«الأوروبي» يعتزم مواصلة مهمته التدريبية في ليبيا

TT

«الأوروبي» يعتزم مواصلة مهمته التدريبية في ليبيا

أعلن الاتحاد الأوروبي اعتزامه مواصلة مهمته لتدريب خفر السواحل الليبية، على الرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهها المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، حسبما أعلنت وكالة الصحافة الألمانية.
وقالت متحدثة باسم فيديريكا موغيريني، مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس، في بروكسل: «نحن ندرب قوات حماية السواحل الليبية، حتى تتمكن من مواجهة المهربين في المياه الساحلية، وتنقذ بشرا من أزمات في البحر»، موضحة أن البرنامج التدريبي الذي يهدف إلى تدريب 142 فردا من قوات حماية السواحل الليبية، سيتواصل.
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، قد أدلى أول من أمس الثلاثاء، بتصريحات انتقد فيها التعاون بين الاتحاد الأوروبي وليبيا في ملف المهاجرين، ووصفه بأنه «لا إنساني»، وندد بالظروف «المفزعة» التي يتم فيها احتجاز المهاجرين في ليبيا، واصفا وضعهم بأنه «كارثي».
وحسب البيانات الليبية، فإن عدد هؤلاء المهاجرين قد وصل مؤخرا إلى 19900 شخص في المخيمات، بينما كان هذا العدد قد بلغ 7000 فقط في أيلول الماضي.
من جهته، أكد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أنه لا بديل عن دعم خفر السواحل الليبي في مواجهة أزمة اللاجئين.
وقال غابرييل أمس خلال لقائه نظيره الإيطالي أنجلينو ألفانو في روما، إن التراجع عن دعم خفر السواحل الليبي يعني غرق آلاف الأشخاص مجددا في البحر المتوسط، مضيفا أن «الأمم المتحدة محقة تماما في أننا بعيدون للغاية عن تحقيق أوضاع جيدة».
يذكر أن الأمم المتحدة وجهت انتقادات حادة للدعم الأوروبي لخفر السواحل الليبي، في وقف اللاجئين والمهاجرين في البحر المتوسط، وذلك عقب زيارات قام بها مسؤولون في الأمم المتحدة لمراكز احتجاز ليبية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».