إلى 41 درجة مئوية.

شعبية واسعة

وما زال ناريندرا مودي (73 عاماً) يحظى بشعبية كبيرة بعد ولايتين زادت خلالهما الهند من نفوذها الدبلوماسي وثقلها الاقتصادي. ويعدُّ المحللون السياسيون مودي الفائز في الانتخابات أمام ائتلاف أحزاب المعارضة.

ناخبة في مركز اقتراع في ولاية راجستان الغربية، الجمعة (أ.ب)

وقال الصحافي نيلانجان موكوبادياي، الذي كتب سيرة ذاتية لرئيس الوزراء الحالي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «ثمة عدم اكتراث لدى بعض ناخبي حزب (بهاراتيا جاناتا)»، موضحاً: «لأنه عندما يسمعون القادة يقولون (سيكون لدينا 400 مقعد)، يقولون لأنفسهم (لماذا نتعب أنفسنا في الحر؟)». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت لجنة الانتخابات الهندية تشكيل فريق عمل لدراسة تأثير موجات الحر والرطوبة قبل كل مرحلة من مراحل التصويت. وأشارت صحيفة «ذا هندو» إلى أن هذا القرار تم اتخاذه لأن «القيظ قد يؤدي إلى انخفاض نسبة المشاركة». وأفادت اللجنة في بيان نشر الاثنين بأنه ليست لديها «أي مخاوف كبيرة» بشأن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على عملية التصويت، الجمعة، مشيرة إلى أنها تراقب تقارير الطقس عن كثب، قبل أن تؤكد حرصها على «راحة وسلامة الناخبين وموظفي الانتخابات».

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا، خصوصاً في الفلبين وبنغلاديش، حيث تم تعليق الدراسة في آلاف المدارس. وفي ولاية ماهاراشترا، تعرض وزير الطرق نيتين غادكاري، الأربعاء، لوعكة صحية أثناء دعوته للتصويت لحزب «بهاراتيا جاناتا» في تجمع انتخابي. وأظهرت مقاطع فيديو غادكاري وهو يخرُّ فاقداً للوعي، ثم عزا الحادث في وقت لاحق إلى «ارتفاع درجة الحرارة». وتوصّلت أبحاث علمية إلى أنّ تغيّر المناخ أدّى إلى أن تصبح موجات الحر أطول، وأكثر تواتراً، وأكثر شدّة، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

«حماية الديمقراطية»

ويجري الجمعة التصويت في الدائرة الانتخابية لراهول غاندي (53 عاماً) الذي يعدّ الشخصية الأبرز في المعارضة لترؤسه «حزب المؤتمر». ويسعى غاندي للحفاظ على مقعده في ولاية كيرالا الجنوبية، معقل معارضي حزب «بهاراتيا جاناتا».

يخشى القائمون على الانتخابات من تراجع مستويات الإقبال بسبب درجات الحرارة المرتفعة (أ.ف.ب)

وكتب على موقع «إكس»: «من واجب كل مواطن أن يصبح حامياً للدستور، وأن يغادر منزله اليوم ويصوّت لحماية الديموقراطية». وتمت دعوة 968 مليون هندي لانتخاب أعضاء مجلس النواب، البالغ عددهم 543 عضواً، أي أكثر من إجمالي سكان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. وسيتم فرز الأصوات في جميع أنحاء البلاد في 4 يونيو (حزيران)، على أن تُعلن النتائج كما جرت العادة في اليوم نفسه.


امرأة أفغانية تتحدث عن الحياة في ظل حكم «طالبان»

مهتاب افتخار البالغة من العمر 26 عاماً تعيش الآن في حرية نسبياً، بعد أن واجهت الأمومة وهي في سن الثانية عشرة... وتشرح معنى السعي لتحقيق العدالة للنساء الأخريات أنها لم تعد تخشى الموت الآن (الغارديان)
مهتاب افتخار البالغة من العمر 26 عاماً تعيش الآن في حرية نسبياً، بعد أن واجهت الأمومة وهي في سن الثانية عشرة... وتشرح معنى السعي لتحقيق العدالة للنساء الأخريات أنها لم تعد تخشى الموت الآن (الغارديان)
TT

امرأة أفغانية تتحدث عن الحياة في ظل حكم «طالبان»

مهتاب افتخار البالغة من العمر 26 عاماً تعيش الآن في حرية نسبياً، بعد أن واجهت الأمومة وهي في سن الثانية عشرة... وتشرح معنى السعي لتحقيق العدالة للنساء الأخريات أنها لم تعد تخشى الموت الآن (الغارديان)
مهتاب افتخار البالغة من العمر 26 عاماً تعيش الآن في حرية نسبياً، بعد أن واجهت الأمومة وهي في سن الثانية عشرة... وتشرح معنى السعي لتحقيق العدالة للنساء الأخريات أنها لم تعد تخشى الموت الآن (الغارديان)

تعيش مهتاب افتخار، البالغة من العمر 26 عاماً، الآن بحرية نسبية في إيران، وتصف كيف أصبحت أماً في سن الثانية عشرة، وتشرح السبب الذي يجعل سعيها وراء تحقيق العدالة لنساء أخريات يعني أنها لم تعد تخشى الموت.

باعوني مقابل 500 جنيه إسترليني

في سن العاشرة، وبينما كنت لا أزال في الصف الثالث، أخبرتني والدتي وزوجها بأننا سنذهب إلى إقليم هلمند لحضور حفل زفاف أخي. لم أكن أعرف أن الحفل كان حفل زفافي أنا، حيث قامت عائلتي بترتيب زواجي من ابن عمي، وباعوني مقابل 40 ألف أفغاني (عملة أفغانستان) (500 جنيه إسترليني)، دون علمي أو موافقتي، حسب تقرير ومقابلة مع «الغارديان» الجمعة.

في تلك الليلة، بعد الزواج، ذهبت للنوم بجانب والدتي وأخي الأصغر، لكن عند استيقاظي وجدت نفسى بجوار ابن عمي. ارتعدت من الارتباك والخوف، وركدت من الغرفة وأنا أبكي وأصرخ. لكن والدتي وشقيقتها أجبراني على العودة إلى تلك الغرفة، وحينها قيل لي إنني قد تزوجت من ابن عمي.

مهتاب افتخار في الصورة مع ابنتها زهرة التي تبلغ الآن 14 عاماً ولا تزال تعيش في أفغانستان

بداية كابوس مؤلم حطم حياتي

كانت تلك بداية كابوس مؤلم حطم طفولتي وحياتي كبالغة. بعد عامين، في عام 2007، وفي سن الثانية عشرة، أصبحت أماً لأول مرة، لكن طفلتي ولدت قبل الأوان وكانت معاقة، وسرعان ما تُوفيت. في العام التالي، أنجبت ابنة أخرى وفقدتها أيضاً بعدما رفضت عائلة زوجي اصطحابها إلى الطبيب عندما مرضت فقط لأنها كانت أنثى، وليست الصبي الذي أرادوه بشدة.

أنجبت ابنتي الثالثة في الرابعة عشرة من العمر

في عام 2010، عندما كنت لا أزال في الرابعة عشرة من العمر فقط، ولدت ابنتي الثالثة. كانت مريضة أيضاً ووزنها أقل من المتوسط. تدهورت صحتها يوماً بعد يوم وكانت بشرتها تزداد اصفراراً.

الإيذاء المستمر من زوجي بسبب سوء الحظ الذي ظل يلاحق العائلة أصابني بحالة من الإنهاك، لكن الخوف من فقدان طفلتي أعطاني القوة للفرار إلى منزل والدتي في كابل. وبعد شهور من العلاج في مستشفى عام، تعافت ابنتي من مرض «اليرقان».

مهتاب مع ابنتها زهرة التي اختطفها والدها وأعادها إلى عائلته في مقاطعة هلمند (الغارديان)

بعد مغادرة المستشفى، كنت متأكدةً من عدم رغبتي في العودة إلى هلمند، وفي النهاية توصلنا إلى حل وسط بعدما أقنعت زوجي بالعيش معنا في مدينة كابل، واستأجرنا غرفة متواضعة في ضواحي غرب المدينة. أنجبت ابناً عام 2019، واعتقدت أن الابتعاد عن عائلته، التي طالما شجعته على إساءة معاملتي، قد يضع حداً للإيذاء الجسدي والنفسي، لكنه استمر في إيذائي. منعني الخوف من فقدان أطفالي من المغادرة أو طلب الطلاق.

فرص أفضل لابنتي زهراء

كانت كابل بمثابة بداية جديدة وفرص أفضل، خصوصاً لابنتي زهراء، التي بدأت تذهب إلى المدرسة. ومنذ ذلك الحين، تحول تركيزي الأساسي باتجاه تعليمها. كنت أدرس إلى جانبها، وأقرأ دروسها قبل أن أُدرّسها لها كل مساء.

اليوم وهي في الرابعة عشرة من عمرها، تتفوق زهراء في اللغة الإنجليزية، وتتمتع بموهبة رائعة في الرسم.

وقبل سيطرة حركة «طالبان» على السلطة عام 2021، تمت دعوة ابنتي زهراء للمشاركة في برامج تلفزيونية، وكانت تتحدث دائماً عن المصاعب التي أتحملها أنا والعديد من النساء مثلي في أفغانستان، فقد عشت طفولتي وأحلامي من جديد من خلال تربية طفلة قوية وذكية مثل زهراء.

في ذلك الوقت، اشتركت أيضاً في دورات تعليم الخياطة والتجميل مما ساعدني في الحصول على عمل في صالون تجميل قريب. بدأت بالمهام الأساسية مثل رسم الحواجب، وتمكنت بعد ذلك من تأسيس صالون تجميل خاص بي في كابل. للأسف تم إغلاق مصدر دخلي وأملي الوحيد على يد حركة «طالبان» بعد استعادتها للسلطة عام 2021.

هددوني بالحرمان من أطفالي

خلال تلك الفترة، بالغ زوجي في سوء معاملته. وبينما كنت أتعلم عن حقوقي كامرأة من خلال وسائل الإعلام وقراءة الكتب، حاولت عدة مرات طلب الطلاق. في كل مرة، كان أفراد عائلتي وزوجي يهددوني بالحرمان من أطفالي وقتلي زعماً بأن تصرفي هذا سيجلب العار للقبيلة. وقال لي زوجي: «أنت ملك لى طالما تتنفسين، وإلا فالتراب أولى بك».

وبعدما استعادت حركة «طالبان» السلطة، حرمت ابنتي أيضاً من التعليم. ومع تفاقم الإيذاء الجسدي واللفظي من زوجي، تقدمت بشكوى رسمية لدى مركز شرطة «طالبان»، موضحة فيها تفصيلاً تلك الإساءة، وكيف أُجبرت على الزواج في سن الطفولة.

وعندما علم زوجي بذلك، أخذ أطفالي وتوجه بهم إلى هلمند، وطلب مني التنازل عن القضية إذا كنت أرغب في العيش معهم مرة أخرى. وبعد أيام عديدة قضتها بعيدةً عن أطفالي، لم أتحمل أكثر من ذلك، وتواصلت مع ابنتي عبر الهاتف لتحديد موعد للقاء. وسافرت إلى هلمند، وبمساعدة عائلة التقيت بها في الحافلة، اجتزت جميع نقاط تفتيش «طالبان» وتمكنت من الوصول إلى أطفالي.

مهتاب افتخار، في الصورة مع والدتها وخالها يوم زفافها، البالغة من العمر 10 سنوات، اعتقدت أنه حفل زفاف شقيقها، وليس حفل زفافها

أبلغوا عني «طالبان»

لكن في رحلة العودة، بالقرب من مدينة قندهار، أجبرتني «طالبان» أنا وأطفالي على الخروج من السيارة، واصطحبونا إلى مركز للشرطة. وبدلاً من مساعدتي، ضربوني وأساءوا إليّ لفظياً لسفري وحدي. في البداية لم أخبرهم بشيء، لكن بعد ذلك رأيت زوجي وعائلته في مركز الشرطة وأدركت أنهم أبلغوا عني «طالبان». ضربتني والدة زوجي بحجر، واتهمتني بالزنا، وترك المنزل والتخلي عن مسؤولياتي.

لم أر أيّاً من أطفالي منذ ذلك الحين، والعودة إلى هلمند قد تكلفني حياتي، لأنني اعترضت بملء فمي وتحدثت علانية ضد «طالبان» مرات كثيرة. والآن لم يعد هناك ما يدفعني للعيش، حيث يرفض الناس تأجير شقة لي كوني عزباء وحيدة، ولا يمكنني العمل، حيث مُنعت النساء من العمل. لذلك، قررت أن أترك كل ما متعلقاتي، والحزن والأسى على فقدان أبنائي، وأرحل إلى إيران. أنا الآن في السادسة والعشرين من عمري وقد فقدت كل شيء، طفولتي، وشبابي، وصحتي، وأولادي. ومع ذلك، أنا ممتنة لأنني أخيراً بات لي صوت مسموع؛ لأنني الآن أكسب قوتي من عملي في محل لحياكة الملابس، وفي الوقت نفسه، أدافع عن أصوات النساء في بلادي وأعبر عنها بقوة.

لا أخشى الموت في هذه الرحلة نحو العدالة، بل أتوق له لأنني سأكون قدوة لآلاف النساء اللواتي يتحملن صعوبات مشابهة، وأمثل مصدر إلهام لهن للتصدي للطغيان.


شي لبلينكن: على البلدَين أن يكونا «شريكَين لا خصمين»

الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

شي لبلينكن: على البلدَين أن يكونا «شريكَين لا خصمين»

الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

قال الرئيس الصيني شي جينبينغ لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة، إنّ أكبر اقتصادين في العالم يجب أن يكونا «شريكَين لا خصمَين»، حتى لو كان لا يزال هناك «كثير من القضايا» التي يجب حلّها في إطار علاقاتهما.

وأفادت قناة «سي سي تي في» الرسمية بأنّ شي قال خلال لقائه بلينكن، إنّ البلدَين «حقّقا تقدّماً إيجابياً» منذ نهاية عام 2023.

وأضاف: «كثير من المشاكل لا تزال بحاجة إلى حل، ولا يزال من الممكن بذل مزيد من الجهود».

وتابع الرئيس الصيني: «اقترحت ثلاثة مبادئ أساسية (بشأن العلاقات الثنائية): الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين».

وقال: «لقد قلت في عدّة مناسبات من قبل، الأرض كبيرة بما يكفي لتتمكّن كل من الصين والولايات المتحدة من التطوّر والازدهار».

وقال بلينكن إنّه أثار مخاوف مع الصين بشأن دعم موسكو، عاداً أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا يعتمد على دعم بكين.

وقال بلينكن للصحافيين بعد لقاءاته مع كبار المسؤولين في بكين، إنّ «روسيا ستواجه صعوبات في مواصلة هجومها على أوكرانيا من دون دعم الصين».

ويقوم بلينكن منذ الأربعاء بزيارته الثانية إلى الصين في أقل من عام، في سياق التقارب الدبلوماسي بين البلدين على الرغم من التوترات المستمرّة بشأن تايوان والتجارة وبحر الصين الجنوبي.

وأكد شي لوزير الخارجية الأميركي أنّ «الصين ستكون سعيدة برؤية الولايات المتحدة واثقة ومنفتحة ومزدهرة ومتطوّرة».

وأضاف: «نأمل أن تتمكّن الولايات المتحدة أيضاً من تبنّي نظرة إيجابية حيال تطوّر الصين»، مؤكداً أنّه «عندما يتمّ حلّ هذه المشكلة الأساسية... يمكن أن تستقرّ العلاقات حقّاً وتتحسّن وتتقدّم».


محادثات أميركية - صينية... بلينكن يأمل بإحراز تقدم ووانغ: العلاقات تُواجه كلّ أنواع الصعوبات

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتبع نظيره الصيني وانغ يي خلال اجتماع في دياويوتاي في بكين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتبع نظيره الصيني وانغ يي خلال اجتماع في دياويوتاي في بكين (أ.ف.ب)
TT

محادثات أميركية - صينية... بلينكن يأمل بإحراز تقدم ووانغ: العلاقات تُواجه كلّ أنواع الصعوبات

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتبع نظيره الصيني وانغ يي خلال اجتماع في دياويوتاي في بكين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتبع نظيره الصيني وانغ يي خلال اجتماع في دياويوتاي في بكين (أ.ف.ب)

أعرب وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في إحراز تقدّم خلال بدء محادثات اليوم (لجمعة)، مع نظيره الصيني وانغ يي الذي حذّر من تزايد الخلافات بين القوّتين، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي زيارته الثانية للصين في أقلّ من عام، قال بلينكن إنّه سيُثير قضايا حسّاسة خلال المحادثات في بكين، مثل الممارسات التجاريّة للصين ودعم بكين لموسكو، فضلاً عن قضيّة تايوان.

وقال بلينكن في افتتاح الاجتماع مع وانغ يي إنّه سيكون «واضحاً جداً ومباشراً جداً»، لكنّه أضاف: «آمل في أن نُحرز بعض التقدّم في القضايا التي اتّفق عليها رئيسانا».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتحدث خلال اجتماع مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في دار ضيافة الدولة دياويوتاي (رويترز)

من جهته، قال وانغ يي خلال هذه المحادثات التي تُجرى في بكين، إنّ العلاقات بين القوّتين «بدأت تستقرّ»، بعد اجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ في سان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني).

لكنّه أضاف أنّ «عوامل سلبيّة تتراكم» بين واشنطن وبكين، موضحاً أن «العلاقات تُواجه كلّ أنواع الصعوبات. لقد تعرّضت حقوق الصين المشروعة في مجال التنمية للقمع بلا مبرّر، ويتمّ التشكيك في مصالحنا الأساسيّة».

وتساءل: «هل ينبغي للصين والولايات المتحدة أن تستمرا في التحرك في الاتجاه الصحيح، اتجاه الاستقرار، أم العودة إلى دوامة الانحدار؟»، مشدداً على أن «هذه قضية رئيسية تواجه بلدينا وتختبر صدقنا وقدراتنا».

بدوره، قال بلينكن إنه يتعين على البلدين أن يكونا «واضحين قدر الإمكان في المجالات التي توجد فيها خلافات، على الأقل لتجنب سوء الفهم وسوء التقدير».

وشدد على أن «هذه مسؤولية مشتركة حقاً، لا نتحملها فقط تجاه شعبنا، لكن أيضاً تجاه الشعوب في كل أنحاء العالم».

ولم تعلن بكين عن أي لقاء بين بلينكن والرئيس الصيني شي جينبينغ. وخلال الزيارة السابقة لوزير الخارجية الأميركي في يونيو (حزيران)، تم الإعلان عن لقاء بين الرجلين في اللحظة الأخيرة.


تركيا: القبض على العشرات من «داعش» في حملات أمنية

إحدى العمليات الأمنية التي استهدفت عناصر «داعش» في تركيا (أرشيفية)
إحدى العمليات الأمنية التي استهدفت عناصر «داعش» في تركيا (أرشيفية)
TT

تركيا: القبض على العشرات من «داعش» في حملات أمنية

إحدى العمليات الأمنية التي استهدفت عناصر «داعش» في تركيا (أرشيفية)
إحدى العمليات الأمنية التي استهدفت عناصر «داعش» في تركيا (أرشيفية)

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 23 من عناصر لتنظيم «داعش» الإرهابي في عمليات متزامنة شملت 7 ولايات في أنحاء مختلفة من البلاد.

عناصر من شرطة إسطنبول في موقع هجوم إرهابي (أ.ب)

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس» الخميس، إن حملة أمنية نفذت بشكل متزامن في ولايات هطاي ويالوفا وكونيا ويوزغات وتشاناق قلعة وسكاريا وتكيرداغ أسفرت عن القبض على هذه العناصر.

كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على 11 من عناصر تنظيم «داعش» في عملية بولاية إزمير غرب البلاد.

تنسيق بين شعبتي مكافحة الإرهاب والاستخبارات

وقالت مصادر أمنية إنه تم القبض على هذه العناصر بالتنسيق بين شعبتي مكافحة الإرهاب ومديرية الاستخبارات، بموجب مذكرة أصدرها مكتب المدعي في عملية أمنية متزامنة على 13 عنواناً، تم خلالها القبض على المطلوبين، وضبط كميات كبيرة من المواد الرقمية و4 منشورات محظورة.

وأشارت المصادر إلى أن جهوداً متواصلة لتوقيف 2 آخرين من المشتبه بهم.

وأشار يرلي كايا إلى أن أجهزة الأمن التركية نفذت منذ 1 يونيو (حزيران) 2023 وحتى 22 أبريل (نيسان) الحالي، 1422 عملية ضدّ تنظيم «داعش» في أنحاء البلاد، أسفرت عن القبض على 2991 من عناصر التنظيم، تم توقيف 718 منهم، بينما تمّ الإفراج المشروط بمراقبة قضائية عن 566 منهم.

مداهمات لعناصر الأمن التركي (أرشيفية)

وأعلن تنظيم «داعش»، الذي صنّفته تركيا تنظيماً إرهابياً منذ عام 2013 والمسؤول أو المنسوب إليه مقتل أكثر من 300 شخص في هجمات بتركيا بين عامي 2015 و2017، مسؤوليته عن الهجوم على الكنيسة، وقال عبر قناة على «تلغرام»، إن الهجوم جاء «استجابة لدعوة قادة التنظيم لاستهداف اليهود والمسيحيين».

الهجوم على الكنيسة هو الأول لـ«داعش»

وكان الهجوم على الكنيسة هو الأول لـ«داعش» بعد آخر هجوم له نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي بإسطنبول ليلة رأس السنة عام 2017، ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 79 آخرين.

ومنذ ذلك الوقت تنفذ أجهزة الأمن التركية حملات متواصلة على خلايا وعناصر التنظيم أسفرت عن القبض على آلاف منهم، فضلاً عن ترحيل ما يقرب من 3 آلاف ومنع دخول أكثر من 5 آلاف إلى البلاد.


الجيش الباكستاني يقضي على 3 إرهابيين خلال عملية أمنية في بلوشستان

مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة خلال قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي في باكستان 23 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة خلال قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي في باكستان 23 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
TT

الجيش الباكستاني يقضي على 3 إرهابيين خلال عملية أمنية في بلوشستان

مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة خلال قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي في باكستان 23 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة خلال قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي في باكستان 23 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الباكستاني القضاء على 3 مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عملية أمنية نفذها، الخميس، في إقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

جندي باكستاني يفتش شخصاً خلال الدخول عند الحدود الباكستانية - الأفغانية في تشامان باكستان (إ.ب.أ)

وأوضح الجيش، في بيان، أن العملية تم تنفيذها بناء على معلومات استخباراتية، رصدت نشاطاً إرهابياً في منطقة بشين بإقليم بلوشستان، حيث تم القضاء على 3 إرهابيين، ومصادرة كمية من الأسلحة والمتفجرات والذخيرة كانت بحوزتهم. وأضاف أن قوات الأمن اعتقلت أيضاً مواطناً من الجنسية الأفغانية على صلة بالإرهابيين.

وكان «جيش تحرير بلوشستان»، وهي منظمة مسلحة يقودها زعيم قبلي منفيّ، أعلن مسؤوليته عن الهجوم على ميناء جوادر الشهر الماضي، وحاول المهاجمون باستماتة اختراق الأسوار الخارجية لمنشأة ميناء، وهي منشأة شديدة الحراسة.

جنود باكستانيون يتحققون من الوثائق عند دخول الأشخاص إلى باكستان عند الحدود الباكستانية - الأفغانية في شامان بباكستان في 19 مارس 2024 (إ.ب.أ)

يذكر أن الانفصاليين البلوش يشنون تمرداً منخفض المستوى ضد الجيش والحكومة الباكستانيَّين منذ عام 2006، عندما قُتِل زعيم قبلي في عملية عسكرية. ويتهم الانفصاليون البلوش الحكومة الباكستانية وشركة الموانئ الصينية باستغلال الموارد الطبيعية لإقليم بلوشستان.

وبلوشستان منطقة غنية بالوقود والمعادن، لكن سكانها يشكون من التهميش وعدم الاستفادة من مواردها الطبيعية.

وتواجه باكستان تمردَيْن ازداد نشاطهما المتشدد منذ سيطرة «طالبان» على كابل في أغسطس (آب) 2021. وشكَّل انفصاليو البلوش منظمات مسلحة علمانية تعود أصولها إلى تمرد البلوش عام 1976 ضد الدولة الباكستانية.

ويعمل المسلحون البلوش انطلاقاً من أفغانستان منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001، حيث كانت معسكراتهم في جنوب أفغانستان بمناطق الحدود الباكستانية الأفغانية. بعد سيطرة «طالبان» على كابل؛ ما أجبر الانفصاليين البلوش على نقل معسكراتهم إلى الأراضي الإيرانية، حيث يعملون الآن ضد القوات الأمنية الباكستانية. وفي الماضي، أعلن «جيش تحرير بلوشستان» مسؤوليته عن هجمات إرهابية عدة ضد قوات الأمن والحكومة الباكستانية.

وفي الشهرين الماضيين، نفّذ الجيش عمليات كبرى عدة في مناطق مختلفة من بلوشستان قُتل فيها عشرات المسلحين والإرهابيين، بعدما نفّذ مسلحون هجومين إرهابيين كبيرين، على الأقل، على قوات الأمن في بلوشستان.

مسؤول أمني يقف في الحراسة مع تشديد الإجراءات الأمنية بعد مقتل ضابط شرطة في كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان المضطربة بباكستان (إ.ب.أ)

ويختلف التمرد في بلوشستان بطبيعته عن التمرد في المناطق الحدودية الباكستانية - الأفغانية، أو ما يُشار إليها شعبياً بالمناطق القبلية، ففي بلوشستان يقود التمرد العلمانيون الانفصاليون من البلوش الذين يقاتلون الحكومة الباكستانية منذ الخمسينات. ويميل هؤلاء البلوش، آيديولوجياً، نحو الماركسية أو غيرها من الآيديولوجيات الدنيوية العلمانية، في حين تقود حركات التمرد في المناطق القبلية جماعاتٌ مسلحة تستمد عقيدتها من الدين بما في ذلك حركة «طالبان».


«أوكرانيا» و«تيك توك» يخيمان على زيارة بلينكن إلى الصين


وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
TT

«أوكرانيا» و«تيك توك» يخيمان على زيارة بلينكن إلى الصين


وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رحلة إلى الصين، غداة موافقة الكونغرس الأميركي على مشروع قانون أعدَّته إدارة الرئيس جو بايدن، لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لكل من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، ولإرغام منصة «تيك توك» للتواصل الاجتماعي على الانفصال عن الشركة الأم «بايت دانس» الصينية، فيما يمكن أن يُعقّد الجهود الدبلوماسية لكبح الخلافات التي تهدد استقرار العلاقات بين الخصمين العالميين.

ووصل بلينكن إلى شنغهاي، أمس (الأربعاء)، بالتزامن مع إصدار قانون أميركي يُظهر تصميم الولايات المتحدة على الدفاع عن حلفائها وشركائها الرئيسيين عبر العالم، بما في ذلك تخصيص ثمانية مليارات دولار لمواجهة التهديدات الصينية في تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، وإمهال شركة «بايت دانس» الصينية تسعة أشهر لبيع منصة «تيك توك» مع تمديد محتمل لمدة ثلاثة أشهر إذا كانت عملية البيع جارية.


موجة حرّ قاسية تضرب جنوب شرق آسيا

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
TT

موجة حرّ قاسية تضرب جنوب شرق آسيا

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا اليوم الأربعاء، ما أدّى إلى تعليق الدراسة في جميع أنحاء الفلبين وإصدار تحذيرات في العاصمة التايلاندية، بينما ارتفعت الأصوات بالصلاة من أجل هطول الأمطار في بنغلاديش.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تمّ تسجيل درجات الحرارة المرتفعة غداة إعلان الأمم المتحدة أنّ آسيا شهدت أكبر عدد من الكوارث الناجمة عن مخاطر المناخ والطقس في عام 2023، حيث كانت الفيضانات والعواصف من الأسباب الرئيسية وراء سقوط ضحايا وتكبيد خسائر اقتصادية.

وتوصّلت أبحاث علمية واسعة النطاق إلى أنّ تغيّر المناخ أدّى إلى أن تصبح موجات الحر أطول وأكثر تواتراً وأكثر شدّة.

وقال إيرلين تومارون (60 عاماً) الذي يعمل في منتجع ساحلي فلبيني في مقاطعة كافيت جنوب مانيلا، حيث وصل مؤشر الحرارة إلى 47 درجة مئوية الثلاثاء، إنّ «الجو حار جداً لدرجة أنّك لا تستطيع أن تتنفّس».

وأضاف: «من المفاجئ أنّ حمامات السباحة لدينا لا تزال فارغة. قد تتوقع أن يأتي الناس للسباحة، لكن يبدو أنّهم متردّدون في مغادرة منازلهم بسبب الحر».

وعادة ما تكون أشهر مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو (أيار)، الأكثر سخونة وجفافاً في الأرخبيل، لكنّ الظروف هذه السنة تفاقمت بسبب ظاهرة النينو المناخية.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الحكومية إنّه من المتوقع أن يصل مؤشر الحرارة إلى مستوى «الخطر» البالغ 42 درجة مئوية أو أعلى من ذلك في 30 مدينة وبلدة على الأقل.

ويقيس مؤشر الحرارة درجة الحرارة المحسوسة، مع الأخذ في الاعتبار الرطوبة.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة التعليم الفلبينية التي تُشرف على أكثر من 47600 مدرسة، أنّه تمّ تعليق حضور الطلاب إلى الفصول الدراسية في نحو 6700 مدرسة الأربعاء.

وقالت آنا سوليس كبيرة خبراء المناخ في هيئة الأرصاد الجوية الحكومية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ هناك احتمالاً بنسبة 50 في المائة لتزايد ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة.

وأضافت أنّ الناس بحاجة إلى الحدّ من الوقت الذي يقضونه في الخارج، وشرب الكثير من الماء وحمل المظلّات ووضع القبعات عند الخروج للحماية من «الحرارة الشديدة».

موجات حر قاسية

سجّلت درجات الحرارة العالمية مستويات قياسية العام الماضي، وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إنّ درجات الحرارة في آسيا ترتفع بوتيرة سريعة مع تزايد حدّة تأثير موجات الحر في المنطقة.

وخلُص تقرير هذه المنظمة عن حالة المناخ في آسيا في عام 2023 إلى أنّ درجة الحرارة في آسيا ترتفع بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، حيث ارتفعت العام الماضي بنحو درجتين مئويتين عن متوسط الفترة من عام 1961 إلى عام 1990.

وقالت سيليست ساولو رئيسة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنّ «كثيرا من البلدان في المنطقة شهدت العام الأكثر سخونة على الإطلاق في عام 2023، إلى جانب وابل من الظروف القاسية، من الجفاف وموجات الحر إلى الفيضانات والعواصف».

من جهته، قال نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية كو باريت إنّ «الحرارة الشديدة أصبحت القاتل الصامت الأكبر على نحو متزايد».

وسلّط التقرير الضوء على المعدّل المتسارع لمؤشرات تغيّر المناخ الرئيسية، مثل درجة حرارة السطح وتراجع الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر، موضحاً أنّها ستكون لها تداعيات خطيرة على المجتمعات والاقتصادات والنظم البيئية في المنطقة.

وأشار باريت إلى أنّ «الوفيات المرتبطة بالحرارة لا يتمّ الإبلاغ عنها على نطاق واسع، وبالتالي فإنّ الحجم الحقيقي للوفيات المبكرة والتكاليف الاقتصادية... لا ينعكس بدقّة في الإحصائيات».

في بنغلاديش، تجمّع الآلاف في العاصمة دكا للصلاة من أجل هطول الأمطار، حيث أجبرت موجة الحر الشديدة السلطات على إغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد.

وقال مكتب الأرصاد الجوية في بنغلاديش إنّ متوسّط درجات الحرارة القصوى في العاصمة خلال الأسبوع الماضي كان أعلى بمقدار 4 إلى 5 درجات مئوية من متوسّط ثلاثين عاماً للفترة نفسها.

من جهته، قال محمد أبو يوسف وهو رجل دين إسلامي أمّ صلاة شارك فيها ألف شخص في وسط دكا، إنّ «الصلاة من أجل المطر سنّة نبيّنا. لقد كفرنا عن خطايانا وصلّينا من أجل هطول المطر».

وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «الحياة باتت لا تُطاق بسبب قلّة الأمطار... الفقراء يعانون بشكل كبير».

وأفادت الشرطة بأنّ صلوات مماثلة أُقيمت في مناطق أخرى من بنغلاديش.

لا يطاق

بدورها، قالت إدارة الأرصاد الجوية الهندية في بيان إنّه من المحتمل أن تشهد ولايات شرقية وجنوبية، مثل أوديشا والبنغال الغربية وسيكيم وكارناتاكا، موجة حارّة قاسية خلال الأيام الخمسة المقبلة.

كذلك، أصدرت السلطات التايلاندية في بانكوك تحذيراً بشأن حرارة قصوى وحثّت الناس على البقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم.

وكان من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية في العاصمة التايلاندية، لكن مؤشر الحرارة المحسوسة ارتفع فوق 52 درجة مئوية.

وكتبت إدارة البيئة في مدينة بانكوك على «فيسبوك»، «تحذير: مؤشر الحرارة اليوم خطير للغاية. يرجى تجنّب الأنشطة في الخارج».

وشهدت تايلاند موجة حارّة هذا الأسبوع، حيث وصلت درجات الحرارة في إقليم لامبانغ الشمالي إلى رقم قياسي بلغ 44.6 درجة مئوية الاثنين.

وتُصنّف الفلبين من بين الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ حيث يعاني حوالى نصف مقاطعاتها من الجفاف.

وقالت ماري آن جينير وهي موظفة حكومية في مقاطعة أوكسيدنتال ميندورو، إنّ الأشخاص الذي يعملون في الداخل بوجود مكيّفات الهواء، في وضع جيّد.

وأضافت: «لكنّ الوضع لا يُطاق بالنسبة لمن هم في الخارج».


التجسس الصيني في أوروبا... وسائل هائلة يقابلها ردّ غير كافٍ

سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
TT

التجسس الصيني في أوروبا... وسائل هائلة يقابلها ردّ غير كافٍ

سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)

تشير قضايا التجسس المنسوبة للصين في ألمانيا والمملكة المتحدة والتي كُشفت هذا الأسبوع إلى سعي بكين لنشر شبكة شاسعة من المخبرين في قارة غير مسلحة بما يكفي لمواجهتها، في صراع يكاد يكون غير متكافئ.

مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، أعلنت ألمانيا والمملكة المتحدة، الاثنين، توقيف أو توجيه التهم إلى خمسة أشخاص للاشتباه بأنهم يتجسسون لحساب الصين. كذلك، أوقف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ليس ثمة ما يربط بين القضيتين، أو يفسّر تزامن الكشف عنهما في مجال تسوّى الخلافات فيه تقليداً بعيداً عن الأضواء.

غير أنهما تشيران إلى ظاهرة تندد بها أجهزة الاستخبارات الأوروبية وتنفيها بكين بشدة، وهي أن الصين توظف موارد هائلة للتأثير على الآراء العامة والتجسس على الاقتصادات والشركات واختراق الهيئات والجامعات.

وقال ألكسندر بابايمانويل، الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ثمة تقليد طويل للاستخبارات الصينية موجّه إلى وضع اليد على رصيد معرفي وبراءات اختراع ومواد فكرية إستراتيجية».

وبقيت أوروبا لفترة طويلة غافلة لهذه الظاهرة أو متجاهلة لها. وأضاف بابايمانويل أن «إدراك ذلك جاء متأخراً، نتيجة عدد من العوامل، منها السذاجة وثقة مسرفة في عولمة مثالية واهمة».

«لا أحد يملك أرقاماً»

وكشف معهد مونتينيه في باريس في سبتمبر (أيلول)، عن أن الولايات المتحدة تستخدم «أدوات أمن اقتصادي تطمح من خلالها إلى الحفاظ على تقدمها على دول أخرى»، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي «لا يملك هذا الدافع الاستراتيجي»؛ إذ إنه «بُني على قاعدة مبادئ التبادل الحر والتعددية».

غير أن الخطر حقيقيّ. ورأى بول شارون، خبير الصين في معهد البحث الاستراتيجي في المعهد العسكري في باريس، أن أجهزة الاستخبارات الصينية «من الأهم في العالم، إن لم تكن الأهم».

ويضم فرع الاستخبارات في وزارة الأمن العام الصينية 80 إلى 100 ألف عنصر، على حدّ قوله، بينما تشير بعض المصادر إلى عدد يصل إلى مائتي ألف عميل في وزارة أمن الدولة. لكن الباحث أضاف: «الواقع أن لا أحد يملك أرقاماً، ولا يبقى لنا سوى التكهّن».

وأقرّت لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني العام الماضي أن الشبكة الصينية «تطغى على أجهزة الاستخبارات البريطانية وتطرح تحدياً على وكالاتنا».

وتتركز أنشطة الاستخبارات الصينية على استمرارية النظام الصيني وجمع المعلومات من سياسية واقتصادية وعلمية وعسكرية، والحرب المعلوماتية، وهو مجال ينخرط فيه جهاز الدولة برمّته.

وأدرج مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي في أغسطس (آب) الماضي بين الهيئات النافذة الصينية الجيش ووزارات أمن الدولة والأمن العام والخارجية والصناعة وهيئات مختلفة تابعة للحزب الشيوعي الحاكم.

ولفت مركز الأبحاث إلى «مشاركة مجموعة واسعة من الهيئات غير الرسمية وشبه الرسمية أيضاً، من القراصنة المعلوماتيين وحتى الشركات الخاصة».

وأنشطة التجسس أقل تنسيقاً مما يبدو ظاهرياً، فأجهزة الدولة الصينية مشرذمة بين المركزية والإدارة الذاتية للأقاليم، ما بين الدولة والحزب، وبين الإدارة والخلافات الآيديولوجية.

وقال بول شارون لوكالة الصحافة الفرنسية: «نتصوّر الصين دولة تملك جهازاً بيروقراطياً خنوعاً وشديد الفاعلية. هذا ما يودّ الصينيون إقناعنا به»، لكن الإدارة «تتصرف في غالب الأحيان بارتجال» مع «بعض الخطوط التوجيهية... التي تبقى فضفاضة وذات قيمة رمزية أكثر من أي شيء آخر».

ولم تكن القضايا التي كُشفت في الفترة الخيرة مفاجئة؛ إذ تندرج في سياق أنشطة وصفت بأنها متزايدة. لكن السؤال المطروح يتعلّق بمداها.

وأوضح بول شارون «نرصد المزيد من العمليات، أولاً لأن الأجهزة الصينية ازدادت نشاطاً بشكل واضح، إنما كذلك لأننا نبدي المزيد من الاهتمام. لا نعرف ما هو حجم الجزء الخفي من هذه الأنشطة. هل تمثل العمليات التي رصدناها 10 في المائة من أنشطتهم أو 60 في المائة منها؟ لا نعرف شيئاً عنها، وهذا يدل بصورة جليّة على ثغراتنا».

وتساهم قلّة المعلومات الغربية عن الصين وتعدّد الجبهات المفتوحة وفي طليعتها الإرهاب والحرب في أوكرانيا واشتعال الشرق الأوسط، في إضعاف أوروبا التي تفتقر إلى الوسائل المناسبة بمواجهة خصم يكثّف عمليات المراقبة وجمع المعلومات والتحليل.

وأوضح ألكسندر بابايمانويل أن «جودة جهاز استخبارات تقاس بالمعطيات التي يمكنه جمعها»، مشيراً إلى «أنشطة إلكترونية صينية هائلة لجمع كمّ كبير من البيانات الحساسة».

ورأى بول شارون أن «معظم أجهزة الاستخبارات الأوروبية وافقت على بذل جهود كبيرة لنشر شبكات فعالة لمكافحة التجسس، لكن الأجهزة الصينية على صعيد التنظيم والقدرات وآليات العمل، تبقى مجهولة إلى حدّ بعيد».

وأضاف أنه للتعويض عن هذه الثغرات «يشكل الاستقصاء الرقمي مصدراً حقيقياً للمعلومات المحتملة، علينا أن نستغله بشكل منهجيّ أكثر».


الصين تحذر: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع»

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
TT

الصين تحذر: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع»

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)

حذرت الصين، الأربعاء، من أن الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع» في مضيق تايوان بعدما خصص الكونغرس الأميركي مساعدة عسكرية بقيمة ثمانية مليارات دولار للجزيرة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين: «أود التشديد على أن تعزيز الولايات المتحدة وتايوان لعلاقاتهما العسكرية لن يجلب الأمن لتايوان».

وأضاف أن من شأن ذلك «فقط زيادة التوترات وخطر اندلاع نزاع عبر مضيق تايوان، وفي نهاية المطاف سيكون بمثابة إطلاق المرء النار على قدمه».

ووافق الكونغرس الأميركي بشكل نهائي، ليل الثلاثاء، على حزمة مساعدات لحلفاء لواشنطن من بينهم أوكرانيا وإسرائيل وتايوان.

وقال رئيس تايوان المنتخب لاي تشينغ تي إن هذه المساعدات «ستعزز قدرة الردع في وجه الاستبداد والسلطوية»، و«ستحفظ السلام».

ونبهت الصين التي لا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادة الجزيرة التي تعدّها جزءاً من أراضيها، الأربعاء، إلى أنها ستتخذ «إجراءات حازمة وفعالة لحماية سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها».

وقال وانغ إن تعزيز الروابط العسكرية «لن ينقذ استقلال تايوان الذي مصيره الفشل».

وأضاف: «على الولايات المتحدة أن توقف تسليح تايوان، وافتعال توترات جديدة، ووقف تهديد السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».

وفي سياق متصل، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى الصين في ثاني زيارة لهذا البلد في أقل من عام، تهدف إلى تشديد الضغط على بكين في مسائل مختلفة منها دعمها لروسيا، مع السعي إلى إرساء المزيد من الاستقرار في العلاقات بين البلدين. وحطت طائرة بلينكن في شنغهاي في أول محطة من زيارته، يلتقي خلالها رجال أعمال وطلاباً.