قيادي كردي: ليس في صالحنا تأخير انتخاب محافظ جديد لكركوك

TT

قيادي كردي: ليس في صالحنا تأخير انتخاب محافظ جديد لكركوك

في أول ظهور له بعد الأحداث التي شهدتها محافظته في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، زار محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم مستشفى «مدينة فاروق الطبية» بمدينة السليمانية للسؤال عن الأحوال الصحية لنائب الأمين العام لـ«الاتحاد الوطني الكردستاني» كوسرت رسول علي. وذكرت المصادر أن الزيارة كانت سرية، وأن وصوله كان عبر الطريق الرابطة بين مدينتي أربيل وكويسنجق، وهي طريق تخضع لسيطرة قوات البيشمركة المحلية.
وكانت المحكمة الاتحادية قد رفضت تظلما من كريم قدمه طعنا بقرار عزله، ولكن المحكمة رفضت النظر بالقضية بذريعة أنها قضية إدارية وليست تشريعية حتى تختص بها المحكمة الاتحادية، وهذا ما سيجعل موضوع انتخاب محافظ جديد لكركوك أمرا محتوما وإن كان الوقت متأخرا جدا.
وحسب مصدر قيادي من «الاتحاد الوطني الكردستاني» كان «يفترض انتخاب محافظ جديد من قبل مجلس المحافظة بعد أيام من إقالة وهروب المحافظ السابق نجم الدين كريم، ولكن مقاطعة كتلة (الحزب الديمقراطي الكردستاني) بزعامة مسعود بارزاني وموقفها من العودة لاستئناف جلسات المجلس، حالا حتى الآن دون التوافق على اختيار محافظ جديد، رغم أن هذا المنصب من حصة (الاتحاد الوطني الكردستاني)، ورشحنا له عضو مكتبه السياسي رزكار علي، ولكن الأمر يحتاج إلى التصويت داخل مجلس المحافظة، وأعتقد أن التأخير الذي حصل والذي سيحصل مستقبلا ليس في صالح الكرد، لأنه في المحصلة قد تضطر الكتل الأخرى أو الحكومة الاتحادية إلى تعيين محافظ غير كردي للمحافظة، وهذا ما سيحد من سلطات الكرد على مستوى المحافظة».
ويبدو أن تحذيرات هذا القيادي في «الاتحاد الوطني» لا تقنع قيادة «الحزب الديمقراطي» التي ترى أن ترشيح رزكار علي للمنصب أمر غير مقبول، لأنه وقف مع من يسميهم الحزب الجماعة التي اتفقت مع قيادات «الحشد الشعبي» للسيطرة على مدينة كركوك في 16 أكتوبر الماضي.
وفي تصريحات صدرت عن عضو قيادة «الحزب الديمقراطي» ومسؤول مكتب العلاقات الخارجية للحزب، أكد هوشيار سيويلي أن حزبه «يرغب في العودة إلى كركوك فعلا، ولكن بشرط ألا تكون عودة ذليلة، وأن تكون هذه العودة في مصلحة الشعب الكردستاني». وأضاف: «نحن نريد أن يكون هناك محافظ كردي للمحافظة، وأن تعود جميع القوى السياسية إلى المحافظة كما في السابق، لكننا لن نقبل بتعيين رزكار علي لأنه كان من ضمن الجماعة التي وقعت اتفاقا مع (الحشد الشعبي)».
وحول تحركات حزبه لاستعادة العلاقات مع أميركا، أشار مسؤول مكتب العلاقات الخارجية: «نحن اليوم نسعى إلى إعادة علاقاتنا مع واشنطن إلى مسارها الطبيعي، ونعمل باتجاهات مختلفة لضمان ذلك، ولكن يجب التأكيد أن مساعينا الحالية لإقامة علاقات جيدة مع إيران، لن تؤثر في علاقاتنا مع واشنطن، بل سنسعى إلى تحقيق توازن في تلك العلاقات».



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.