تحرير الحوطة ينهي وجود «القاعدة» في شبوة اليمنية

بارحمة: عثرنا على عشرات العبوات والأحزمة الناسفة بعد العملية

TT

تحرير الحوطة ينهي وجود «القاعدة» في شبوة اليمنية

استطاعت قوات يمنية مدعومة بتحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، من تطهير مدينة الحوطة التابعة لمحافظة شبوة من عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي، وأحكمت سيطرتها على المدينة التي تعد أحد المراكز الحيوية للتنظيم في جنوب شرقي البلاد.
وقال مهدي بارحمة نائب قائد قوات النخبة الشبوانية التي تنفذ عمليات التمشيط وتعقب عناصر التنظيم، إن قواته «أحكمت السيطرة بشكل كامل على مداخل ومخارج مدينة الحوطة إلى جانب الجبال المشرفة عليها». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن بعض عناصر «القاعدة» هربوا إلى الجبال القريبة من المدينة، بينما لا يزال البعض الآخر متحصنين في المنازل بين المدنيين.
وخلال العملية، اقتحمت قوات النخبة أمس منزل مؤسس «القاعدة» في الحوطة (المحضار)، الذي قتل قبل سنوات في عملية أمنية، وأثناء التفتيش تم تفجير سيارة مفخخة كانت مخبأة في حديقة منزل قريب مما تسبب في جروح طفيفة لدى بعض قوات النخبة. وأضاف القائد العسكري أن «مدينة الحوطة تم تطهيرها، والبحث جار حالياً عن عناصر التنظيم الإرهابي وملاحقتهم في جميع أوكارهم». وأكد أن التنظيم لم يبد أي مقاومة أو إطلاق نار، و«لدينا معلومات تشير إلى وجود بعضهم في أماكن داخل المدينة». وألقت قوات النخبة الشبوانية القبض على ثلاثة عناصر مسلحين أثناء الاشتباكات.
وتسيطر قوات النخبة الشبوانية على أربع مديريات في محافظة شبوة كان ينشط فيها التنظيم وتحديداً الروضة ورضوم وحبان وميفعة. وتضم قوات النخبة مئات من العناصر المسلحين تسليحاً جيداً والمجهزين بمعدات عسكرية متطورة، وتلقوا تدريبات على أيدي قوات إماراتية، ومعظمهم من أبناء المناطق نفسها.
وكشف بارحمة عن أن قواته وجدت عشرات الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة في بعض المنازل أثناء عمليات الدهم والتمشيط، وقال: «وجدنا عشرات الأحزمة الناسفة في البيوت أثناء التفتيش. لدينا أكثر من 20 عبوة ناسفة و14 حزاما ناسفا وعشرة صناديق لقذائف الهاون، بالإضافة إلى (قذائف آر بي جي)، ومخزون ذخائر معدل وغيرها».
ولفت نائب قائد قوات النخبة إلى أن «بعض الهاربين من عناصر القاعدة توجهوا إلى جبل سقاه القريب من الحوطة، والبعض الآخر ما زالوا في البيوت يتخفون بين المدنيين، ونقوم بمحاصرتهم». وأشار إلى أن القوات الأمنية وجدت بعض المنازل مفخخة بالكامل. وأردف أن فرقة مكافحة الألغام التابعة لقوات النخبة أبطلت مفعول كثير من البيوت المفخخة. وتابع: «أستطيع التأكيد أننا نسيطر على منطقة الحوطة بالكامل وجميع مداخلها ومخارجها والجبال المشرفة عليها، وسوف نتعقب العناصر الإرهابية أينما وجدوا في المحافظة».
وبيّن بارحمة أن القوات الأمنية خسرت قتيلاً واحداً و13 جريحاً منذ بدء العمليات في الحوطة ومن ضمن الجرحى قائد النخبة في محافظة شبوة محمد البوحر، لافتاً إلى أن استخدام الإرهابيين المدنيين دروعاً بشرية والمفخخات، من أبرز العوائق التي تؤخر عمليات التمشيط. وقال: «نحاول قدر الإمكان عدم الإضرار بالمواطنين». وأفاد بارحمة بأن عمليات تعقب «القاعدة» تتم بتنسيق كامل ومباشر مع قوات التحالف العربي. وأضاف: «نوجه لهم كل الشكر والامتنان وكل ما نقوم به بدعم مباشر وكبير منهم».
من جهة أخرى، أفاد القائد الميداني في النخبة بأن قواته وزعت أمس مساعدات إغاثية على الأهالي بالتنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتي، ودعمت مشروعات الكهرباء والمياه عبر إمداد الأهالي بمادة الديزل. وشدد بارحمة على أن مديريات عزان وميفعة ورضوم إلى حبان باتت آمنة تماماً وخالية من الإرهابيين بعد سيطرة قوات النخبة عليها وتأمينها. وتابع: «هذه المناطق آمنة، وحتى أماكن بيع السلاح تم إغلاقها تماماً، ولم يعد مسموحاً بدخول أو تجول أي فرد يحمل السلاح في هذه المدن».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.