قصف عنيف على البوكمال بعد استيلاء «داعش» عليها

«سوريا الديمقراطية» تسيطر على أهم المناطق المتبقية للتنظيم

بلدة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق تتسلم مساعدات من الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
بلدة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق تتسلم مساعدات من الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
TT

قصف عنيف على البوكمال بعد استيلاء «داعش» عليها

بلدة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق تتسلم مساعدات من الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
بلدة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق تتسلم مساعدات من الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع الأمم المتحدة (أ.ف.ب)

كثفت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها قصفهم على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرق سوريا، وقرى بمحيطها، بعد ساعات من استعادة تنظيم داعش السيطرة على المدينة بشكل كامل. ويأتي القصف بالتزامن مع غارات مكثفة من الطائرات الحربية على المدينة وريفها، ما أوقع خسائر بشرية كبيرة من المدنيين، أكثر من نصفهم من الأطفال.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى مقتل 32 مدنيا بينهم 9 أطفال ومواطنات، ومن ضمنهم عائلتان على الأقل جراء القصف خلال الـ36 ساعة الماضية. ولفت المرصد إلى استمرار القتال العنيف بين المسلحين الموالين للنظام من جنسيات عراقية ولبنانية وآسيوية من جانب، وعناصر التنظيم من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، على محاور في محيط مدينة البوكمال من الجهتين الشرقية والجنوبية.
وتحدث موقع «دير الزور 24» عن أن تنظيم داعش عرض على قوات الأسد تسليمه 3 جثث لجنود روس مقابل فتح ممر آمن للمدنيين وعناصر التنظيم العالقين في حويجة كاطع، لكن قوات الأسد رفضت العرض.
وتعد مدينة البوكمال المعقل الأكبر والمدينة الأخيرة، لتنظيم داعش في سوريا.
وكان مئات المدنيين السوريين المحاصَرين في جزيرة «حويجة كَاطع» الواقعة بنهر الفرات في دير الزور؛ قد وجهوا نداء قبل أيام بإنقاذهم وتسهيل عبورهم إلى ضفة النهر المقابلة حيث «قوات سوريا الديمقراطية».
وحذر ناشطون من مصير مجهول ينتظر هؤلاء المحاصَرين والفارين من مدينة دير الزور عقب السيطرة عليها من جانب قوات النظام.
وجد الفارون أنفسهم بين فكي كماشة. فتنظيم داعش يسيطر على الجزيرة، في حين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية للنهر، وقوات النظام السوري على الضفة الغربية.
ويمنع التنظيم المدنيين من العبور مشترطاً تأمين مخرج لمقاتليه الموجودين في الجزيرة نحو مناطق سيطرته في ريف دير الزور الشرقي، بينما تعلن قوات سوريا الديمقراطية استعدادها لاستقبال المدنيين شريطة تسليم مقاتلي داعش لأنفسهم.
أما النظام السوري وروسيا، فيهددان باستهداف أي حركة عبور نحو مناطق سوريا الديمقراطية، على أمل الضغط على «داعش» للوصول إلى صفقة حول جنديين روسيين أسرهما التنظيم في ريف دير الزور خلال هجمات مضادة في نهاية سبتمبر (أيلول) وبداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين.
في السياق، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم هام والسيطرة بشكل كامل على ناحية البصيرة، التي تعد واحدة من المناطق المهمة التي كانت لا تزال تحت سيطرة التنظيم، ليخسر التنظيم بها المزيد من المناطق المتبقية له في الريف الشرقي لدير الزور.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتال بين الطرفين لا يزال مستمراً، حتى أمس، في أطراف قرية الزر وأطراف بلدة الشحيل، في محاولة من قوات النظام للتقدم في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والسيطرة على القرية والبلدة، وتقليص نطاق سيطرة التنظيم في المنطقة.
وبهذا التقدم تكون قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على كامل شرق الفرات من حدودها دير الزور الشمالية الغربية مع محافظة الرقة، وصولاً إلى المنطقة المقابلة لبادية الشعيطات، في شرق الفرات، وتضم أكبر حقل نفطي في سوريا وهو حقل العمر، وأكبر معمل وحقل غاز في سوريا وهو حقل كونيكو، وحقول التنك، وصيجان والجفرة، وقرى وبلدات الصبخة والصور وجديد عكيدات وجديد بكارة والكبر ومحيميدة والصعوة وزعير جزيرة والكسرة، ومناطق ممتدة من شمال مدينة دير الزور وصولاً إلى ريف الحسكة الجنوبي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.