حوّلت قوات النظام السوري جهدها العسكري باتجاه الحدود الجنوبية مع الأردن، غداة استكمال السيطرة على شريط حدودي بطول 160 كيلومترا مع العراق، في مسعى لاستعادة السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، الأمر الذي شككت فيه مصادر المعارضة، مستندة إلى «الضوابط الصارمة التي فعلها اتفاق خفض التصعيد في الجنوب».
وأفاد ناشطون سوريون أمس، بأن قوات النظام بدأت بدفع تعزيزات إلى منطقة إزرع الواقعة شمال مدينة درعا، استعدادا لشن عملية عسكرية باتجاه معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وفيما نقلت «شبكة شام» عن مصدر ميداني إشارته إلى «تحضيرات كبيرة للنظام والميليشيات التابعة له لفتح معركة واسعة جنوب سوريا»، قال قائد «جيش المعتز بالله» النقيب براء النابلسي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحشود في إزرع «تصل أعدادها إلى 800 عنصر، وتتوزع بين قوات نظامية وميليشيات تابعة لها»، متوقعا أنها تستعد لعمل عسكري في الجنوب.
ويسعى النظام للسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، لكنه لا يستطيع إعادة تشغيله قبل فتح أوتوستراد نصيب - دمشق الدولي الذي يفقد السيطرة على 37 كيلومترا منه، تمتد من نصيب جنوباً، وحتى خربة غزالة شمالاً، بينما يسيطر النظام على خربة غزالة وعلى الطريق الممتد منها وصولا إلى العاصمة السورية.
ودخلت روسيا على خط التفاوض مع الأردن بعد تطبيق قرار «مناطق خفض التصعيد» في وقت سابق، لإعادة تشغيل معبر نصيب الذي يعتبر معبرا حيويا للنظام، كما للبنان الذي يصدر بضاعته عبره إلى الدول العربية. لكن المساعي الروسية اصطدمت برفض من المعارضة التي تنظر إلى سيطرة النظام على تلك المنطقة، على أنها «فصل جغرافي لمناطق سيطرة المعارضة بين الضفتين الشرقية والغربية لمحافظة درعا، كون المعارضة في الريف الغربي تتصل مع الريف الشرقي عبر شريط حدودي يضيق في جنوب مدينة درعا، وفي حال سيطرة النظام على القرى الممتدة من خربة غزالة باتجاه نصيب، ومن ضمنها صيدا وأم المياذن، فإنها ستقطع اتصال المعارضة على الضفتين».
وقالت مصادر بارزة في المعارضة السورية، إن رفض تسليم المعبر «ينطلق من اعتبارين، أولهما يمنح النظام دفعا سياسيا لجهة السيطرة على المعبر ويعلي عنده الاعتبارات السيادية، والثاني عسكري صرف، حيث ستكون مناطق شرق مدينة درعا على طول الشريط الحدودي مع الأردن من نصيب إلى السويداء، والقرى في عمقها إلى الداخل السوري، معزولة عن الإمداد من الغرب، ما يسهل للنظام ابتلاعها وضمها إلى الشريط الحدودي الذي بات يسيطر عليه من ريف السويداء وحتى حدود البوكمال شرقا على الحدود العراقية».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن سلطة النظام على المعبر «إشكالية لن نرضى بها، وبالتالي لن يكون آمنا إذا استبعدت المعارضة منه، لأن الطريق إليه ستكون عرضة للاستهداف»، مضيفا أن الحل الأمثل «يتمثل في أن يكون تحت سيطرة المعارضة ويعاد تشغيله بموجب اتفاقات».
ورغم تخوف المعارضة من نتائج استعادة النظام السيطرة على المعبر، يواصل النظام الدفع بحشود عسكرية إلى المنطقة. وأشارت «شبكة شام» إلى أن المعركة القادمة «في الغالب» ستكون للسيطرة على مدينة درعا بالكامل وعلى كامل الحدود السورية الأردنية، بما فيها معبر نصيب والجمرك القديم وعلى القرى الواقعة بمحاذاة الحدود، وذلك بعد رفض الجيش الحر فتح معبر نصيب، مشيرة إلى تعزيزات شملت المدرعات والآليات العسكرية والعتاد الذي أتى برفقة الجنود.
لكن المعارضة تشكك في قدرة النظام على القيام بعمل عسكري في المنطقة، بالنظر إلى «اتفاق روسي - أميركي ضبط الوضع». وقال عضو المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر»، أبو أحمد العاصمي، إن تجربة خفض التصعيد في الجنوب «هي الأكثر نجاحا في سوريا، وبالتالي فإن أي عملية عسكرية ستقضي على الهدوء وتخلط الأوراق»، معتبرا أن حشود النظام «تهدف للضغط على الاتفاقات بشأن المعبر والتي تعثرت في وقت سابق»، مجددا تأكيده أن النظام لا يستطيع الهجوم «بسبب الاتفاقات الدولية».
تزامن ذلك مع إعلان الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» أن قوات النظام وحلفاءها أتمت السيطرة على شريط حدودي بطول 160 كيلومترا يمتد من التنف جنوبا وحتى البوكمال شمالا على الحدود السورية مع العراق.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 19 عنصرا قتلوا داخل مطار دير الزور العسكري، بعدما دخل 6 عناصر شيشانيين من «داعش» إلى مطار دير الزور العسكري، مرتدين الزي العسكري الروسي، وعند وصولهم إلى داخل المطار العسكري الواقع عند أطراف مدينة دير الزور، ترجل العناصر من العربة التي كانوا يستقلونها، وفتحوا نيران رشاشاتهم على عناصر قوات النظام الموجودين في المطار، وترافق القتال بينهم وبين عناصر من قوات النظام، مع تفجير العربة المفخخة التي كانوا يستقلونها، ما تسبب بمقتل 13 من عناصر قوات النظام، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، كما قتل العناصر الستة من تنظيم داعش في الهجوم نفسه.
قوات النظام تحشد مجدداً قرب حدود الأردن
شيشانيون بلباس روسي يهجمون على مطار دير الزور
قوات النظام تحشد مجدداً قرب حدود الأردن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة