أسبوع بيروت يتسلح بالتطريز وأزياء السهرة ليحفر مكانته في خريطة الموضة

«علامات تجارية ومصممون» عنوان مهرجان يفتح الباب أمام مصممين من كل العالم العربي باسم التنوع

من مجموعة السورية منال عجاج  -  من مجموعة السورية منال عجاج
من مجموعة السورية منال عجاج - من مجموعة السورية منال عجاج
TT

أسبوع بيروت يتسلح بالتطريز وأزياء السهرة ليحفر مكانته في خريطة الموضة

من مجموعة السورية منال عجاج  -  من مجموعة السورية منال عجاج
من مجموعة السورية منال عجاج - من مجموعة السورية منال عجاج

شهدت بيروت حدثاً فريداً من نوعه مؤخراً تمثل في تنظيم ملتقى حمل اسم «علامات تجارية ومصممون» نظمته شركة «l.i.p.s management» لصاحبها جوني فضل الله، حيث استضاف فندق «الفور سيزنس» أكثر من 30 مصمماً ودار أزياء من باريس وإيطاليا وإسبانيا ولبنان وتونس والمغرب والعراق ومصر وسوريا ودبي والبحرين والكويت.
ورسخت هذه المشاركة المتنوعة عودة العاصمة اللبنانية إلى خريطة الموضة العربية من جديد، إذ استطاع الحدث اجتياز امتحان الموسم الأوّل بفضل استقطابه حضوراً كثيفاً في بعض العروض وتغطية إعلامية لافتة.
اختتم اليوم الأوّل بعرض لدار الأزياء «لابورجوازي»، التي شاركت للمرّة الأولى في عرض بالعاصمة اللبنانية، رغم جماهيريتها وتعاملها مع أهم فنانات الصف الأوّل في السنوات الماضية. واعتبر طوني سلامة، المدير العام للدار، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنّ الحفاظ على أسلوب يتجدد بشكل دائم، والعمل المشترك الدقيق بينه وبين مصممي الدار نديم صديحة وشربل عازار أحد أبرز الأسباب التي جعلت المؤسسة تحصد جماهيريتها العالمية، مشيراً إلى أنّ تداخل التطريزات الفخمة والشك والخياطة الراقية شكلت عناصر جذبت الفنانات العالميات أمثال جنيفر لوبيز، وبريتني سبيرز، وكيم كاردشيان، وماريا كاري، وأليسا، وهيفاء وهبي، وغيرهنّ.
وفي مجموعتها لخريف وشتاء 2018 حافظت «لابورجوازي» على أسلوبها المعروف بالتطريز والقطع الفخمة الضيقة، إلا أنّها أدخلت قصّات جديدة مثل القصات الواسعة وقصة الأميرة، فضلاً عن استعمالها قماش المخمل وألواناً خريفية مثل الرمادي والعنابي والنيلي والبيج والرمادي، والأسود والذهبي والفضي. وأكدت أنها أضافت طرقاً جديدة في فن الشك والتطريز في محاولة للتنويع وتلبية مختلف أذواق النساء. أما عروس الدار فقد جمعت ثلاثة ألوان في فستانها: الفضي والذهبي والأبيض العاجي.
وبدأ اليوم الأوّل مع المصمم اللبناني إيلي بجّاني الذي ركّز في مجموعته على تصاميم عصرية تمنح المرأة الراحة والأناقة، مستعملاً اللون الأسود والسلموني والبنفسجي والزهري الفاتح. تلاه حضور قوي لأسماء عراقية معروفة في عالم الموضة، أمثال المصمم العراقي زياد العذاري، الذي استوحى مجموعته من العراق وألف ليلة وليلة وحكايات ملكات سومر وبابل في انعكاس مثالي لهويّته وتوظيف ثقافة بلاده. أما في عرض المصممة العراقية زينا العضب، فحضرت أقمشة المخمل والتول والدانتيل والموسلين من خلال مجموعة «حراير» العراقية التي قدّمت تشكيلة مميزة من العباءات النسائيّة.
وكانت النفحة الشرقية ميزة أعمال المصممة السعودية أمينة الجاسم، التي ركزت على الأقمشة الفخمة، والألوان القوية، في محاكاة حقيقية لسعي المرأة العربية إلى التفرّد والتميز.
وبالنسبة للمصممين الأجانب فقد قدم المصمم الفرنسي تيبو لافيرن مجموعة غلبت عليها الألوان الفاتحة، في محاولة لتكسير نمطية ارتباط الألوان الداكنة بموسمي الخريف والشتاء، وأيضاً لقناعته بأنّها تزيد المرأة أنوثة ونعومة.
وافتُتحت عروض اليوم الثاني بأعمال المصممة العراقية زهراء الربيعي التي استوحت مجموعتها من طابع زهرة الأوركيدا. أما علامة «أنفينيتيف» (Infinitif) فقدّمت مجموعة من التصاميم الشتوية والكلاسيكية، فقدمت بعدها المصممة جاين قنصل مجموعتها للملابس الداخلية.
أما عرض المصممة حنان حجازي، فتميّز بغرابته، في حين شهد اليوم الثاني أيضاً عودة المصممة اللبنانية ريما بحصلي التي غابت لسنوات عن عالم الموضة، والتي ارتبط اسمها بسيدات المجتمع الراقي وزوجات رجال السياسة في لبنان، إلى جانب عدد كبير من الأميرات العربيات. لكن بتشجيع من نجلها أحمد سيداني قررت معاودة نشاطها بإطلاق مجموعتها «Timeless» التي حاولت من خلالها تلبية مختلف الأذواق. أما عرض أزياء المصمم اللبناني عقل فقيه فقد تميز بتقديم مجموعة للرجال والنساء معاً.
من خارج لبنان، استمتع الحضور بعرض أزياء المصممة لميا لاتروس من تونس، وكانت مستوحاة من ثقافة بلادها، ومجموعة «خيال لا ينقطع» للمصمم الكويتي نواف البدر، قبل أن يسدل الستار على فعاليات اليوم بعرض لثلاثة مصممين من تركيا، هم جميل إيبكتشي، وأرول البيرق، وسيران آرتن.
انقسم اليوم الثالث والأخير بين لبنان وتونس، حيث بدأ مع المصممة اللبنانية ريم كشمر، ثمّ العرض التونسي لمرين مدهور، وسيرين رومدهانك، وعلي عز الدين، وميزون إسثير ماريلين من تونس. وشهدت المنصة أيضاً تقديم مجموعات لكل من «Key Couture» وغابي صليبا وروني ريشا تميّزت مجموعة هذا الأخير بأسلوبها الدافئ، وألوانها المناسبة لموسمي الخريف والشتاء. أما العرض ما قبل الأخير فكان لماركة «Sanaa Furs»، وكما يشير عنوان العرض، غلب عليه الفرو، لتختتم فعاليات «Designers and Brands» بعرض أزياء المصممة السورية منال عجاج، استكمالاً لمجموعتها الأولى التي قدّمتها أيضاً في بيروت تحت اسم «أبجدية الياسمين».


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
TT

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)

عشر سنوات فقط مرت على إطلاق علامة «بيوريفيكايشن غارسيا» حقيبتها الأيقونية «أوريغامي». بتصميمها الهندسي وشكلها ثلاثي الأبعاد لفتت الأنظار منذ أول ظهور لها. واحتفالاً بمكانتها وسنواتها العشر، تعاونت العلامة الإسبانية مؤخرا، مع أربع مُبدعات في الفنون البلاستيكية لترجمتها حسب رؤيتهن الفنية وأسلوبهن، لكن بلغة تعكس قِيم الدار الجوهرية. هذه القيم تتلخص في الألوان اللافتة والخطوط البسيطة التي لا تفتقر إلى الابتكار، أو تبتعد عن فن قديم لا يزال يُلهم المصممين في شتى المجالات، قائم على طيّ الورق من دون استخدام المقص أو الغراء، ألا وهو «الأوريغامي». فن ياباني تكون فيه البداية دائماً قاعدة مربّعة أو مكعّبة.

المكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميم الحقيبة إلى جانب جلد النابا الناعم والمرن (بيوريفكايشن غارسيا)

ولأن يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، صادف اليوم العالمي لفن «الأوريغامي»، فإنه كان فرصة ذهبية لتسليط الضوء على حقيبة وُلدت من رحم هذا الفن ولا تزال تتنفس منه تفاصيلها.

فالمكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميمها؛ إذ تبدأ العملية باختيار جلد النابا تحديداً لنعومته، وبالتالي سهولة طيّه ومرونته في الحفاظ على شكله. بعد تمديد الجلد، يتم تحديد النمط وإضافة دعامات مثلثة للحفاظ على هيكله، لتُضاف بعد ذلك المُسنّنات يدوياً لخلق حركة انسيابية على الجلد.

للاحتفال بميلاد الحقيبة العاشر وفن «الأوريغامي» في الوقت ذاته، منحت «Purificacion Garcia» أربع مُبدعات، وهن: ألبا غالوتشا وكلارا سيبريان وصوفي أغويو وسارة أوريارتي، حرية ترجمتها حسب رؤية كل واحدة منهن، مع الحفاظ على أساسياتها.

ألبا غالوتشا، وهي ممثلة وعارضة أزياء وفنانة، تعتمد على الأنسجة والخزف كوسيلة للتعبير عن نفسها، وتستقي إلهامها من الحياة اليومية، والاحتفال بتضاريس الجسد. استوحَت الحقيبة التي ابتكرتها من عشقها للأنماط والهياكل والبناء. تقول: «حرصت على الجمع بين ما يُعجبني في شكل هذه الحقيبة وما يستهويني في جسم الإنسان، لأبتكر تصميماً فريداً يعكس هذَين المفهومَين بشكلٍ أنا راضية عنه تماماً».

حرصت ألبا على الجمع بين تضاريس الجسد وأنماط وهياكل البناء (بيوريفكايشن غارسيا)

أما كلارا سيبريان، فرسّامة تحبّ العمل على مواضيع مستوحاة من جوانب الحياة اليومية ويمكن للجميع فهمها والتماسها. تقول عن تجربتها: «أنا وفيّة لأكسسواراتي، فأنا أحمل الحقيبة نفسها منذ 5 سنوات. وعندما طُلب مني ابتكار نسختي الخاصة من هذه الحقيبة، تبادرت فكرة إلى ذهني على الفور، وهي إضفاء لمستي الشخصية على حقيبة (Origami) لتحاكي الحقيبة التي أحملها عادةً بتصميمٍ بسيطٍ تتخلّله نقشة مزيّنة بمربّعات».

من جهتها، تستمد سارة أوريارتي، وهي فنانة متخصصة في تنسيق الأزهار والمديرة الإبداعية في «Cordero Atelier»، إلهامها من الطبيعة، ولهذا كان من الطبيعي أن تُجسّد في نسختها من حقيبة «أوريغامي»، السلام والهدوء والجمال. تشرح: «لقد ركّزت على تقنية (الأوريغامي) التي أقدّرها وأحترمها. فكل طيّة لها هدف ودور، وهو ما يعكس أسلوبي في العمل؛ إذ كل خطوة لها أهميتها لتحقيق النتيجة المرجوة. لذلك، يُعتبر الانضباط والصبر ركيزتَين أساسيتَين في هذَين العملَين. وأنا أسعى إلى إيجاد التوازن المثالي بين الجانب التقني والجانب الإبداعي، وهذا ما يلهمني لمواصلة استكشاف الجمال الكامن في البساطة».

كلارا رسّامة... لهذا عبّرت نسختها عن رؤيتها الفنية البسيطة التي أضافت إليها نقشة مزيّنة بمربّعات (بيوريفكايشن غارسيا)

وأخيراً وليس آخراً، كانت نسخة صوفي أغويو، وهي مستكشفة أشكال ومؤسِّسة «Clandestine Ceramique»، التي تشيد فيها كما تقول بـ«تصميم يتداخل فيه العملي بجمال الطبيعة، وبالتالي حرصت على أن تعكس التناغم بين جوهر دار (بيوريفكايشن غارسيا) القائمة على الأشكال الهندسية وأسلوبي الخاص الذي أعتمد فيه على المكوّنات العضوية. بالنتيجة، جاءت الحقيبة بحلّة جديدة وكأنّها تمثال منحوت بأعلى درجات الدقة والعناية».