مئات الأسرى الفلسطينيين ينضمون اليوم إلى الإضراب عن الطعام

80 من المضربين يعانون أوضاعا صحية متردية

مئات الأسرى الفلسطينيين ينضمون اليوم إلى الإضراب عن الطعام
TT

مئات الأسرى الفلسطينيين ينضمون اليوم إلى الإضراب عن الطعام

مئات الأسرى الفلسطينيين ينضمون اليوم إلى الإضراب عن الطعام

قال «نادي الأسير» الفلسطيني، أمس، إن إضراب الأسرى عن الطعام في طريقه نحو التصعيد، مع إعلان المئات منهم الانضمام إلى الإضراب ابتداء من اليوم (الأحد).
وقال النادي في بيان: «يستمر الأسرى الإداريون وعدد من رفاقهم المساندين لهم إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ38 على التوالي، ضد قانون الاعتقال الإداري، والأحد (اليوم) ستنضم أعداد جديدة من الأسرى في جميع السجون (إلى الإضراب عن الطعام)». وأوضح البيان أن عدد المضربين سيصل إلى ما بين 1400 - 1500 أسير.
وكان نحو 220 أسيرا، معتقلين تحت بند الاعتقال الإداري، بدأوا إضرابا عن الطعام في 24 أبريل (نيسان) الماضي، مطالبين بإنهاء هذا النوع من الاعتقالات الذي يستند إلى معلومات سرية تحتفظ بها المخابرات الإسرائيلية من دون إجراء محاكمات.
وحذر «نادي الأسير» من خطورة الوضع الصحي لبعض الأسرى المضربين، وقال إنه على مدار الأيام الماضية «نقلت مصلحة سجون الاحتلال ما يقارب 80 أسيرا للمستشفيات المدنية بعد تدهور أوضاعهم الصحية، خاصة من بدأوا إضرابهم منذ 24 من أبريل الماضي».
واتهم النادي سلطات الاحتلال بتعمد إهمال المضربين واستثنائهم من أي حوار قد يجري، وفق ما نقل عن قيادة الإضراب من الأسرى. وأكد النادي أن إدارة مصلحة السجون ما زالت تواصل فرض مجموعة من العقوبات بحق الأسرى المضربين منذ اليوم الأول من إعلانهم الإضراب، تتمثل «بحرمانهم من الزيارة، والخروج للفورة، وسحب جميع مقتنياتهم، كما أقدمت على عزلهم بشكل كلي عن العالم الخارجي».
ومن جهته، وجه وزير الأسرى عيسى قراقع نداء من الأردن إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والزعماء العرب كافة للتدخل السريع والعاجل «لوضع حد لمأساة محتملة قد تحدث في صفوف المضربين».
وحذر قراقع من احتمال «سقوط شهداء» في صفوفهم بسبب خطورة حالتهم الصحية.
وقال قراقع، في ندوة عن الأسرى، إن عددا من الأسرى الذين تجاوزا الـ38 يوما من الإضراب باتوا في وضع حرج بالمستشفيات الإسرائيلية. وأضاف: «أصيب بعضهم بنزيف داخلي وفقدان للذاكرة والوعي، وبعضهم يحتاج إلى عمليات جراحية». وأكد أن إضراب الأسرى ضد سياسة الاعتقال الإداري سيستمر لأنه «إضراب مشروع يستهدف قانونا تعسفيا وظالما لا يمت بأي صلة إلى القوانين والشرائع الإنسانية وتستخدمه إسرائيل أداة للانتقام من الأسرى».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.